الامتحان....قصة للأطفال...د.هيثم يحيى الخواجة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الامتحان....قصة للأطفال...د.هيثم يحيى الخواجة
لم يكن منتصر طالباً مشاغباً أو لاهياً أو معانداً .. كان مثال الطالب النجيب الذي يحب زملاءه ومعلميه ، ويسعى بشكل دائم إلى رضاهم ..
وقد كانت أمه معجبة بتصرفاته داخل البيت ، فما إن يدخل منزله حتى يسرع إلى غرفته لكي يكتب واجباته ، ويحفظ دروسه ، وعندما ينتهي من ذلك يساعد أمه بما تطلبه منه ، أو يلاعب أخاه الصغير الذي لم يتجاوز عمره الخمسة أشهر من عمره .
أما والد منتصر فهو على صلة وثيقة بابنه الذي يراه شاباً وهو لم يتجاوز العاشرة وفي كثير من الأحيان يعتبره الصديق الوحيد له داخل البيت وخارجه .
وفي صباح يوم مشرق جميل وصل منتصر إلى المدرسة مبكراً ليجهز نفسه للامتحان الشفهي الذي يجريه المعلم للطلاب ، ويضع العلامة النهائية لكل واحد منهم .
كان منتصر سعيداً راضياً من نفسه لأنه قدم جهداً كبيراً في المذاكرة والإعادة ولم يكتف بذلك ، بل استأذن والدته أن يلبس هذا اليوم مقويتي السمع الجديدتين حتى يسمع أسئلة معلمه بدقة ، ويجيب عنها دون أن يفوته قسم من سؤال أو يضيع شيئاً منه .
وما كاد منتصر يدخل قاعة الصف حتى تفقد السماعتين فلم يجدهما .. كانت الصدمة قوية إذ أحس بأن صاعقة هدت كيانه ، وسيطرت على أعصابه .. تلفت يمنة ويسرة ، وبحث تحت المقعد ، وداخل المحفظة ، وفي جيوبه فلم يعثر عليهما .
كان يبحث بسرعة وتوتر ، لأنه يعرف بأن دوره هذا اليوم في الامتحان الشفهي ، ولابد أن يكون بالمستوى اللائق والمطلوب ، وقد يكون اسمه أول الأسماء ، وبالفعل نادى المعلم على منتصر فلم ينتبه للنداء ، ولكنه فهم من نظرة المعلم له ونظرات زملائه بأن النداء يعنيه ، فخرج من وراء المنضدة الخاصة به باتجاه مقدمة الصف ، ونظر إلى وجه معلمه ، فوجد ملامح الغضب بادية عليه .. لم يستطع منتصر أن يتمالك نفسه فبكى بكاء حاراً جعل المعلم ينتبه إلى المشكلة التي يعاني منها منتصر خاصة وأن مقويتي السمع ليستا في أذنيه .
بعد أن سمع المعلم القصة من منتصر وقف أمام الطلاب حزيناً منزعجاً ، وطلب من الجميع الوقوف إلى جانب منتصر والبحث عن مقويتي السمع ، فمنتصر طالب نجيب مجتهد ، وإذا كان قدره أن يخلقه الله – جلّت قدرته - ضعيف السمع ، فمن واجبنا أن نقف في صفه ومعاونته على تجاوز إعاقته ، وفي ذلك حسنات لا تعد ولا تحصى ، وجزاء من الله ليس له حدود .
فجأة وقف مؤيد حزيناً ليعلن أنه هو الذي أخطأ وأخفى المقوّيتين لمنتصر حتى لا يتغلب عليه في الامتحان ، واعترف للمعلم بأن هذه نزوة لن تتكرر.
قبل المعلم اعتذاره وعاد إلى إجراء الامتحان الشفهي ، فكان الأول منتصر ، وحصل مؤيد على الدرجة الثانية.
وعندما سأل المعلم منتصراً أمام التلاميذ : هل قبلت اعتذار مؤيد يا منتصر ؟ قال :
لقد قبلت اعتذاره وهو صديقي وأحبه كما أحب زملائي كلهم ، وما أرجوه منك يا معلمي أن تمنحه الدرجة الأولى، لأنه اعترف بخطأه .
فجأة علا تصفيق حار استمر أكثر من دقيقة ، ووقف عامر وهو يقول عاش عاش منتصر ، وبدأ الطلاب يرددون وراءه هذا الهتاف فرحين مسرورين .
أشار المعلم بيديه طالباً من التلاميذ الهدوء ، وطلب من مؤيد الإجابة عن السؤال التالي :
- هل تقبل يا مؤيد ما طلب منتصر .
أجاب مؤيد :
أرفض ذلك يا أستاذ ، فهذا حقه الطبيعي ، لأنه اجتهد ، وعمل ليل نهار من أجل هذا التفوق ، وإذا كنت أخطأت مرة فهل تريدني أن أخطئ ثانية ؟!
عاد عامر إلى الهتاف :
عاش مؤيد عاش عاش
ابتسم المعلم ، وأشرقت ملامح وجهه قائلاً :
أدعو الله أن يوفقكم جميعاً ، وأن يمنّ بالشفاء على منتصر، فأنتم حقاً مثال الزملاء ، ومثال الأصدقاء ، ولكم مني الشكر على هذا الموقف المشرف الذي أفخر به حقاً .
خرج مؤيد من مقعده ، واتجه باتجاه منتصر ، وضمه إلى صدره ، بينما كان المعلم يربت على كتف منتصر ويضم الاثنين إلى صدره أيضاً .
وقد كانت أمه معجبة بتصرفاته داخل البيت ، فما إن يدخل منزله حتى يسرع إلى غرفته لكي يكتب واجباته ، ويحفظ دروسه ، وعندما ينتهي من ذلك يساعد أمه بما تطلبه منه ، أو يلاعب أخاه الصغير الذي لم يتجاوز عمره الخمسة أشهر من عمره .
أما والد منتصر فهو على صلة وثيقة بابنه الذي يراه شاباً وهو لم يتجاوز العاشرة وفي كثير من الأحيان يعتبره الصديق الوحيد له داخل البيت وخارجه .
وفي صباح يوم مشرق جميل وصل منتصر إلى المدرسة مبكراً ليجهز نفسه للامتحان الشفهي الذي يجريه المعلم للطلاب ، ويضع العلامة النهائية لكل واحد منهم .
كان منتصر سعيداً راضياً من نفسه لأنه قدم جهداً كبيراً في المذاكرة والإعادة ولم يكتف بذلك ، بل استأذن والدته أن يلبس هذا اليوم مقويتي السمع الجديدتين حتى يسمع أسئلة معلمه بدقة ، ويجيب عنها دون أن يفوته قسم من سؤال أو يضيع شيئاً منه .
وما كاد منتصر يدخل قاعة الصف حتى تفقد السماعتين فلم يجدهما .. كانت الصدمة قوية إذ أحس بأن صاعقة هدت كيانه ، وسيطرت على أعصابه .. تلفت يمنة ويسرة ، وبحث تحت المقعد ، وداخل المحفظة ، وفي جيوبه فلم يعثر عليهما .
كان يبحث بسرعة وتوتر ، لأنه يعرف بأن دوره هذا اليوم في الامتحان الشفهي ، ولابد أن يكون بالمستوى اللائق والمطلوب ، وقد يكون اسمه أول الأسماء ، وبالفعل نادى المعلم على منتصر فلم ينتبه للنداء ، ولكنه فهم من نظرة المعلم له ونظرات زملائه بأن النداء يعنيه ، فخرج من وراء المنضدة الخاصة به باتجاه مقدمة الصف ، ونظر إلى وجه معلمه ، فوجد ملامح الغضب بادية عليه .. لم يستطع منتصر أن يتمالك نفسه فبكى بكاء حاراً جعل المعلم ينتبه إلى المشكلة التي يعاني منها منتصر خاصة وأن مقويتي السمع ليستا في أذنيه .
بعد أن سمع المعلم القصة من منتصر وقف أمام الطلاب حزيناً منزعجاً ، وطلب من الجميع الوقوف إلى جانب منتصر والبحث عن مقويتي السمع ، فمنتصر طالب نجيب مجتهد ، وإذا كان قدره أن يخلقه الله – جلّت قدرته - ضعيف السمع ، فمن واجبنا أن نقف في صفه ومعاونته على تجاوز إعاقته ، وفي ذلك حسنات لا تعد ولا تحصى ، وجزاء من الله ليس له حدود .
فجأة وقف مؤيد حزيناً ليعلن أنه هو الذي أخطأ وأخفى المقوّيتين لمنتصر حتى لا يتغلب عليه في الامتحان ، واعترف للمعلم بأن هذه نزوة لن تتكرر.
قبل المعلم اعتذاره وعاد إلى إجراء الامتحان الشفهي ، فكان الأول منتصر ، وحصل مؤيد على الدرجة الثانية.
وعندما سأل المعلم منتصراً أمام التلاميذ : هل قبلت اعتذار مؤيد يا منتصر ؟ قال :
لقد قبلت اعتذاره وهو صديقي وأحبه كما أحب زملائي كلهم ، وما أرجوه منك يا معلمي أن تمنحه الدرجة الأولى، لأنه اعترف بخطأه .
فجأة علا تصفيق حار استمر أكثر من دقيقة ، ووقف عامر وهو يقول عاش عاش منتصر ، وبدأ الطلاب يرددون وراءه هذا الهتاف فرحين مسرورين .
أشار المعلم بيديه طالباً من التلاميذ الهدوء ، وطلب من مؤيد الإجابة عن السؤال التالي :
- هل تقبل يا مؤيد ما طلب منتصر .
أجاب مؤيد :
أرفض ذلك يا أستاذ ، فهذا حقه الطبيعي ، لأنه اجتهد ، وعمل ليل نهار من أجل هذا التفوق ، وإذا كنت أخطأت مرة فهل تريدني أن أخطئ ثانية ؟!
عاد عامر إلى الهتاف :
عاش مؤيد عاش عاش
ابتسم المعلم ، وأشرقت ملامح وجهه قائلاً :
أدعو الله أن يوفقكم جميعاً ، وأن يمنّ بالشفاء على منتصر، فأنتم حقاً مثال الزملاء ، ومثال الأصدقاء ، ولكم مني الشكر على هذا الموقف المشرف الذي أفخر به حقاً .
خرج مؤيد من مقعده ، واتجه باتجاه منتصر ، وضمه إلى صدره ، بينما كان المعلم يربت على كتف منتصر ويضم الاثنين إلى صدره أيضاً .
أبو البراء- المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73
رد: الامتحان....قصة للأطفال...د.هيثم يحيى الخواجة
قصـــــــــة رائعة وهادفــــة.... والأروع مساهماتك أستاذي الفاضل .........دمت بخير وهنــــــاء
Rahaf Munzer Alsabea- المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 03/11/2011
العمر : 29
بارك الله بك يابنتي
أحييك أيتها الأديبة الراقية...أتمنى لك مستقبلا منيرا رائعا.....طبت...دومي بخير.قطر الندى كتب:قصـــــــــة رائعة وهادفــــة.... والأروع مساهماتك أستاذي الفاضل .........دمت بخير وهنــــــاء
عبد الرحمن- المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
أستـــاذي الفــاضل
سلمـــــــــــــــت ولك منــي جزيل الشكــــــر، وإن شـــاء الله أكــــون عند حسن ظنــــــــك ...
Rahaf Munzer Alsabea- المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 03/11/2011
العمر : 29
ابنتي قطر الندى
هذا أملي بك يابنتي...أحييك...طبت...دومي بخير.قطر الندى كتب:سلمـــــــــــــــت ولك منــي جزيل الشكــــــر، وإن شـــاء الله أكــــون عند حسن ظنــــــــك ...
عبد الرحمن- المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
مواضيع مماثلة
» جود والشمس.......... قصة أطفال -الدكتور هيثم يحيى الخواجة
» السيرة الذاتية للدكتور هيثم يحيى الخواجة
» قصة الطفل العربي .... أهداف ومضامين (قصص مريم خير بك انموذجاً)]د.هيثم الخواجة
» غريبة...قصة للأطفال...الدكتور هبثم الخواجة
» غريبة....قصة للأطفال...د.هيثم الخواجة
» السيرة الذاتية للدكتور هيثم يحيى الخواجة
» قصة الطفل العربي .... أهداف ومضامين (قصص مريم خير بك انموذجاً)]د.هيثم الخواجة
» غريبة...قصة للأطفال...الدكتور هبثم الخواجة
» غريبة....قصة للأطفال...د.هيثم الخواجة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى