أسامح قاتلي وأنتصر...شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

غفرت لقاتل جدي قبيل الصباح ...ثلاثا
وقبلت كف الذي لفني فوق نعشي
بثوب البهائم....عشرا
وهللت ألفا لمن يحتسي قهوة من جلود صغاري
أدرت خدودي لمليار صفعة
وسرت أطأطىء رأسي وراء نعال تشرفت أن طبعت...
فوق ظهري
حملت صليبي ومسمار ظهري
وسامحت كل الزناة
وكل الكؤوس التي ملئت من دمائي
مسحت تلافيف مخي.....التزاما
وقيدت أوتار قلبي فما دقّ...حتى غراما
ويممت شطر انهدام رأوه ملاذي
وبوابة قبري....بأرضي
أسفّ ترابا إذا جعت
وأشرب ماء السماء
وساميت شكواي صارت أنينا......وصمتا
وظلا لموتي
عفوت كما شاء كهان قصر القصور
لبست ثيابي التي خاطها كاهن التوت
وتوّجت رأسي بحبل مسد
فتبت حياتي وصارت ظلالا لأقدام أنثى
أنتضت دون حق سوارا من الحقد
تغذت قوارير شعلته من حطب
فسامحته دون دمع
ولا نبست شفتاي بحرف صغير
ولا ظل حرف يثير النفوس
ولكنهم غضبوا دون حق
وألقوا بأعناق رحمي
حجار أبابيل....وهيلا
جحيما يشب بشحم يباس وقار وزيت
وسيلا من اللعن ينساب فوق الرمال
يغور.......يغور....
يشكّل قبرا لنفسي التي وأدوا سقفها
وهالوا تراث الأفاعي على ثديها
فصارت كهوف عناكب
تحرّك حرف لهاتي
وسامحت سبعين قبل صياح الديوك
وبعد غياب شعاع القمر
حفرت بقاع محيط الرمال
بغير أصابع
بحثت عن العشرلت اللواتي وئدن
وأطعمت كل الجماجم شحم سنامي المعلّق
وسوّرت بصمة نعل المفدّى على جبهتي
وعفت السجود لربي بأمر المفدى
حفاظا على البصمة الماجدة
وريثة سياّف كلّ المذابح
ومزّقت مسّي
اتهمت فؤاد بنيّ وأهلي....
الذين رأوني سياجا وغالوا بوصفي
فآذوا تكبّر سيّدنا
فاستبد به الغيظ....أقعى
وشدّ الحبال التي ربطت أضلعي
تدحرجت عند النعال
وصحت بكل عظامي....
أســـــــامح.........
أسامح .....ثمّ أســــــامح
قبل اندلاع رجائي
وقبل انسفاح ملاءات عقمي
على حاجز الأبجدية
تتوه((أسامح))
تنام حروف الخنوع
يجلجل صوت الإله
يقيل الكهانة
يلجم أفواه كل المعابد
ويقلع مسمار صدري
يذيب الصليب المدمّى
وينبت في كفّي المستباح مئات الأصابع
فترفع فوق جبال الجليد بنودا
وترسم شيخا على رأسه شمس صيف
وألف رغيف
وبوابة نحو عدن
فأضحك ملء تواضع نفسي
وأصرخ ملء الشهور
أســـــــــــــــــامح
**********"