منتديات الشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة بائعة القداحات

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة بائعة القداحات   Empty قصة بائعة القداحات

مُساهمة  Rahaf Munzer Alsabea السبت يوليو 14, 2012 5:34 pm

قصة حقيقية مؤثرة تتحدث عن طفلة كانت تبيع القداحات في مدينة حمص السورية، تحولت إلى إرهابية، بقدرة قادر، ‏لتستشهد بالقرب من أمها .‏
لم تكن تعلم سلوى ذات السبعة أعوام أن هذا العيد سيكون مختلفاً عما قبله، كانت تبيع القداحات على إشارة شارع ‏الغوطة بحمص، لم تتمكن منذ 5 أيام أن تغادر ذلك الحي التاريخي (باب عمرو) فقوات الأسد أحاطت الحي بهالات ‏الموت و الدماء و انهالت على سكانه بقذائف الغدر و الخيانة‎.
‎... ‎انبطحوا جميعاً على الأرض ، باردة كانت الأجواء على عكس دمائهم .. قنبلة مسمارية اخترقت جدار بيتهم ‏ووزعت الموت بالتساوي على أجساد أهلها .. كسرعة البرق شعرت بجسد أمها ثقلاً فوق جسدها النحيل ،
‏ قالت ببراءة : (شبك يامو !!) ، لوهلة أحست أن أمها تود مداعبتها ، لكنها سرعان ما استفاقت من فكرتها .. أي ‏مداعبة تلك بين القذائف .. شيء دافئ بدأت تشعر به سلوى .. أحمــر ..يسيل فوق وجهها .. إنها دماء والدتها .. كانت ‏لحظات غاية في الخفقان .. استشهدت أمها كي تحميها‎ .. ‎ضاع صراخها بين أصوات القذائف .. في هذا الزمن لا يسمع ‏العالم صراخ أطفال سورية .. ما يسمعوه هو خشخشة الدراهم‎ ..
ساعة ، ساعتان ، ثلاثة .. و جسد أمها المتزايد بالبرودة ما زال قابعاً كجبل أشم أمامها .. منذ أيام أخبروها أن أباها ‏أيضاً صار بالجنة ، و أخاها .. ما أسرع الانتقال إلى الجنة .. في حمص لا تحتاج لتذكرة للعبور إليها .. فقط أن تكون ‏حمصياً فأنت مؤهل كي تدخل الجنة‎ ..
اقتربت من أمها ، بدأت بيدها المرتجفة برداً تمسح شعرها المخضب بالدماء ، صرخت : (بردانة يا مّا !!) لم تنفع ‏محاولاتها أن تبث الدفء في جسدها .. تناولت ما تبقى لها من قداحات لم تبعها .. أشعلت أول قداحة .. كشمعة في الليل ‏‏.. تنير لكن لا تدفئ .. الدفء بات حلماً في حمص .. مطلباً محقاً كالحرية .. كخلع الظلام من كراسيها‎ ..
ظنت الكتائب الأسدية نور القداحة المنبعث في هذا الظلام أنه ضوء قناصة سلفية ، أو لربما إشارة من سلاح نووي‎
‎)‎سيدي !! التقطنا إشارات ضوئية لا سلكية من هاد البيت !! كأنو عصابات مسلحة فيه‎!!‎‏)‏‎
‎)‎قرد ولو ، شو ناطير ، اقصف اقصف)‏‎
آخر ما رأته سلوى .. كان نوراً من نوع آخر ، أشد وهجاً من نور قداحتها .. و دماء أشد سيلانا من دماء أمها .. كان ‏مزيج الألم و البرد و البارود هو أكسير الشهادة التي احتفلت به سلوى في العيد‎ ..
‎)‎سيدي ، دمرنا بيت العصابة المسلحة‎ !!‎‏)‏‎
‎)‎عفارم ، رح بشّر المعلم ، سيدي : قضينا على أخطر وكر إجرامي !! حوّل‎)
افتقدت السيارات عند إشارة الغوطة سلوى .. سمعوا أن عائلة أبيدت في الأخبار .. و سمعوا في أخبارهم أنه تم قتل ‏أخطر إرهابية .. كانت تشتري الوقود لمنصات الصواريخ‎ ..
جسد سلوى مازال بارداً .. بجانب جسد أمها‎ .. . ‎ينتظر منكم .. ما عليكم‎
Rahaf Munzer Alsabea
Rahaf Munzer Alsabea

المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 03/11/2011
العمر : 29

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة بائعة القداحات   Empty ابنتي

مُساهمة  أبو البراء الأحد أبريل 21, 2013 2:51 pm

أبكيتني يابنتي ....سامحك الله.......أتمنى لك مستقبلا زاهرا...وفقك الله.
أبو البراء
أبو البراء

المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى