ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(2)
صفحة 1 من اصل 1
ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(2)
ثانياً – التثليثُ باللفظِ :
ومما يدخل في ضبط بنية الكلمة تعريج الخطابي على ضبط مثلثها . وقد أورد في معرض تفسيره اللغوي لغريب الحديث نماذج منها على ضربين اثنين :
الأول : ما اتحد معناه رغم تثليثه .
الثاني : ما اختلف معناه رغم تثليثه .
- الأول : المثلثُ المتحدُ المَعْنى :
عني اللغويون بهذه البنية عناية فائقة ، لمسنا نماذج منها في كتب اللغة بعامة حتى أفرد لها قطرب كتاباً سماه [ المثلثات ] ، ثم انتهى هذا اللون اللغوي من الدراسات إلى ابن مالك الذي صنفه في كتاب [ إكمال الإعلام في تثليث الكلام ([1])] ، وجعله في أربعة فصول : ما ثُلّثت فاؤه نحو السَِّـُقط ( بضم السين وفتحها وكسرها ) وهو المولود قبل تمام الأشهر التسعة . أو ما ثلثت عينه من الأسماء نحو المهَلُِكة ( بضم اللام وفتحها وكسرها ) . أو ما ثلثت عينه من الأفعال ، نحو أجَِـُن الماء ( بضم الجيم وفتحها وكسرها ) ، وهو ما تغير طعمه من الماء . أو ما ثلثت فاؤه ولامه ، نحو : أَصْبَع وأَصْبِع وأُصْبُع وأُصْبَع وإِصْبِع ([2]) .
ويرى معظم اللغويين أنّ اختلاف بنية المثلث المتفق المعنى إنما هو من اختلاف لهجات القبائل العربية ، وقد أشارت بعض معاجم اللغة إلى نسبة هذه اللغات المختلفة إلى قبائلها ، ومن هؤلاء : ابن منظور الذي يقول في ( المهلََُِكة ) : كل ذلك عند أبي بكر لغات مختلطة ([3]) . وقال أبو عثمان السرقسطي في [ أَجَن الماء وأجِن – بكسر الجيم – لغة ([4]) ] .
ويشير الخطابي في مواضع كثيرة من كتابه الغريب ، إلى أن اختلاف بنية المثلث المتفق المعنى أو المتحد المعنى؛ إنما هو من اختلاف لغات القبائل . ومن المثلث المتفق المعنى مما ثلثت فاؤه ما أورده الخطابي في حديث النبي r يوم قال لزوج عامر بن ربيعة حيث أصابت ولدها عبد الله رمية يوم الطائف ، وكان قد (( دخل عليها وهي نسوء : أبشري بعبد الله خلفاً من عبد الله ، فولدت غلاماً فسمته عبد الله فهو عبد الله بن عامر ([5]) )) . يقول الخطابي : ((وقوله : وهي نسوء : أي مظنون بها الحمْل . قال الأصمعي : يُقال للمرأة أول ما تحمل ، قد نُسئت ، فهي نَسْءٌ . قال غيره : امرأةٌ نسءٌ ، ونساء نساءٌ جمع نسءٌ ، وإنما قيل لها نسءٌ لأن حيضها تأخّر عن وقته ، من نسأ فلان الشيء إذا أخَّره ، ومنه النسيئة في البيع ... ([6]) )) .
وقول الخطابي : وفيها ثلاث لغات ، إشارة إلى اختلاف القبائل في ضبط بنية المثلث المتحد المعنى . ويعلّق الخطابي على الاستعمال اللغوي للفظ بريء و بَراء في حديث أبي هريرة حيث أجاب عمر بن الخطاب : (( إنَّ يوسف مني بريء ، وأنا منه بَرَاء ([7]))) . قال الخطابي : (( قوله إنّ يوسف مني بريء ، وأنا منه براء ، لم يرد به براءة الولاية ... ([8]) )) .
ثم يورد ما جاء في لغة العرب من تثليث فاء هذا اللفظ والمعنى واحد . يقول الخطابي : ((ويقال : إنه منه بريء وبَرَاء ، ويقال أيضاً : قوم بَراء ، وقد قرئ : ( إنا بَرَاء منكم ([9]) ) . قال أبو زيد : (( يقال : نحن منكم بَرَاء و بُرَاء و بِراء ([10]))) .
ومما ثلثت عينه من الأفعال يورد الخطابي ما جاء في لغة العرب من تثليث عين الفعل في معرض تفسيره كلمة [ الاعتقام ] ، يقول الخطابي ( وأخبر أبو عمر ، عن أبي العباس ، عن ابن الأعرابي قال : والاعتقام أن يحفر الرجل البئر ، فإذا بلغ موضعاً لا يعمل فيه المِعْوَل عدل إلى جانب آخر ، فيقال له : ما شأنك ؟ فيقول : اعتقَمْتُ . قال : ومنه العُقْم ، وهو امتناع الرحم من الولد . يقال : عُقِمت و عَقُمت و عَقَمت ([11]) ( بكسر العين وضمها وفتحها ).
وقال الخطابي في حديث رسول الله r عند دخول الخَلاَ : (( اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث )) أصحاب الحديث يروونه الخُبْث ساكنة الباء ، وكذلك رواه أبو عبيد في كتابه وفسره فقال : أما الخُبْث فإنه يعني الشر ، وأما الخبائث فإنها الشياطين .
قال أبو سليمان : وإنما هو الخُبُثِ مضمومة الباء جمع خبيث ... فأما الخُبْث : ساكنة الباء فهو مصدر خبُث الشيء يخبُث خُبْثاًً ، وقد يُجعل اسماً ... فأما الخَبَثُ ، مفتوحة الخاء والباء ، فهو ما تنفيه النار من رديء الفضة والحديد ونحوهما([12]))) .
- الثاني : المثلثُ المختلفُ المَعْنى :
وهذا المثلث من البنية لا يكون إلا في فاء الكلمة ، وتتغير دلالة معناه بتغيّر حركة الفاء، وقد بسط فيه ابن مالك البحث كما بسطه في المثلث المتحد المعنى في كتابه ( إكمال الإعلام في تثليث الكلام ([13]) ) نحو : القُسْط – بالضم – عود يتبخر به ، والقَسْط – بالفتح – الجَوْر، والقِسْـط – بالكسر – العـدل . ولابن مالك كتاب آخر في هـذا الباب على غـرار (مثلثات) قُطْرُب ، حيث تختلف المعاني باختلاف صيغها .
ومما يحسن ذكره أن هذا النوع من البنية ، يمكن أن ينسب إلى قبيلة واحدة ، مادام شكل البنية مختلفاً ، من حيث الحركات التي آلت إلى اختلاف المعاني . ونجد ذلك واضحاً في مختلف معاجم اللغة ، على اختلاف ما وجدناه في المثلثات المتحدة المعنى التي نسبها اللغويون إلى اختلاف لهجات القبائل ([14]). وإلى مثل هذا ذهب الخطابي في تفسير معنى القضض حيث قال : (( والقضض القَضَّة : ما تفتّت من الحصا ، وأنشدنا أبو عمر عن أبي العباس ثعلب يصف دلواً :
قد سقطت في قَضَّةٍ من شرْجِ ([15]) ثم استقلّت مثلَ شِدْق العِْلج ([16])
قال وأخبرنا ثعلب عن الكوفيين ، والمبرد عن البصريين قالوا : القِضَّة بالكسر : عُذرة الجارية ، والقُضَّة بالضم : العيب ، والقَضَّة بالفتح : الحصا الصغار ([17]) )) .
والخطابي في هذا الأثر اللغوي لا يشير إلى المصدر القبلي لاختلاف فاء الكلمة ، كما فعل في المثلثات المؤتلفة المعنى حيث كان يذكر في الكلمة : ( وفيها لغات ثلاث ) ، وإنما يشير إلى ما أجمع عليه الكوفيون والبصريون في ضبط بنية القضَّة ، من حيث اختلاف حركة فائها ، الذي آل إلى اختلاف معانيها .
وفي أثرٍ لغوي آخر يقول الخطابي في تفسير لفظ ( الهيام ) في حديث ابن عباس في قوله تعالى : (( [ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ([18]) ] قال : هَيامُ الأرض . أخبرناه ابن الأعرابي ، نا الزعفراني ، نا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس : الهَيَامُ : تراب يخالطه رمل ينشف الماء نشفاً شديداً ، فأمـا الهُيام فهو شدة العطش ([19]) )) . ثم يقـول الخطابي : (( قـال يعقوب : الهِيام والهُيام : داء يأخذ الإبل عن بعض المياه بتهامة ، فيصيبها مثل الحمى ([20]))) .
فاختلاف الضبط في فاء [ الهيام ] بين فتحها وضمها وكسرها ، آل كما رأينا إلى اختلاف المعنى . وهذا النوع من التثليث كما ذكرنا لم يشر فيه الخطابي إلى اختلاف لغات القبائل فيه .
([1]) أشار الدكتور غنيم غانم إلى أن الكتاب مخطوط في دار الكتب المصرية تحت رقم 738/ لغة .
([2]) د . غنيم غانم : الدراسات اللغوية عند ابن مالك 282 بتصرف .
([3]) لسان العرب ( هلك ) .
([4]) أبو عثمان سعيد المعافري السرقسطي ( كتاب الأفعال ) 1/104 تح : د . حسين محمد محمد شرف . ط مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر . القاهرة 2002م .
([5]) الخطابي : غريب الحديث 1/408 . أخرجه ابن معين في تاريخه 1/21 برقم 122 وذكره الحافظ في الإصابة 2/329 .
([6]) المصدر السابق 1/408 – 409 .
([7]) الخطابي : غريب الحديث 2/432 .
([8]) المصدر السابق 2/432 .
([9]) سورة الممتحنة : الآية 4.
([10]) الخطابي : غريب الحديث 2/433 .
([11]) المصدر السابق 3/77 .
([12]) المصدر السابق 3/221 . والحديث أخرجه البخاري 1/47 في الوضوء ، ومسلم 1/283 في الحيض وأخرجه أبوداود 1/2 في الطهارة ، والترمذي 1/ 10 في الطهارة أيضاً .
([13]) د . غنيم غانم : الدراسات اللغوية عند ابن مالك 292 ، بتصرف .
([14]) د . غنيم غانم : الدراسات اللغوية عند ابن مالك 293 ، بتصرف .
([15]) الشرج : مجرى الماء .
([16]) العلج : الحمار . والبيتان في اللسان ( قضض ) د . ن .
([17]) الخطابي : غريب الحديث 1/106 .
([18]) سورة الواقعة : الآية 55 .
([19]) الخطابي : غريب الحديث 2/466 .
([20]) المصدر السابق 2/466 .
ومما يدخل في ضبط بنية الكلمة تعريج الخطابي على ضبط مثلثها . وقد أورد في معرض تفسيره اللغوي لغريب الحديث نماذج منها على ضربين اثنين :
الأول : ما اتحد معناه رغم تثليثه .
الثاني : ما اختلف معناه رغم تثليثه .
- الأول : المثلثُ المتحدُ المَعْنى :
عني اللغويون بهذه البنية عناية فائقة ، لمسنا نماذج منها في كتب اللغة بعامة حتى أفرد لها قطرب كتاباً سماه [ المثلثات ] ، ثم انتهى هذا اللون اللغوي من الدراسات إلى ابن مالك الذي صنفه في كتاب [ إكمال الإعلام في تثليث الكلام ([1])] ، وجعله في أربعة فصول : ما ثُلّثت فاؤه نحو السَِّـُقط ( بضم السين وفتحها وكسرها ) وهو المولود قبل تمام الأشهر التسعة . أو ما ثلثت عينه من الأسماء نحو المهَلُِكة ( بضم اللام وفتحها وكسرها ) . أو ما ثلثت عينه من الأفعال ، نحو أجَِـُن الماء ( بضم الجيم وفتحها وكسرها ) ، وهو ما تغير طعمه من الماء . أو ما ثلثت فاؤه ولامه ، نحو : أَصْبَع وأَصْبِع وأُصْبُع وأُصْبَع وإِصْبِع ([2]) .
ويرى معظم اللغويين أنّ اختلاف بنية المثلث المتفق المعنى إنما هو من اختلاف لهجات القبائل العربية ، وقد أشارت بعض معاجم اللغة إلى نسبة هذه اللغات المختلفة إلى قبائلها ، ومن هؤلاء : ابن منظور الذي يقول في ( المهلََُِكة ) : كل ذلك عند أبي بكر لغات مختلطة ([3]) . وقال أبو عثمان السرقسطي في [ أَجَن الماء وأجِن – بكسر الجيم – لغة ([4]) ] .
ويشير الخطابي في مواضع كثيرة من كتابه الغريب ، إلى أن اختلاف بنية المثلث المتفق المعنى أو المتحد المعنى؛ إنما هو من اختلاف لغات القبائل . ومن المثلث المتفق المعنى مما ثلثت فاؤه ما أورده الخطابي في حديث النبي r يوم قال لزوج عامر بن ربيعة حيث أصابت ولدها عبد الله رمية يوم الطائف ، وكان قد (( دخل عليها وهي نسوء : أبشري بعبد الله خلفاً من عبد الله ، فولدت غلاماً فسمته عبد الله فهو عبد الله بن عامر ([5]) )) . يقول الخطابي : ((وقوله : وهي نسوء : أي مظنون بها الحمْل . قال الأصمعي : يُقال للمرأة أول ما تحمل ، قد نُسئت ، فهي نَسْءٌ . قال غيره : امرأةٌ نسءٌ ، ونساء نساءٌ جمع نسءٌ ، وإنما قيل لها نسءٌ لأن حيضها تأخّر عن وقته ، من نسأ فلان الشيء إذا أخَّره ، ومنه النسيئة في البيع ... ([6]) )) .
وقول الخطابي : وفيها ثلاث لغات ، إشارة إلى اختلاف القبائل في ضبط بنية المثلث المتحد المعنى . ويعلّق الخطابي على الاستعمال اللغوي للفظ بريء و بَراء في حديث أبي هريرة حيث أجاب عمر بن الخطاب : (( إنَّ يوسف مني بريء ، وأنا منه بَرَاء ([7]))) . قال الخطابي : (( قوله إنّ يوسف مني بريء ، وأنا منه براء ، لم يرد به براءة الولاية ... ([8]) )) .
ثم يورد ما جاء في لغة العرب من تثليث فاء هذا اللفظ والمعنى واحد . يقول الخطابي : ((ويقال : إنه منه بريء وبَرَاء ، ويقال أيضاً : قوم بَراء ، وقد قرئ : ( إنا بَرَاء منكم ([9]) ) . قال أبو زيد : (( يقال : نحن منكم بَرَاء و بُرَاء و بِراء ([10]))) .
ومما ثلثت عينه من الأفعال يورد الخطابي ما جاء في لغة العرب من تثليث عين الفعل في معرض تفسيره كلمة [ الاعتقام ] ، يقول الخطابي ( وأخبر أبو عمر ، عن أبي العباس ، عن ابن الأعرابي قال : والاعتقام أن يحفر الرجل البئر ، فإذا بلغ موضعاً لا يعمل فيه المِعْوَل عدل إلى جانب آخر ، فيقال له : ما شأنك ؟ فيقول : اعتقَمْتُ . قال : ومنه العُقْم ، وهو امتناع الرحم من الولد . يقال : عُقِمت و عَقُمت و عَقَمت ([11]) ( بكسر العين وضمها وفتحها ).
وقال الخطابي في حديث رسول الله r عند دخول الخَلاَ : (( اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث )) أصحاب الحديث يروونه الخُبْث ساكنة الباء ، وكذلك رواه أبو عبيد في كتابه وفسره فقال : أما الخُبْث فإنه يعني الشر ، وأما الخبائث فإنها الشياطين .
قال أبو سليمان : وإنما هو الخُبُثِ مضمومة الباء جمع خبيث ... فأما الخُبْث : ساكنة الباء فهو مصدر خبُث الشيء يخبُث خُبْثاًً ، وقد يُجعل اسماً ... فأما الخَبَثُ ، مفتوحة الخاء والباء ، فهو ما تنفيه النار من رديء الفضة والحديد ونحوهما([12]))) .
- الثاني : المثلثُ المختلفُ المَعْنى :
وهذا المثلث من البنية لا يكون إلا في فاء الكلمة ، وتتغير دلالة معناه بتغيّر حركة الفاء، وقد بسط فيه ابن مالك البحث كما بسطه في المثلث المتحد المعنى في كتابه ( إكمال الإعلام في تثليث الكلام ([13]) ) نحو : القُسْط – بالضم – عود يتبخر به ، والقَسْط – بالفتح – الجَوْر، والقِسْـط – بالكسر – العـدل . ولابن مالك كتاب آخر في هـذا الباب على غـرار (مثلثات) قُطْرُب ، حيث تختلف المعاني باختلاف صيغها .
ومما يحسن ذكره أن هذا النوع من البنية ، يمكن أن ينسب إلى قبيلة واحدة ، مادام شكل البنية مختلفاً ، من حيث الحركات التي آلت إلى اختلاف المعاني . ونجد ذلك واضحاً في مختلف معاجم اللغة ، على اختلاف ما وجدناه في المثلثات المتحدة المعنى التي نسبها اللغويون إلى اختلاف لهجات القبائل ([14]). وإلى مثل هذا ذهب الخطابي في تفسير معنى القضض حيث قال : (( والقضض القَضَّة : ما تفتّت من الحصا ، وأنشدنا أبو عمر عن أبي العباس ثعلب يصف دلواً :
قد سقطت في قَضَّةٍ من شرْجِ ([15]) ثم استقلّت مثلَ شِدْق العِْلج ([16])
قال وأخبرنا ثعلب عن الكوفيين ، والمبرد عن البصريين قالوا : القِضَّة بالكسر : عُذرة الجارية ، والقُضَّة بالضم : العيب ، والقَضَّة بالفتح : الحصا الصغار ([17]) )) .
والخطابي في هذا الأثر اللغوي لا يشير إلى المصدر القبلي لاختلاف فاء الكلمة ، كما فعل في المثلثات المؤتلفة المعنى حيث كان يذكر في الكلمة : ( وفيها لغات ثلاث ) ، وإنما يشير إلى ما أجمع عليه الكوفيون والبصريون في ضبط بنية القضَّة ، من حيث اختلاف حركة فائها ، الذي آل إلى اختلاف معانيها .
وفي أثرٍ لغوي آخر يقول الخطابي في تفسير لفظ ( الهيام ) في حديث ابن عباس في قوله تعالى : (( [ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ([18]) ] قال : هَيامُ الأرض . أخبرناه ابن الأعرابي ، نا الزعفراني ، نا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس : الهَيَامُ : تراب يخالطه رمل ينشف الماء نشفاً شديداً ، فأمـا الهُيام فهو شدة العطش ([19]) )) . ثم يقـول الخطابي : (( قـال يعقوب : الهِيام والهُيام : داء يأخذ الإبل عن بعض المياه بتهامة ، فيصيبها مثل الحمى ([20]))) .
فاختلاف الضبط في فاء [ الهيام ] بين فتحها وضمها وكسرها ، آل كما رأينا إلى اختلاف المعنى . وهذا النوع من التثليث كما ذكرنا لم يشر فيه الخطابي إلى اختلاف لغات القبائل فيه .
([1]) أشار الدكتور غنيم غانم إلى أن الكتاب مخطوط في دار الكتب المصرية تحت رقم 738/ لغة .
([2]) د . غنيم غانم : الدراسات اللغوية عند ابن مالك 282 بتصرف .
([3]) لسان العرب ( هلك ) .
([4]) أبو عثمان سعيد المعافري السرقسطي ( كتاب الأفعال ) 1/104 تح : د . حسين محمد محمد شرف . ط مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر . القاهرة 2002م .
([5]) الخطابي : غريب الحديث 1/408 . أخرجه ابن معين في تاريخه 1/21 برقم 122 وذكره الحافظ في الإصابة 2/329 .
([6]) المصدر السابق 1/408 – 409 .
([7]) الخطابي : غريب الحديث 2/432 .
([8]) المصدر السابق 2/432 .
([9]) سورة الممتحنة : الآية 4.
([10]) الخطابي : غريب الحديث 2/433 .
([11]) المصدر السابق 3/77 .
([12]) المصدر السابق 3/221 . والحديث أخرجه البخاري 1/47 في الوضوء ، ومسلم 1/283 في الحيض وأخرجه أبوداود 1/2 في الطهارة ، والترمذي 1/ 10 في الطهارة أيضاً .
([13]) د . غنيم غانم : الدراسات اللغوية عند ابن مالك 292 ، بتصرف .
([14]) د . غنيم غانم : الدراسات اللغوية عند ابن مالك 293 ، بتصرف .
([15]) الشرج : مجرى الماء .
([16]) العلج : الحمار . والبيتان في اللسان ( قضض ) د . ن .
([17]) الخطابي : غريب الحديث 1/106 .
([18]) سورة الواقعة : الآية 55 .
([19]) الخطابي : غريب الحديث 2/466 .
([20]) المصدر السابق 2/466 .
عبد الرحمن- المساهمات : 230
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
مواضيع مماثلة
» ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(1)
» المعرّب(الدخيل)في لغة النبي صلى الله عليه وسلم ....د.نبيل قصاب باشي
» نظرية النظم عند الخطابي في معايير النقد الحديث والنقد الحداثي وما بعد الحداثي د.نبيل قصاب باشي(2)
» سحابة الأحلام....شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
» استجواب عمر المختار...شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
» المعرّب(الدخيل)في لغة النبي صلى الله عليه وسلم ....د.نبيل قصاب باشي
» نظرية النظم عند الخطابي في معايير النقد الحديث والنقد الحداثي وما بعد الحداثي د.نبيل قصاب باشي(2)
» سحابة الأحلام....شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
» استجواب عمر المختار...شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى