قصص قصيرة جدا.......عبد الرزاق الدرباس
صفحة 1 من اصل 1
قصص قصيرة جدا.......عبد الرزاق الدرباس
1 _ صديقتان :
كانتا صديقتين يطلق عليهما زملاء الجامعة ( الثنائي الأجمل ) إحداهما ركضت مبكرا وراء العريس الغني لتشبع فضولها و تشعر أنها مهمة عند الشباب و الثانية كانت رزينة تعرف أن أولاد الحلال سيلهثون خلفها ، وتخرجتا في الجامعة و انقطعت الأخبار ثلاث سنوات...ثم التقتا في حفلة زواج زميلة ثالثة ،ياللمفارقة ! الثانية الرزينة كانت برفقة زوجها الصحفي المشهور و هما في غاية الحب و الانسجام ، و الأولى كانت امرأة مطلقة كفتيات ( الأفلام العربية ) بعد أن تركها زوجها مخلفا لها اسم مطلقة لا يمحوه الزمن .
2 _ عيوني و الإبرة
كنت دائما إدخال الخيط الأبيض في الإبرة لجدتي و أمي - رحمهما الله _ عندما تريدان تجفيف خضار الصيف للشتاء حيث لم نكن نعرف (الفريزر) وننشر البامياء و الطماطم و اليقطين و الباذنجان المحفور على السطح ليجف ثم يحفظ في كيس مهوى و نستعمله شتاء ،و لا أجد صعوبة في إدخال الخيط في ثقب الإبرة مهما كان ضيقا و تقول جدتي لي : (ماشاء الله عيونك حلوة و قوية يا عبد الرزاق) تذكرت ذلك و أنا أعطي الإبرة و الخيط لابني كي يضمه لي و أتمكن من إصلاح غلاف كتاب قديم نزعت ابنتي الصغيرةغلافه عنه ، حقا كما تدين تدان . أين جدتي ؟ و أمي ؟ و الخضار المجففة ؟ و الأهم أين عيناي الجميلتان القويتان ؟؟؟ فلم أعد قادرا على إدخال الخيط في الإبرة .
3 - زواج بنت صديقي الصيدلي :
قال لي صديقي الصيدلي أنه لما كان يحب ابنة الجيران الأجمل في قريته كان يتذرع بألف ذريعة ليمر من جانب بيتهم عله يراها من بعيد أو يرى ثوبها منشورا على حبل الغسيل ثم التقاها مرة لدقيقتين فقط و هم عائدون من الحصاد فقال لها :انظري إلى شباك العليّة ( غرفة على السطح ) المقابل لباب عليّتكم بعد العشاء فإذا انطفأ النور مرتين و أضاء فاعلمي أني وحيد في الغرفة أفكر فيك وإذا كان ضوء عليتكم منورا و انطفأ و أضاء مرة واحدة سأعرف أنك تفكرين بي و هذا مطلبي فقط ،ثم افترقا وشعرا أن كل واحد قد ارتكب خيانة عظمى ، فابتسمت و صمتت و مشت برائحة الحصاد وهكذا كانت رسالة الحب عن بعد مدة سنتين قبل الزواج ، ثم تنهد صديقي و أراني هاتفه المتحرك و هو يقول بمرارة :انظر يا سيد عبد الرزاق ..ابنتي الوحيدة التي تدرس الصيدلة في دولة مجاورة أرسلت أمس لي sms مختصر يقول بالحرف الواحد : (بابي أنا تزوجت ماي فرند من أسبوع ، سُوري ما خبرتك بليز زود لي دفعة الفلوس اللي بترسلها إيفري مونث )
4 - ديوك قريتنا :
عندما طلع الصباح برائحة الأمل و الندى و تراجعت ظلمة الغسق و قف ديكنا على الحائط يقول لديك الجيران : إن صياحي الجميل هو الذي قهر الليل و جاء بالفجر. فرد عليه ديك الجيران بعد أن نفش ريشه : بل صياحي أنا و لولاي ما طلعت الشمس ، و سمع ديك ثالث صراخهما فسأل عن سبب الخلاف و لما عرفه قال : أغبياء ،أنا أول من صاح فأخاف الليل و أتى بالنهار و بدأت معركة نتف الريش و نقر الرؤوس و سال الدم واجتمع الأطفال الذاهبون للمدرسة و الفلاحون المبكرون لحقولهم و الرعاة الغادون بماشيتهم للمرعى و المختار و إمام المسجد و رئيس الجمعية الفلاحية و زعيم الحارة الشمالية و كبير الحارة الغربية و مدير المدرسة و رئيس المخفر و....و لم يعرفوا سبب قتال الديوك . لكن المصيبة أن كل واحد من الحاضرين كان يظن نفسه أهم شخص في القرية كما ظن كل ديك أن صياحه فقط كان سبب قدوم الصبح .
"
كانتا صديقتين يطلق عليهما زملاء الجامعة ( الثنائي الأجمل ) إحداهما ركضت مبكرا وراء العريس الغني لتشبع فضولها و تشعر أنها مهمة عند الشباب و الثانية كانت رزينة تعرف أن أولاد الحلال سيلهثون خلفها ، وتخرجتا في الجامعة و انقطعت الأخبار ثلاث سنوات...ثم التقتا في حفلة زواج زميلة ثالثة ،ياللمفارقة ! الثانية الرزينة كانت برفقة زوجها الصحفي المشهور و هما في غاية الحب و الانسجام ، و الأولى كانت امرأة مطلقة كفتيات ( الأفلام العربية ) بعد أن تركها زوجها مخلفا لها اسم مطلقة لا يمحوه الزمن .
2 _ عيوني و الإبرة
كنت دائما إدخال الخيط الأبيض في الإبرة لجدتي و أمي - رحمهما الله _ عندما تريدان تجفيف خضار الصيف للشتاء حيث لم نكن نعرف (الفريزر) وننشر البامياء و الطماطم و اليقطين و الباذنجان المحفور على السطح ليجف ثم يحفظ في كيس مهوى و نستعمله شتاء ،و لا أجد صعوبة في إدخال الخيط في ثقب الإبرة مهما كان ضيقا و تقول جدتي لي : (ماشاء الله عيونك حلوة و قوية يا عبد الرزاق) تذكرت ذلك و أنا أعطي الإبرة و الخيط لابني كي يضمه لي و أتمكن من إصلاح غلاف كتاب قديم نزعت ابنتي الصغيرةغلافه عنه ، حقا كما تدين تدان . أين جدتي ؟ و أمي ؟ و الخضار المجففة ؟ و الأهم أين عيناي الجميلتان القويتان ؟؟؟ فلم أعد قادرا على إدخال الخيط في الإبرة .
3 - زواج بنت صديقي الصيدلي :
قال لي صديقي الصيدلي أنه لما كان يحب ابنة الجيران الأجمل في قريته كان يتذرع بألف ذريعة ليمر من جانب بيتهم عله يراها من بعيد أو يرى ثوبها منشورا على حبل الغسيل ثم التقاها مرة لدقيقتين فقط و هم عائدون من الحصاد فقال لها :انظري إلى شباك العليّة ( غرفة على السطح ) المقابل لباب عليّتكم بعد العشاء فإذا انطفأ النور مرتين و أضاء فاعلمي أني وحيد في الغرفة أفكر فيك وإذا كان ضوء عليتكم منورا و انطفأ و أضاء مرة واحدة سأعرف أنك تفكرين بي و هذا مطلبي فقط ،ثم افترقا وشعرا أن كل واحد قد ارتكب خيانة عظمى ، فابتسمت و صمتت و مشت برائحة الحصاد وهكذا كانت رسالة الحب عن بعد مدة سنتين قبل الزواج ، ثم تنهد صديقي و أراني هاتفه المتحرك و هو يقول بمرارة :انظر يا سيد عبد الرزاق ..ابنتي الوحيدة التي تدرس الصيدلة في دولة مجاورة أرسلت أمس لي sms مختصر يقول بالحرف الواحد : (بابي أنا تزوجت ماي فرند من أسبوع ، سُوري ما خبرتك بليز زود لي دفعة الفلوس اللي بترسلها إيفري مونث )
4 - ديوك قريتنا :
عندما طلع الصباح برائحة الأمل و الندى و تراجعت ظلمة الغسق و قف ديكنا على الحائط يقول لديك الجيران : إن صياحي الجميل هو الذي قهر الليل و جاء بالفجر. فرد عليه ديك الجيران بعد أن نفش ريشه : بل صياحي أنا و لولاي ما طلعت الشمس ، و سمع ديك ثالث صراخهما فسأل عن سبب الخلاف و لما عرفه قال : أغبياء ،أنا أول من صاح فأخاف الليل و أتى بالنهار و بدأت معركة نتف الريش و نقر الرؤوس و سال الدم واجتمع الأطفال الذاهبون للمدرسة و الفلاحون المبكرون لحقولهم و الرعاة الغادون بماشيتهم للمرعى و المختار و إمام المسجد و رئيس الجمعية الفلاحية و زعيم الحارة الشمالية و كبير الحارة الغربية و مدير المدرسة و رئيس المخفر و....و لم يعرفوا سبب قتال الديوك . لكن المصيبة أن كل واحد من الحاضرين كان يظن نفسه أهم شخص في القرية كما ظن كل ديك أن صياحه فقط كان سبب قدوم الصبح .
"
عبد الرحمن- المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
مواضيع مماثلة
» قصص قصيرة جدا ....الشاعر عبد الرزاق الدرباس
» ارتحال...شعر:عبد الرزاق الدرباس
» الطريق...شعر:عبد الرزاق الدرباس
» ارتحال...شعر:عبد الرزاق الدرباس
» هبة....قصة قصيرة بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ
» ارتحال...شعر:عبد الرزاق الدرباس
» الطريق...شعر:عبد الرزاق الدرباس
» ارتحال...شعر:عبد الرزاق الدرباس
» هبة....قصة قصيرة بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى