قصة حقيقية من التاريخ العربي القر يب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة حقيقية من التاريخ العربي القر يب
قصة من التراث
الذي دفعني للاهتمام بهذه القصة عدة أمور :منها أنها قصة حقيقية ،وأنها تصور الظلم والفقر الذي كانت تعيشه الأمة العربية في عهد الاحتلال العثماني،وأنها لم تروى من ذي قبل،وتجسد معاني البطولة والشجاعة التي يتحلى بها أبناء هذه الأمة،وتصلح كمسلسل إذاعي بعدة حلقات وقد رواها الحاج عبد الهادي الضحيك(1902م-1988م) ،وقد نقلها عن عباس الجنيدي المشهور (بعباس الشيخ). وعباس الشيخ من شجعان وأبطال تلبيسة وكان يمثل رمز التمرد والعصيان على الاحتلال العثماني وكلما جرى سوقه بالقوة لخدمة المحتل فلا يمهلهم حتى يكر راجعاً إلى قريته حتى أعياها ذلك..،وأثناء البحث عنه في إحدى المرات في بيته عثر جنود الاحتلال على طلقات نارية وأسلحة وغير ذلك فشعرت الدولة بخطره على أمنها واستقرارها وأنه قد يكون على صلة بالثوار الأحرار فكان أن أسرته وأخذته مقيداً إلى الحدود التركية الروسية على بعد آلاف الكيلو مترات حيث دخل ثكنة عسكرية فيها بضعت آلاف من العرب الأحرار وكانت مهمتهم التقليدية حماية حدود الدولة العثمانية المتاخمة لروسيا ولكن الواقع أن هذه الثكنة العسكرية كانت سجناً كبيراً أو منفى لكل المغضوب عليهم من قبل الإمبراطورية العثمانية .وكان السجناء يعاملون معاملة تعسفية لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً إلا حميماً وغسّاقا، فالجوع يلهب أمعائهم الخاوية وكذلك العطش،وسيف والأوبئة كان مسلطاً على رقابهم و يحصد أرواح الكثير منهم وكانوا يمضون ساعات عصيبة في منطقة شبه مقطوعة ويحيط بهم شبك من الحديد ومن خلفه حراس تقليديون .فلما عاين عباس هذا الوضع بدأ برسم خطة للحصول على الطعام أولاً ثم الفرار ثانياً من شرك هذا القفص مهما كانت العواقب متسلحاً في سبيل ذلك بإيمانه القوي وذكائه وقوته .فابتعد عن السجناء وحفر نفقاً أوصله إلى خارج السجن.وبعد خروجه وجد العجب فقد وجد حقولاً واسعة من الخضرة من أصناف شتى وبساتين تحمل ثماراً ،فأكل حتى شبع، ثم عاد أدراجه إلى سجنه بعد أن أخفى أثر خروجه بالقش والحطب ،ولكن بعد أيام شعر أصدقائه بحركته الغير طبيعية،فألحوا عليه أن يخبرهم عن أمره ،فأنبئهم ما لم يستطيعوا عليه صبرا،ثم خرج بعضهم معه وجلبوا لأصدقائهم بعض الخضار والفواكه،وبعد ذلك انتشر الخبر بين المساجين والعسكر انتشار النار في الهشيم ثم خرجوا كلهم تحت صيحات أمعائهم وهاجموا الحقول والبساتين كالجراد المنتشر فأكلوا ثمارها وعاثوا فيها فساداً وتخريباً حتى أبادوها عن بكرة أبيها، فشكى أصحابها للسلطات التركية ذلك ولكن الحكومة الهزيلة الضعيفة كانت أعجز من أن ترد هؤلاء الثائرين ،وماذا تفعل أمام مدّ الأفواه الجائعة التي هي حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .وبعدها فكر عباس بالهرب من جديد والعودة إلى وطنه مهما كانت العواقب وعرض الموضوع على أصدقائه فوافق خمسة على الخطة وعند التنفيذ نكص ثلاثة على عقبيهم ، ولكن عباس عقد العزم و فرّ راجعاً ونجح في الوصول إلى بلده ومعه أثنين من زملائه،أما الثلاثة الذين خلفوا وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فقد قرروا بعد اجتماع سري عقدوه في قبرهم !! الفرار من الموت إلى الحياة وعلى الخصوص بعد ورود أنباء عن نجاح الخطة التي رسمها عباس ووصل الثلاثة سالمين إلى ديارهم ، فخرجوا متخفين وأحدهم يدعى أحمد الحموي حتى إذا قطعوا حدود الثكنة العسكرية ألقوا أسلحتهم وخلعوا ملابسهم العسكرية حتى لا يطاردهم أحد ولبسوا ملابس ريفية رثة فاعترض طريقهم أجمة كثيرة الشجر موحشة فخافوا من السير بداخلها وشعروا بالخوف والرعب من اقتحامها،ولكنهم لم يجدوا بداً من السير فيها ،فساروا حتى إذا توسطوها شعروا بصوت قوي لحفيف الشجر فأصابهم الهلع والخوف ثم خرج لهم من بين تلك الأشجار وحش عظيم،فهربوا منه فلحقهم ثم ضرب أحدهم بحوافره فقتله ثم لحق بهم بعد أن فرا ولكن أين المفر الخوف من أمامهم والوحش من ورائهم ثم أدركهما فوثب على أحدهم فصرعه ثم لحق بأحمد الحموي الذي ركض من شدة الخوف والرعب ولكن سرعان ما أدركه الوحش حتى إذا صار قاب قوسين أو أدنى منه رأى أمامه حفرة أو وكر فلاذ بها من شدة الخوف وإذ بداخلها أسد ضخم فزاده رعباً وخوفاً وهلعاً فخرج الأسد فوجد على باب الوكر هذا الوحش فتعاركا وتصارعا طويلاً ثم كانت الغلبة أخيراً للأسد فصرعه ثم أطل على الأجمة برأسه فأشار إلى أحمد أن أخرج فخرج وقد أخذ الرعب والخوف منه كل مأخذ ثم سار أمامه يحرك بذنبه وأحمد يلحقه فصعد تلا ثم نزل وادياً وإذ بأسفل الوادي قرية صغيرة فجلس الأسد على مؤخرته ثم أخذ يحرك ذنبه فسار أحمد فلم يلحقه ثم صار يسير ويلتفت خلفه فيرى الأسد واجماً ثم يسير ويلتفت ويرى الأسد على حاله حتى إذا صار داخل القرية ذهب الأسد إلى عرينه فأيقن أحمد بالنجاة فدخل القرية ونام عندهم ثم عاد من جديد لثكنته العسكرية لأن الطريق إلى بلاده بعيد موحش فلما وصل إلى هناك تعجب منه أصحابه ثم لم يعرفه أكثرهم فقالوا له:ما الذي أصابك وكأنك بلغت من الكبر عتيا ثم أين فلان وفلان !!..فنظر في المرآة فأصابه الذهول لهول ما رأى لقد شاب شعره كله وتغير حاله وكأنه في أرذل العمر،ثم قص عليهم قصته من أولها إلى آخرها،فتعجبوا من ذلك أشد العجب ،وبعد شهور خسرت تركيا وانهزمت في الحرب أمام أعدائها ثم أخذت تفكك معسكراتها وتبعث الأفراد المحتجزين إلى بلادهم ومن جملتهم أحمد الحموي الذين وصل إلى مدينته فلما رآه والده خرّ صعقاً من تغير حاله.وهنا نعود إلى عباس الشيخ الذي ذهب إلى مدينة حماه يسأل عن صاحبه أحمد حتى وصل إلى داره فلما رآه لم يعرفه ثم لمّا عرّفه عن نفسه تعانقا كثيراً وقص عليه القصص....
الذي دفعني للاهتمام بهذه القصة عدة أمور :منها أنها قصة حقيقية ،وأنها تصور الظلم والفقر الذي كانت تعيشه الأمة العربية في عهد الاحتلال العثماني،وأنها لم تروى من ذي قبل،وتجسد معاني البطولة والشجاعة التي يتحلى بها أبناء هذه الأمة،وتصلح كمسلسل إذاعي بعدة حلقات وقد رواها الحاج عبد الهادي الضحيك(1902م-1988م) ،وقد نقلها عن عباس الجنيدي المشهور (بعباس الشيخ). وعباس الشيخ من شجعان وأبطال تلبيسة وكان يمثل رمز التمرد والعصيان على الاحتلال العثماني وكلما جرى سوقه بالقوة لخدمة المحتل فلا يمهلهم حتى يكر راجعاً إلى قريته حتى أعياها ذلك..،وأثناء البحث عنه في إحدى المرات في بيته عثر جنود الاحتلال على طلقات نارية وأسلحة وغير ذلك فشعرت الدولة بخطره على أمنها واستقرارها وأنه قد يكون على صلة بالثوار الأحرار فكان أن أسرته وأخذته مقيداً إلى الحدود التركية الروسية على بعد آلاف الكيلو مترات حيث دخل ثكنة عسكرية فيها بضعت آلاف من العرب الأحرار وكانت مهمتهم التقليدية حماية حدود الدولة العثمانية المتاخمة لروسيا ولكن الواقع أن هذه الثكنة العسكرية كانت سجناً كبيراً أو منفى لكل المغضوب عليهم من قبل الإمبراطورية العثمانية .وكان السجناء يعاملون معاملة تعسفية لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً إلا حميماً وغسّاقا، فالجوع يلهب أمعائهم الخاوية وكذلك العطش،وسيف والأوبئة كان مسلطاً على رقابهم و يحصد أرواح الكثير منهم وكانوا يمضون ساعات عصيبة في منطقة شبه مقطوعة ويحيط بهم شبك من الحديد ومن خلفه حراس تقليديون .فلما عاين عباس هذا الوضع بدأ برسم خطة للحصول على الطعام أولاً ثم الفرار ثانياً من شرك هذا القفص مهما كانت العواقب متسلحاً في سبيل ذلك بإيمانه القوي وذكائه وقوته .فابتعد عن السجناء وحفر نفقاً أوصله إلى خارج السجن.وبعد خروجه وجد العجب فقد وجد حقولاً واسعة من الخضرة من أصناف شتى وبساتين تحمل ثماراً ،فأكل حتى شبع، ثم عاد أدراجه إلى سجنه بعد أن أخفى أثر خروجه بالقش والحطب ،ولكن بعد أيام شعر أصدقائه بحركته الغير طبيعية،فألحوا عليه أن يخبرهم عن أمره ،فأنبئهم ما لم يستطيعوا عليه صبرا،ثم خرج بعضهم معه وجلبوا لأصدقائهم بعض الخضار والفواكه،وبعد ذلك انتشر الخبر بين المساجين والعسكر انتشار النار في الهشيم ثم خرجوا كلهم تحت صيحات أمعائهم وهاجموا الحقول والبساتين كالجراد المنتشر فأكلوا ثمارها وعاثوا فيها فساداً وتخريباً حتى أبادوها عن بكرة أبيها، فشكى أصحابها للسلطات التركية ذلك ولكن الحكومة الهزيلة الضعيفة كانت أعجز من أن ترد هؤلاء الثائرين ،وماذا تفعل أمام مدّ الأفواه الجائعة التي هي حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .وبعدها فكر عباس بالهرب من جديد والعودة إلى وطنه مهما كانت العواقب وعرض الموضوع على أصدقائه فوافق خمسة على الخطة وعند التنفيذ نكص ثلاثة على عقبيهم ، ولكن عباس عقد العزم و فرّ راجعاً ونجح في الوصول إلى بلده ومعه أثنين من زملائه،أما الثلاثة الذين خلفوا وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فقد قرروا بعد اجتماع سري عقدوه في قبرهم !! الفرار من الموت إلى الحياة وعلى الخصوص بعد ورود أنباء عن نجاح الخطة التي رسمها عباس ووصل الثلاثة سالمين إلى ديارهم ، فخرجوا متخفين وأحدهم يدعى أحمد الحموي حتى إذا قطعوا حدود الثكنة العسكرية ألقوا أسلحتهم وخلعوا ملابسهم العسكرية حتى لا يطاردهم أحد ولبسوا ملابس ريفية رثة فاعترض طريقهم أجمة كثيرة الشجر موحشة فخافوا من السير بداخلها وشعروا بالخوف والرعب من اقتحامها،ولكنهم لم يجدوا بداً من السير فيها ،فساروا حتى إذا توسطوها شعروا بصوت قوي لحفيف الشجر فأصابهم الهلع والخوف ثم خرج لهم من بين تلك الأشجار وحش عظيم،فهربوا منه فلحقهم ثم ضرب أحدهم بحوافره فقتله ثم لحق بهم بعد أن فرا ولكن أين المفر الخوف من أمامهم والوحش من ورائهم ثم أدركهما فوثب على أحدهم فصرعه ثم لحق بأحمد الحموي الذي ركض من شدة الخوف والرعب ولكن سرعان ما أدركه الوحش حتى إذا صار قاب قوسين أو أدنى منه رأى أمامه حفرة أو وكر فلاذ بها من شدة الخوف وإذ بداخلها أسد ضخم فزاده رعباً وخوفاً وهلعاً فخرج الأسد فوجد على باب الوكر هذا الوحش فتعاركا وتصارعا طويلاً ثم كانت الغلبة أخيراً للأسد فصرعه ثم أطل على الأجمة برأسه فأشار إلى أحمد أن أخرج فخرج وقد أخذ الرعب والخوف منه كل مأخذ ثم سار أمامه يحرك بذنبه وأحمد يلحقه فصعد تلا ثم نزل وادياً وإذ بأسفل الوادي قرية صغيرة فجلس الأسد على مؤخرته ثم أخذ يحرك ذنبه فسار أحمد فلم يلحقه ثم صار يسير ويلتفت خلفه فيرى الأسد واجماً ثم يسير ويلتفت ويرى الأسد على حاله حتى إذا صار داخل القرية ذهب الأسد إلى عرينه فأيقن أحمد بالنجاة فدخل القرية ونام عندهم ثم عاد من جديد لثكنته العسكرية لأن الطريق إلى بلاده بعيد موحش فلما وصل إلى هناك تعجب منه أصحابه ثم لم يعرفه أكثرهم فقالوا له:ما الذي أصابك وكأنك بلغت من الكبر عتيا ثم أين فلان وفلان !!..فنظر في المرآة فأصابه الذهول لهول ما رأى لقد شاب شعره كله وتغير حاله وكأنه في أرذل العمر،ثم قص عليهم قصته من أولها إلى آخرها،فتعجبوا من ذلك أشد العجب ،وبعد شهور خسرت تركيا وانهزمت في الحرب أمام أعدائها ثم أخذت تفكك معسكراتها وتبعث الأفراد المحتجزين إلى بلادهم ومن جملتهم أحمد الحموي الذين وصل إلى مدينته فلما رآه والده خرّ صعقاً من تغير حاله.وهنا نعود إلى عباس الشيخ الذي ذهب إلى مدينة حماه يسأل عن صاحبه أحمد حتى وصل إلى داره فلما رآه لم يعرفه ثم لمّا عرّفه عن نفسه تعانقا كثيراً وقص عليه القصص....
أحمد الضحيك- المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
الأخ الغالي الأستاذ أحمد
كل الشكر لك أخي أحمد ....طبت...دم بخير.
أبو البراء- المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى