على شفير الرمق الأخير...شعر..د.نبيل قصاب باشي

هذا هو المبدع الأستاذ الدكتور نبيل ....عملاق في زمن كثر أقزامه......ويتشرف موقعنا أن يكتب فيه هذا الكبير ،فتحية من القلب إلى صديقنا الدكتور نبيل
ونتطلع إلى مشاركات دائمة من هذا المبدع
المشرف



أنا قادمٌ منْ موجــــــــــةِ الغَرَقِ = في هَــــوْدَجٍ منْ حُمْرةِ الشّفَقِ
أنا قادمٌ منْ خُضْرِ أحـــــــــــــــلامي = ومنْ نَجْــــــــــــمٍ يلوحُ بأَحمرِ الألقِ
أنـا قادمٌ منْ دربِ أشـــــــــــــواكي = على قلقٍ ومنْ أســـــــلاكِ مُفترَقي
أنـا قادمٌ منْ ليــــــــــــلِ بارقةٍ = وهــَّـــــــــاجةٍ بأجيـــــجِ مُحترَقي
منْ فجرِ مملكةٍ يلوحُ سـَـناً = مُتطوِّحَـــــــــــــاً منْ خَمْرةِ الفَلَقِ

منْ موجةٍ عامتْ على عَبَقٍ = مغموسة ِ الأكمــــــــــام ِ بالعبقِ
مَرميّة ٍ بيـنَ الضّفافِ هُنــــا = فَرَشَتْ مَتارفَهــا على الطُّرُقِ
وَمَضَتْ تَرنَّحُ في المدى وَهَناً = كفراشة ٍ تختــــــــــالُ منْ قلقِ
وجناحـها الهاوي استوى بيدي = وهوى يموجُ بلُجّــــــــــــة ِالحُرَقِ
وبراحتيَّ مِـــــــدادُ محبـرةٍ = نَـــدّتْ على قَلَم ٍ بـلا وَرَقِ
أشــلاءُ أحرفِهَـــــا يُغمّسُهَا النجيــــــــــ = ـــــــــــعُ بدمعة ٍ هرَبَتْ منَ الحَدَقِ
(1)
فتّشتُ عنْهـــا بينَ أوهامي = وبيــــــــــــــــــــن َ توجُّسـي المُتمرِّدِ النَّزِقِ
فتَّشتُ عنْهَــا في هوى طفل ٍ يُضـــــــ = ــــــــــــاحِكُهُ اختلاجُ المركب ِ الوَرَقي

يخشى عليه ِ الغـــوْصَ في مَـــــــــوْجٍ = طغى فيضمُّه منْ خشيةِ الغَرَقِ
فتّشتُ عنها في بهيم ِ الليـــــــــــــــــــــ = ـــــل ِ في نَزْف ِ الشموع ِ تنِزُّ بالأَرَقِ
في فوح ِ أيكة ِ روضة ٍ فيْنَـــــــــا = نة ِ بالفُلِّ والرّيحان ِ والحَبَقِ
في وَخْز ِ شــوكة ِ سَبْسَب ٍ مضفـــــــ = ـــــــــورة ٍ بمخالب ٍ نشَّابةِ العَلَقِ
قدْ داخَ طرْفي في مجاهلِـــــها يلو = بُ وأرجلي تـاهتْ بها طُرُقي
كمْ قدْ غمْستُ نجيعَ مَوْجتِهَا = وعجنْتُـــها بشـموعِ مُحترَقي

تمضي بيَ الأحــــــــلامُ خانقةً = وَهْجي وما أبقتْ على رَمَقي
لايستريحُ النّـــــــوحُ في شفتي = ومعازفي مجنونـَـــــــةُ النّزَقِ
لَوْني الطيوفُ وموعدي قَمَرٌ = خبّأتـــــــهُ في خَيمةِ الغَسَقِ
والدمعُ قـدْ خبّـأتُ نازفَـــــــهُ = وَحبسـْــتُه في رَجْفةِ الحَدَقِ
فإذا رأيتَ الدمعَ مُنسَفِحاً = مغرورقاً بالفيضِ مِنْ عَرَقي
فانظرْ إليــــهِ فلنْ ترى وطني = إلا الضبـابَ يموجُ في أَلَقِي
(2)

وطني وما أشجـــاكَ منْ وطنٍ!! = مُتلَجْلِــــجٍ في دمعيَ الشَّرِقِ
مُتهدِّجٍ ٍ كالشعرِ في شَفَتي = مُتأرجِحٍ كالحبلِ في عُنُقِي
مشـنوقـةٌ أحْــــــــــــــــــلامُه بيدٍ شــــــــــــــــــــلاّءَ ترجفُ رجْفَةَ الحَنَقِ
أنفاسُـــــــه ترْسُو على دَخَنٍ = داجٍ وتشـهقُ شـــــــهقةَ الرَّمَقِ
وشــــراعُه مــــاضٍ إلى أفُقٍ = لكنَّـــــــــــه مــــاضٍ إلى نَفَقِ
أعراسُــــه الأشـباحُ هاربـةٌ = منْ عُرسـِـها لعناكبِ الغَسَقِ
تَنْدَاحُ مِـنْ فَرَقٍ على فَرَقٍ = لتـفِرُّ منْ فـَـــــرَقٍ إلى فَرَقِ
ترتاحُ مــنْ تعبٍ شواطِئُها = حيرى تلـــوذُ بشاطئِي الغَرِقِ

كمْ قدْ رماني الشوقُ في قَلَقٍ = فسـفحتُ أشـواقي على قلقي
وطني الذي أحببتُـــــــــــــــــهُ يَفَـعاً = أطعمتُــــــــــــــهُ عهدي ولم يَثِقِ
ومضيتُ أحلمُ في مَتـارِفِــهِ = فوجدتُــــها مِزَقاً على مِزَقِ
نافقتُــــــــــهُ أرقي فأنكرني = عشقي فرحتُ ألجُّ في أرقي
ماأعجبَ العشّـــــــــاقَ هاربةٌ = أشـــــــــواقُهُمْ مَلَقاً لذي مَلَقِ
(3)
وخشيتُ منْ واش ٍ رَمَى شَرَكاً ما بين َ أهـــــــــدابي إلى حَدَقي
لِيُمِيتَ في جفني مَدامعَــــــــهُ = فَأَبيـتَ غيرَ شَجٍ وَلا أَرِقِ
لا لستُ أرحلُ عنْ مواجعِــــهِ = ما دامَ يسكنُ في جَوَى حُرَقي
مادامَ يسكنُ مَوْجَ عاصفتي = ويلــــجُّ في فَزَعي وفي قَلَقي
وتعجُّ في نَفَسِي روائـــحُهُ = تقتـــــــاتُ منْ لَهَبي ومنْ حَنَقي
وطني الذي خيّطتُ أحرفَهُ = في رِبْقَةِ الشـــــــــفتين ِ والعُنُقِ
وضفرتُ أشــواقي لهُ قمراً = يختــالُ في عُرْسٍ منَ الأَلَقِ
ستظلُّ في نَوْحي مواجــدُهُ = ما دامَ آخر نَزْفـِــــــــها رَمَقِي

عجمان 24/4/ 2009 م
(4)