منتديات الشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأيقونة الخالدة ..قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن سليم الضيخ

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الأيقونة الخالدة ..قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن سليم الضيخ Empty الأيقونة الخالدة ..قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن سليم الضيخ

مُساهمة  أبو البراء السبت فبراير 20, 2010 6:16 pm

انتفضت لبؤة جريحة....سحبت يدها من تحت يده بعنف ،وقالت بحدّة،وشفتها السفلى ترتجف معبرة عن رعب كان يلمحه في عينيها بين الفينة والفينة:لاتفجعني بآخر وأقدس ماأمتلك.....ثم دمعت عيناها دمعتين تدحرجتا بسرعة،وتشظت كلتاهما فتناثرت شظاياهما في كل الاتجاهات،حتى وجهه حظي ببعضها،فأحسّ بها وكأنها فلذات قلب يحترق أو نثار من هيل بركان توضّع على وجه ورقة موز قطف ثمرها،ثم غادرت مكانها فلاحقها بنظراته الذاهلة حتى توارت خلف جدار المقهى....هذا المقهى الذي اعتاد أن يضمهما لساعات في أماسي أيام الجمعة،كانا يدلفان معا ويغادران في ساعة متأخرة معا.
حين جاء النادل ليسأله إن كان يريد شيئا،انتفض كأنه أفاق من حلم مرعب ،أو خرج من تحت وطأة كابوس ثقيل،لم يستطع حتى الآن تخيل ماحدث،وكيف حدث؟...أومأ للنادل بإصبع أنه لايرغب في شىء،ثم عاد وارتمى ثانية في مهاوي كابوسه......
حاول جمع شتات أفكاره الممزقة ،وأفلح أخيراوبعد جهد وعناء في وضع يده على الجرح،تذكر أنها المرّة الأولى التي يضع فيها يده على يدها بشىء غير قليل من شبق لم تعهده منه في سائر لقاءاتهما..........لماذا ياغبي؟؟؟
ضرب جبهته بيده بقوة أثارت انتباه من حوله من رواد (الكافتيريا)الهادئة والتي تطل بشىء من التواضع على قناة القصباء في الشارقة،شعر بغير قليل من حرج حين رأى العيون تتجه إليه،فآثر الانسحاب،.....قادته قدماه إلى نقطة مظلمة عند السياج الحديدي للقناة،فأسند صفحتي وجهه بكفيه مسندا كوعيه إلى حديد السياج،وحاول أن يسيطر على ارتجاف يديه كما يحدث له في أمثال هذا الموقف،وأفلح أخيرا...........هل ستعود؟؟؟؟تساءل في نفسه....أظنها....أظنها...بل أجزم إنها ستعود....ولكن ماذا لو أعتذر لها؟؟؟لماذا وصل بسرعة إلى هذه النتيجة؟ تساءل في نفسه.....حاول أن يتذكر دقائق علاقتهما خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي هي عمر علاقتهما...
لم تعجبه كلمة(علاقة)لماذا؟؟؟؟ربما لأنه أحس أن استخداماتها المشبوهة قد أساءت إلى مدلولها....فليستخدم إذا كلمة (لقائهما).
في المرة الأولى كان يثبت ناظريه على وجهها،ويوجه إلى مكان وقوفها على منبر نادي الشعر كل أحاسيسه ومشاعره،وهي تنشد قصيدة راعفة تتحول عرائسها إلى نور يتوضع بكل أشكاله-كما أرادتها-في مساحة القلق في قلبه...لدرجة أنه أحس كأنها قطعة من جحيم نفسه...أو فلنقل أنها...هو أو...هو هي....كانت عشرينية يطفر من سمرتها السمحاء عبق فرات متمرد،وعيناها تذرفان أرواح الزنابق الزرقاء التي تنبت على شفاه دجلة...أحس حينهاإحساسا غريبا....وتذكر حيرة خياله...لماذا كان هذا الخيال يلح على أن يجعل تمرد خصلات شعرها منحة الخنساء قبل مقتل صخر؟؟؟وتذكر كم كان سروره عظيما حين رآها تنصرف إليه بناظريها ومشاعرها حين أخذ يلقي قصيدته(رباعيات بغدادية)......ياألله......ماذا فعلت ...وكيف......وخطرت له فكرة أعجيته.......لقد جمعنا الشعر،وفرقنا غباء شيطانيّ.....ماذا لو جمعنا الشعر مرة أخرى....؟؟؟
حين مدّ يده بالورقة المطوية إليها أشاحت بوجهها عنه وحاولت أن تسير مبتعدة،إلا إنها تسمّرت في مكانها حين سمعت توسله(أرجوك)لقد أزالت شحنة هذه الكلمة من نفسها كل ثقل كان يجثم على صدرها...لقد أحست أن حروفها تنطق باعتذار بل بما هو أكثر من الاعتذار....ربما كان انسفاحا حزينا ،وشيئا آخر لم تجد كلمة تستطيع التعبير عنه.....التقت عيونهما مرّة أخرى...هذه المرة لثوان قليلة،تبادلت خلالها حديثا أسمى من الغرام وأقدس من الحب...كان حديثا جديدا لم تعرفه عيون البشر من قبل....عيناها ماتزالان تعتنقان النظرة ذاتها.....لماذا يرى فيهما دائما وفي كل حالاتهما نهرين يلتقيان ويلتفان دوائر زرقاء وتتعانق نهايتاهما وتسربان شبح دمعة تنبع من مركزها ألوان قوس قزح؟..........سألها:ألن تقرئي القصيدة؟؟؟أجابت :قرأتها...وما أزال أقرؤها...ألا ترى..؟
رفع كفه وقرّبها من فمها ليسكتها....سكت لسانها وظلت عيناها تتحدثان.....سمع منهما حزن الفرات المعتّق....رأى ثوبه الأحمر هذه المرّة,رأى صراخ حوريات أيقظوها وأحرقوا شرانقها،سمع اصطكاك أسنان الأوابد وهي تختطف وتفصل عن أثداء أمها العاشقة للانعتاق من رحم الأرض لتبني حدائقها المعلقة فوق الثريا
....أحس أن طفل قلبه ينسخ في عينيه ماترسمه عيناها.
أحس أن قوة جبارة تنطلق من عينيها وتتسلل على شكل حزم من نور وتجوس في مسارب عروقه...؟هاهي الآن تتوقف في بعض المساحات لتهدم بعض النتوءات السرطانية التي تطفّلت على جسده.....تصبب عرقه حتى كاد يشكل غلافا مائيا يلفه ويغرقه.....شعر أنه واحد ممن ابتلعهم تسونامي،ولكنه تعلق بجذع نخلة حفظت عليه حياته.....مدّت النخلة إحدى جرائدها فتعلق بها.....انقسم الجريد قسمين توضعا على ذراعيه....وسرعان ماتحولا إلى جناحين قويين.....أمسك بيديها وحلق بها عاليا...عاليا ...عاليا....ارتفعا ....ارتفعا....لفهما ضياء كان ينتظرهما عند نبعين يخرج منهما نهران......هطلا حزمتين من ألوان قوس قزح .....ثم ذابا معا في مياه نهرين متعانقين..........
أبو البراء
أبو البراء

المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأيقونة الخالدة ..قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن سليم الضيخ Empty رد: الأيقونة الخالدة ..قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن سليم الضيخ

مُساهمة  بنت العراق السبت أكتوبر 29, 2011 7:22 am

الاستاذ القدير: عبد الرحمن الضيخ
القصة رائعة كعادتك مبدع في كل شي
بنت العراق
بنت العراق

المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 29/09/2011
العمر : 29

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأيقونة الخالدة ..قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن سليم الضيخ Empty ابنتي الغالية

مُساهمة  عبد الرحمن السبت أكتوبر 29, 2011 8:38 am

بنت العراق كتب:الاستاذ القدير: عبد الرحمن الضيخ
القصة رائعة كعادتك مبدع في كل شي
أنت رائعة يابنتي...تنقبين عن البياض...وتفلحين في اصطياده...حماك الله وأسعدك ...وجعلك من المقبولات في الدنيا والآخرة.....بارك الله بك....حييت...طبت....دومي بخير.
عبد الرحمن
عبد الرحمن

المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 23/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى