البعد الزمني قي مجموعة غادة الونشريس لعبد الرحمن الضيخ ..دراسة للدكتور خلدون الصبح
صفحة 1 من اصل 1
البعد الزمني قي مجموعة غادة الونشريس لعبد الرحمن الضيخ ..دراسة للدكتور خلدون الصبح
.....كتب أبو تمّام فيما مضى مصنّفه المشهور(الحماسة)وقسّمه إلى أبواب،وسمى بابا من أبوابه تسمية مبتكوة خاصة بههي:باب السير والنعاس وهو يقصد بهذه التسمية مرور الزمن على الإنسان كلّما سار،ومر به النهار ثم جاءه النعاس.هذه التسمية في حماسته المبرى،لكنه في حماسته الصغرى سماه باب امشيب،فقضية مرور الزمن قضية قديمة شغلت بال الشاعر العربي منذ القديم لأن الكائن الإنساني لايقهره إلا مرور الزمن،فالبعد الزمني هو بعد مرتبط بالماضي لأنه يمثل الطفولة،والحاضر يمثل الواقع،والمستقبل لأنه يمثل الأماني الجمياة المنتظرة.
فما بالك إذا ارتبط السير والنعاس أو المشيب أو الدهرية بالحب والعشق فسوف يتحول آنذاك إلى كتلة فيّاضة من المشاعر والتساؤلات والحيرة والغموض.
وفي دراسة قرأتها للباحث الدكتور عبد الوهاب المسيري في مجلة الكرنل في العدد الأخير بعنوان(الشعراء والزمن) يقول:
إننا لو دققنا النظر سنجد أن الموضوع الكامن الذي يضفي على القصيدة الوحدة ويربط بين أجزائها،هو في الواقع علاقة الإنسان بالزمن،وبخذه الطريقة نكون قد وصلنا إلى نقطة مشتركة بين كل القصائد،وبالتالي يمكن عقد مقارنة بينها.
وقد لاحظ المسيري وجود زمانين في القصائد هما الزمان الكوني والزمان الإنساني.أما الزمان الكوني فقد تكون له بداية ولكنه لايعرف النهاية.فهو شكل من أشكال الأزلية،فهو في حقيقة الأمر لازمان.
أما الزمان الإنساني فهو الزمان الاجتماعي والتاريخي والمادي،هو الزمان الذي نعيش فيه،فنعرف الصراع والأفراح والحروب،وهو ذو بداية ونهاية.ولذا فهو ياخذ شكل خط مستقيم،وهو الزمن الذي تتحقق أو تجهض فيه إنسانيتنا.
وإذا أردنا أن نستقط هذا الكلام على الشعر وندرس مجموعة شعرية ما كمجموعة الأستاذ عبد الرحمن الضيخ التي تحما عنوان(غادة الونشريس) من خلال البعد الزمني الذي يربط بين القصائد فيقق الوحدة الموضوعية:.فالقثيدة الأولى برزت بعنوان(ياغادتي) تبدأ يسؤال زمني يحمل بلاغيا تجاهل العارفبأن الزمن قد نال منه فغادرته حبيبته لأن الشباب قد زال عنه،فينادي نداء المحب ثم يستفهم استفهام المتعجب ويتابع بسؤال العارف المتجاهل،فيقول:
ياغادتي هل جف نبع حناني وذوت عرائس أبحري وبياني
هل شنت في نبعي طلائع عجزه أم أغرقتك عواصف الأحزان
لكن البعد الزماني في قصيدة(ياغادتي)يبرر رفض الشاعر للزمن أن ينهي علاقته بالفراق ،فيقول:
فرأيت أن تنأي بما حفظ الهوى من عنفوان تألقي وزماني
لكن اعتراف الشاعر بمرور الزمن وكبرهلاينال منشبابه،فقلبه دائم الموران والخفقانوالفوران، وهذا مايجعل الشاعر ثابتا في موقفه رافضا فكرة تناسب المحبين قي العمر مادام القلب ينبض بالإحساس فيسأل سؤال استنكار وتذكير معتمدا على درجة من درجات الحب هو الوله والتولع.
أنسيت يابنت التوله خافقا كم ضج إذ يلقاك بالموران
أنسيت ظلا كم وقاك بنفسه من حر ما تلقين من حرمان
والمتقصي للبيتين الستبقين يكتشف من خلال فعل(أنسيت) الارتباط بالزمن الماضي وآره لعل قلب الحبيبة يستجيب.
والخقيقة أن القدماء تحدثوا في أشعارهم عن مذمة النساء،وتركهن المحب مولعا بعد أن ينالوا من قلب المحب،فأبو تمام كما وضع باب السير والنعاس أو المشيب وضع بابا آخر في مذمة النساء،ولعل هذه المذمة تنبع من بعض النساء اللواتي لايعرفن معنى الحب، ويتركن الحبيب صريعا قتيلا،والشاعر عبد الرحمن يشير إلى هذه النقطة بعد تجربته للزمن مع الحبيبة فيخرج بنتيجة الهائم الحيران السائل عن سوء المراة في هذا الموضوع:
أكذا النساء إذا رأين تنكرا للدهر طلقن الهوى بثوان
ويؤكد هذه المذمة من خلال ربط الزمن بالثقة،فالثقة مع الحبيبة تنتهي انتهاء النلاشي بعد الغدر والنسيان، فالثقة والزمن صنوان متباعدان لايتقارنان لأن الحبيبة لاتورث إلا الغدر:
زعزعت من ثقتي بما حفظ الهوى عن حب ليلى وانتفى إيماني
أصبحت أومن أن كل قتيلة للحب في التاريخ محض لعان
أما انتصار الزمن على الشاعر وقضية الشبع والظمأ من الخبيبة مع الزمان فكسألة أخرى،فالبعد الزمني في القصيدة يجعل الحبيبة تشبع نرجسيتها وأنوثتها بينما يرجع الشاعر خائبا يبحث عن شباب ضيعه،وعن عمر شعر بأنه لم يعد يناسب الفتيات الصغيرات.
كيف التجأت إلى الخديعة بعدما أشبعت نفسك من ندى الهيمان
فالفراق آت لامحال وهذا مايؤكده الشاعر القديم حينما قال:
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ليل يكر عليهم ونهار
وقول الآخر:
ولا ميّ بعد اليوم إلا تعلّة من الطيف،أو تلقى بها منزلا قفرا
.....وإذا انتقلنا إلى زمن المستقبل أو الاستمرارية انربطبوحدة موضوعية سنجد قضصيدة بعنوان (عذبيني) والقراءة الناقدة للعنوان توضح زمن الاستمرارية،فالشاعر يتلوى عذابا من الحب لكنه محب لهذا العذاب راض به مستمر عليه،وهذا في البلاغة العربية يندرج تحت عنوان الإنشاء الطلبي فمقتضى الحال يوحي للشاعر باستمرار التعلق بالمخبوبة معبرا عنه بأسلوب أمر يخرج إلى الإباحة،فالشاعر يبيح لحبيبته أن تصادر زمنه وتجعله معذبا دائما إذ يقول:
عذبيني إذا أردت انتقاما واهجريني ولا تقولي حراما
وازرعي في العيون ذلا ودمعا لاتخافي عقوبة أو ملاما
ونلاحظ في القصيدة أفعال الأمر التي تخرج إلى الإباحة(عذبيني-احكمي-افصدي-مرغي-شرقي-غربي-اصعدي-انزلي،فالقصيدة بأكملها إباحة من الشاعر لحبيبته أن تفعل ماتشاء،ولعل تعلق الشاعر بالفتاة التي تصغره سنا جعلته يرتبط بها ارتباطا يخضع لها خضوع من وجد شيئا مفقودا، فتعلل به نوتطبب بواسطته،وإن كان هذا التعلق جعله يستعمل ألفاظا قد لاتليق بالشاعرية الغزلية، فنجد بيتا فيه ألفاظ تدل غلى قسوة غريبة تستعمل في جراحة أو وصف جريمة بآلة حادة، فكانت هذه الألفاظ مأخذا نقديا عليه حيث يقول:
وافصدي أبهري وذرّي دمائي واملءي خافقي الكليل سقاما
ففصد الأبهر وبعثرة الدماء من الألفاظ التي لاتليق بهذا المقام لكن شعوره بالتعلق والهيام غلبه فتحكمت به الألفاظ,
والحقيقة أن معنى الإباحة أو السماح للحبيبة بأن تفعل بالحبيب ماتشاء ورد في الشعر العربي القديم ،فكثيّعزّة يقول:
أسيءي بنا أو أحسني لاملومة لدينا ولا مقلية إن تقلّت
أي مهما فعلت في حقي من ضروب الإساءة والإحسان فأنا راض به غاية الرضى،وهو فعل يمتد من الماضي إلى الحاضر بالمستقبل أي كما ذكرنا(الاستمرارية في الزمن)فالزمن الإنساني مثل الخط المستقيم مايذهب منه لايمكن أن يعود،ولأنّ الشاعر عبد الرحمن الضيخ أدرك ذلك فهو يتمسك به من أجل أن يستمر بهذا الزمن إلى المستقبل ولو تلوى من الألم وعانى جوى الحب لأن هذا الألم فيه وصال الحبيبة وفيه استمرار الشباب.
وفي قصيدة أخرى تحاكي الزمن المضارع أو الحاضر من خلال عنوان يدل على الزمن الحاضر،وهو(لنبدأ الشوط)يقول:
فأقصري عن دلال ليس ينفعنا ولنبدأ الشوط فالأيام تنقلب
فالوحدة العاطفية هي الدليل على تحقيق الوحدة العضوية المرتبطة بالزمن في العمل الفني،فالشعر تجسيد لحالة شعورية تترابط بعناصر الزمن.
ونجد عناوين لقصائد أخرى مرتبطة بالبعد الزمني،فمثلا هناك قصيدة بعنوان(خسران)والخسران لايأتي إلا مع الزمن، والدليلقوله تعالى(والعصر إنّ الإنسان لفي خسر)فالله عزّ وجلّ عندما أراد أن يتحدث عن الخسران أقسم بالزمن.
وقبل أن أختم كلامي على البعد الزمني في مجموعة(غادة الونشريس)أود أن أذكر نقطة ليست في صالح الشاعر وهي في العنوان.....فالزمام يجب أن يرتبط بالمكان،وأعتقد أن تجربة الشاعر كانت في الشارقة فالمكان يسكننا ونسكنه،يسكن فينا،ونسكن فيه،فكان الأولى به أن يسمي المجموعة(غادة الشارقة)أو أن يجعل المكان ذا عمومية فبسميها مثلا(غادة الزمان).
وعلى أية حال يبقى ديوان(غادة الونشريس)مقولة شعرية جمياة،تحمل الحب في زمن افتقدناه،ويربط الزمن بين أغلب قصائده الذي تحول لدى الشاعر هاجسا،فالشاعر يستطيع أن يدرك أكثر من غيره أثر الزمن على الإنسان في ذهاب شبابه لذلك يحاول من خلال الحب إيقاف عمل الزمن ولو لوقت ضئيل يفرح به مع محبوبته،فيعود إلى صباه الذي افتقده،لعل لنا شبابا يعود....لعل......
فما بالك إذا ارتبط السير والنعاس أو المشيب أو الدهرية بالحب والعشق فسوف يتحول آنذاك إلى كتلة فيّاضة من المشاعر والتساؤلات والحيرة والغموض.
وفي دراسة قرأتها للباحث الدكتور عبد الوهاب المسيري في مجلة الكرنل في العدد الأخير بعنوان(الشعراء والزمن) يقول:
إننا لو دققنا النظر سنجد أن الموضوع الكامن الذي يضفي على القصيدة الوحدة ويربط بين أجزائها،هو في الواقع علاقة الإنسان بالزمن،وبخذه الطريقة نكون قد وصلنا إلى نقطة مشتركة بين كل القصائد،وبالتالي يمكن عقد مقارنة بينها.
وقد لاحظ المسيري وجود زمانين في القصائد هما الزمان الكوني والزمان الإنساني.أما الزمان الكوني فقد تكون له بداية ولكنه لايعرف النهاية.فهو شكل من أشكال الأزلية،فهو في حقيقة الأمر لازمان.
أما الزمان الإنساني فهو الزمان الاجتماعي والتاريخي والمادي،هو الزمان الذي نعيش فيه،فنعرف الصراع والأفراح والحروب،وهو ذو بداية ونهاية.ولذا فهو ياخذ شكل خط مستقيم،وهو الزمن الذي تتحقق أو تجهض فيه إنسانيتنا.
وإذا أردنا أن نستقط هذا الكلام على الشعر وندرس مجموعة شعرية ما كمجموعة الأستاذ عبد الرحمن الضيخ التي تحما عنوان(غادة الونشريس) من خلال البعد الزمني الذي يربط بين القصائد فيقق الوحدة الموضوعية:.فالقثيدة الأولى برزت بعنوان(ياغادتي) تبدأ يسؤال زمني يحمل بلاغيا تجاهل العارفبأن الزمن قد نال منه فغادرته حبيبته لأن الشباب قد زال عنه،فينادي نداء المحب ثم يستفهم استفهام المتعجب ويتابع بسؤال العارف المتجاهل،فيقول:
ياغادتي هل جف نبع حناني وذوت عرائس أبحري وبياني
هل شنت في نبعي طلائع عجزه أم أغرقتك عواصف الأحزان
لكن البعد الزماني في قصيدة(ياغادتي)يبرر رفض الشاعر للزمن أن ينهي علاقته بالفراق ،فيقول:
فرأيت أن تنأي بما حفظ الهوى من عنفوان تألقي وزماني
لكن اعتراف الشاعر بمرور الزمن وكبرهلاينال منشبابه،فقلبه دائم الموران والخفقانوالفوران، وهذا مايجعل الشاعر ثابتا في موقفه رافضا فكرة تناسب المحبين قي العمر مادام القلب ينبض بالإحساس فيسأل سؤال استنكار وتذكير معتمدا على درجة من درجات الحب هو الوله والتولع.
أنسيت يابنت التوله خافقا كم ضج إذ يلقاك بالموران
أنسيت ظلا كم وقاك بنفسه من حر ما تلقين من حرمان
والمتقصي للبيتين الستبقين يكتشف من خلال فعل(أنسيت) الارتباط بالزمن الماضي وآره لعل قلب الحبيبة يستجيب.
والخقيقة أن القدماء تحدثوا في أشعارهم عن مذمة النساء،وتركهن المحب مولعا بعد أن ينالوا من قلب المحب،فأبو تمام كما وضع باب السير والنعاس أو المشيب وضع بابا آخر في مذمة النساء،ولعل هذه المذمة تنبع من بعض النساء اللواتي لايعرفن معنى الحب، ويتركن الحبيب صريعا قتيلا،والشاعر عبد الرحمن يشير إلى هذه النقطة بعد تجربته للزمن مع الحبيبة فيخرج بنتيجة الهائم الحيران السائل عن سوء المراة في هذا الموضوع:
أكذا النساء إذا رأين تنكرا للدهر طلقن الهوى بثوان
ويؤكد هذه المذمة من خلال ربط الزمن بالثقة،فالثقة مع الحبيبة تنتهي انتهاء النلاشي بعد الغدر والنسيان، فالثقة والزمن صنوان متباعدان لايتقارنان لأن الحبيبة لاتورث إلا الغدر:
زعزعت من ثقتي بما حفظ الهوى عن حب ليلى وانتفى إيماني
أصبحت أومن أن كل قتيلة للحب في التاريخ محض لعان
أما انتصار الزمن على الشاعر وقضية الشبع والظمأ من الخبيبة مع الزمان فكسألة أخرى،فالبعد الزمني في القصيدة يجعل الحبيبة تشبع نرجسيتها وأنوثتها بينما يرجع الشاعر خائبا يبحث عن شباب ضيعه،وعن عمر شعر بأنه لم يعد يناسب الفتيات الصغيرات.
كيف التجأت إلى الخديعة بعدما أشبعت نفسك من ندى الهيمان
فالفراق آت لامحال وهذا مايؤكده الشاعر القديم حينما قال:
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ليل يكر عليهم ونهار
وقول الآخر:
ولا ميّ بعد اليوم إلا تعلّة من الطيف،أو تلقى بها منزلا قفرا
.....وإذا انتقلنا إلى زمن المستقبل أو الاستمرارية انربطبوحدة موضوعية سنجد قضصيدة بعنوان (عذبيني) والقراءة الناقدة للعنوان توضح زمن الاستمرارية،فالشاعر يتلوى عذابا من الحب لكنه محب لهذا العذاب راض به مستمر عليه،وهذا في البلاغة العربية يندرج تحت عنوان الإنشاء الطلبي فمقتضى الحال يوحي للشاعر باستمرار التعلق بالمخبوبة معبرا عنه بأسلوب أمر يخرج إلى الإباحة،فالشاعر يبيح لحبيبته أن تصادر زمنه وتجعله معذبا دائما إذ يقول:
عذبيني إذا أردت انتقاما واهجريني ولا تقولي حراما
وازرعي في العيون ذلا ودمعا لاتخافي عقوبة أو ملاما
ونلاحظ في القصيدة أفعال الأمر التي تخرج إلى الإباحة(عذبيني-احكمي-افصدي-مرغي-شرقي-غربي-اصعدي-انزلي،فالقصيدة بأكملها إباحة من الشاعر لحبيبته أن تفعل ماتشاء،ولعل تعلق الشاعر بالفتاة التي تصغره سنا جعلته يرتبط بها ارتباطا يخضع لها خضوع من وجد شيئا مفقودا، فتعلل به نوتطبب بواسطته،وإن كان هذا التعلق جعله يستعمل ألفاظا قد لاتليق بالشاعرية الغزلية، فنجد بيتا فيه ألفاظ تدل غلى قسوة غريبة تستعمل في جراحة أو وصف جريمة بآلة حادة، فكانت هذه الألفاظ مأخذا نقديا عليه حيث يقول:
وافصدي أبهري وذرّي دمائي واملءي خافقي الكليل سقاما
ففصد الأبهر وبعثرة الدماء من الألفاظ التي لاتليق بهذا المقام لكن شعوره بالتعلق والهيام غلبه فتحكمت به الألفاظ,
والحقيقة أن معنى الإباحة أو السماح للحبيبة بأن تفعل بالحبيب ماتشاء ورد في الشعر العربي القديم ،فكثيّعزّة يقول:
أسيءي بنا أو أحسني لاملومة لدينا ولا مقلية إن تقلّت
أي مهما فعلت في حقي من ضروب الإساءة والإحسان فأنا راض به غاية الرضى،وهو فعل يمتد من الماضي إلى الحاضر بالمستقبل أي كما ذكرنا(الاستمرارية في الزمن)فالزمن الإنساني مثل الخط المستقيم مايذهب منه لايمكن أن يعود،ولأنّ الشاعر عبد الرحمن الضيخ أدرك ذلك فهو يتمسك به من أجل أن يستمر بهذا الزمن إلى المستقبل ولو تلوى من الألم وعانى جوى الحب لأن هذا الألم فيه وصال الحبيبة وفيه استمرار الشباب.
وفي قصيدة أخرى تحاكي الزمن المضارع أو الحاضر من خلال عنوان يدل على الزمن الحاضر،وهو(لنبدأ الشوط)يقول:
فأقصري عن دلال ليس ينفعنا ولنبدأ الشوط فالأيام تنقلب
فالوحدة العاطفية هي الدليل على تحقيق الوحدة العضوية المرتبطة بالزمن في العمل الفني،فالشعر تجسيد لحالة شعورية تترابط بعناصر الزمن.
ونجد عناوين لقصائد أخرى مرتبطة بالبعد الزمني،فمثلا هناك قصيدة بعنوان(خسران)والخسران لايأتي إلا مع الزمن، والدليلقوله تعالى(والعصر إنّ الإنسان لفي خسر)فالله عزّ وجلّ عندما أراد أن يتحدث عن الخسران أقسم بالزمن.
وقبل أن أختم كلامي على البعد الزمني في مجموعة(غادة الونشريس)أود أن أذكر نقطة ليست في صالح الشاعر وهي في العنوان.....فالزمام يجب أن يرتبط بالمكان،وأعتقد أن تجربة الشاعر كانت في الشارقة فالمكان يسكننا ونسكنه،يسكن فينا،ونسكن فيه،فكان الأولى به أن يسمي المجموعة(غادة الشارقة)أو أن يجعل المكان ذا عمومية فبسميها مثلا(غادة الزمان).
وعلى أية حال يبقى ديوان(غادة الونشريس)مقولة شعرية جمياة،تحمل الحب في زمن افتقدناه،ويربط الزمن بين أغلب قصائده الذي تحول لدى الشاعر هاجسا،فالشاعر يستطيع أن يدرك أكثر من غيره أثر الزمن على الإنسان في ذهاب شبابه لذلك يحاول من خلال الحب إيقاف عمل الزمن ولو لوقت ضئيل يفرح به مع محبوبته،فيعود إلى صباه الذي افتقده،لعل لنا شبابا يعود....لعل......
عبد الرحمن- المساهمات : 230
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
مواضيع مماثلة
» البنية اللغوية للصورة في شعر عبد الرحمن سليم الضيخ غادة الونشريس أنموذجا ..دراسة نقدية للأستاذ أحمد جانسيس
» ديوان غادة الونشريس للشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ....هدية للقراء الكرام
» مقدمة ديوان غادة الونشريس للشاعر:عبد الرحمن الضيخ...تقديم الأستاذ:عبد الكريم حبيب
» ]دراسة نقدية لقصيدة (تنبهي أمنا العرباء)للشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ ...أعدها البراء عبد الرحمن الضيخ
» كان الصبح سرابا.....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» ديوان غادة الونشريس للشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ....هدية للقراء الكرام
» مقدمة ديوان غادة الونشريس للشاعر:عبد الرحمن الضيخ...تقديم الأستاذ:عبد الكريم حبيب
» ]دراسة نقدية لقصيدة (تنبهي أمنا العرباء)للشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ ...أعدها البراء عبد الرحمن الضيخ
» كان الصبح سرابا.....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى