ومضة نور
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ومضة نور
خاطرة بقلم أحمد أمين الضحيك
ومضة من بريق نور
نبا بي مضجعي لريح صرر عاتية عصفت بي قد راهنت على حمل هموم العالم كله ثم قامت بقذفها دفعة واحدة في فؤادي، فتفجرت وتطايرت شظاياها حتى أثرت في كل جزء من كياني، فأنتجت الهم والغم والكرب، وطمست كل أثر لبصيص أمل في حياتي و ظهر ذلك جلياً على سحنتي القروية فأحاط بي الاضطراب من كل جانب فتحولت فجأة من غصن ندي في روضة غناء إلى عصية تعصف بها الريح في جحيم لا يطاق ومن أجمل العمر إلى أرذله!!!..
فلم أجد سبيلاً للراحة ولم يطرق عيوني النوم فناء الليل بحمله، وتنفس الصبح من تحته ولم يبق إلا أن تنفجر لُمةُ الظلام عن جبين الفجر، ولا أزال ساهراً قلقاً، أطلب الراحة فلا أجدها وأهتف بالغمض فلا أعرف له سبيلاً ،فهل لك أيها الأمل الكامن في مكمنه والرابض في مجثمه والمتلفع بفضل إزاره أن تحط رحالك على عيوني، فتبث فيها الراحة والنوم فقد طار قلبي شوقاً إليك ،وذاب كبدي وجداً عليك.
فتمسكت بتلابيب المثل القائل: (من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته )تمسك الغريق الملهوف بالقشة، يرى فيها نجاته،فأخذت أروّح عن نفسي باستعراض المحن والنكبات التي حطت على رؤوس أجدادنا أولي العزم في الأزمنة الغابرة، فسمعت أصوات استغاثات النساء الثكالى وعويل الأطفال تُقتلُ وتمزقُ إلى أشلاء، ورأيت أعمدة الموت ومآذنه ترتفع في سماء العروبة تحمل رؤوس الصالحين وعلماء الدين ورأيت أنهار دجلة والفرات وقد شبّ فيها اللون الأسود على اللون الأبيض من كثرة ما ألقي فيها من صحف مطهرة فيها كتب قيمة، فكم من مساجد دنست وهدمت، وكم من امرأة حصان رزان ذات شرف وكرامة قد دنس عرضها وهتك شرفها من قبل علوج التتار والمغول والصليبيين، وكم من عالم فقيه ذا مكانة وشهامة لم يشفع له علمه ولا أدبه فتخضبت لحيته بدمه الطاهر على مرأى من أبنائه وبناته، ومررت على المرأة العربية العصماء التي مسها الروم بالأذى فصرخت صرختها المشهورة وا معتصماه .
فوجدت أن الذي ألمَّ بهم عبر هذه العصور المتطاولة في الأزمان، والذي يحار الكتاب والمؤرخون في تدوينه ووصف بشاعته وفظاعته لا يساوي نقطة في سجل ما أصاب المسلمين في العصور الحديثة .
كيف نكتب للأجيال القادمة عن الجرائم والمجازر التي ترتكب بحق أبناء الأمة من قبل أعدائها الطواغيت من الصهاينة ومن شايعهم وآزرهم ، ومن يستطيع أن يصف مدى الغدر والخيانة والعمالة التي تتصف بها الأنظمة العربية العميلة التي طفحت عن حد المعقول حتى دُنست المقدسات والعتبات الدينية، ووطئ الشرف والكرامة العربي في كل مكان، فالكرامة أصبحت سلعة رخيصة تباع في أسواق النخاسين فلوا كان البحر مداداً للأدباء والكتاب لنفد البحر قبل أن تنفذ مصائب الأمة وويلاتها .
وأخذت وساوس الخناس تغوص بي في ظلمات بحر لُجيًّ حتى كادت أن تسلب مني أهمُّ ما أملك من هذه الدنيا وهل يملك مثلي من هذه الدنيا غير اللجوء إلى رب السماوات والأرض بالتضرع والتذلل والدعاء، ونفس عزيزة تأبى الضيم والهوان فقويّت عزيمتي وإرادتي وتخندقت حول نفسي أولاً وحول هذه الأمة المستضعفة ثانياً أذبُّ عنها عاديات المنون بكل ما أملك من قوة بالرغم من هشاشتها،فإننا لا نستطيع أن نمنع طيور الأسى من التحليق فوق رؤوسنا ولكننا نستطيع أن نمنعها من بناء الأعشاش لها فوقنا ، وهل يملك مثلي إلا لساناً ذاكراً علمَته قول الحقيقة على المنابر وفي المجالس والمحافل، وهذا القلم الذي أهش به على ورقي أكتب فيه الترياق تلو الترياق لهذه الأمة، فالكلمة الطيبة كالمطر إذا صادفت أرضاً أخصبت ولكن هيهات هيهات أن تجد أقوالي وكتاباتي أرضاً خصبة ، في أمة ساد فيها أهل الريب والجهل وضاع فيها الأدب والأدباء ،في أمة ركعت أمام الشهوات والنزوات والملذات وأشربت في قلوبها الخنوع والوهن والضعف،فهمت بوجهي إلى الله سبحانه وتعالى أدعوه بقولي (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس.اللهم أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟إن لم بك غضب عليّ فلا أبالي...)
وتنهدت في فراشي تنهدات طويلة كأنه صوت قطار آذن بالسفر،وأواسي نفسي بأقوال وأشعار مأثورة مثل (من راقب الناس مات هماً )وأردد في ذاكرتي قول الشاعر:
استر همومك بالتجمل واصطبر إن الكريم على الحوادث يصبر
كالشمع يظهر نوره متجملاً خوف الشمات وفيه نار تستعر
ثم أخذت أمواج الشر تتقاذفني نحو الهاوية وأقوم بمقاومة عنيفة في سبيل العودة إلى بر الأمان ثم ازداد الموقف تأزماً وسوءاً حينما خرجت من شواطئ الشر أشباح ناصبتني العداء ثم تزايدت وتآزرت تكرر في مخيلتي من القول: أنت محروم مما يتمتع به الناس وما خٌلقتَ إلا للهموم والرزايا ،تريد أن تجعلني أتبرمٌ من قضاء الله وقدره، وهكذا بت على أسوأ حال أساهر الكوكب حتى ملني ومللته وضاق كل منا بصاحبه ذرعاً ،حتى انحدر برقع الليل عن وجه الصباح ،وإذ بالباب يٌفتح على حين غفلة مني ويلج منه وجه مشرق ممتلئ نوراً وضياءً،تبددت له غياهب الظلام وفي ذيولها وجرابها الأشباح والأفكار الشيطانية إنه وجه طفلتي الوحيدة (نور الهدى )ذات الإطلالة الملائكية فتبسمت ومسحت بيدها على وجهي وهي تردد في أذني رقية الشفاء ثم أخذت تزاحمني فراشي فأغفت بين يدي، بينما راحت تعبث أناملها السحرية بشعري ووجنتي فأيقنت أن كل نعمة يتمتع بها غيري وأظن نفسي محروماً منها قد أودعها الله في هذه الطفلة وأدركت أنه حاشى للخالق أن يخفر حق أحد من البشر، ثم أخذ الكرى يتسرب إلى عيوني رويداً رويداً مع دموع بللت أنامل نور!!!.... 20/1/2009م
و
ومضة من بريق نور
نبا بي مضجعي لريح صرر عاتية عصفت بي قد راهنت على حمل هموم العالم كله ثم قامت بقذفها دفعة واحدة في فؤادي، فتفجرت وتطايرت شظاياها حتى أثرت في كل جزء من كياني، فأنتجت الهم والغم والكرب، وطمست كل أثر لبصيص أمل في حياتي و ظهر ذلك جلياً على سحنتي القروية فأحاط بي الاضطراب من كل جانب فتحولت فجأة من غصن ندي في روضة غناء إلى عصية تعصف بها الريح في جحيم لا يطاق ومن أجمل العمر إلى أرذله!!!..
فلم أجد سبيلاً للراحة ولم يطرق عيوني النوم فناء الليل بحمله، وتنفس الصبح من تحته ولم يبق إلا أن تنفجر لُمةُ الظلام عن جبين الفجر، ولا أزال ساهراً قلقاً، أطلب الراحة فلا أجدها وأهتف بالغمض فلا أعرف له سبيلاً ،فهل لك أيها الأمل الكامن في مكمنه والرابض في مجثمه والمتلفع بفضل إزاره أن تحط رحالك على عيوني، فتبث فيها الراحة والنوم فقد طار قلبي شوقاً إليك ،وذاب كبدي وجداً عليك.
فتمسكت بتلابيب المثل القائل: (من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته )تمسك الغريق الملهوف بالقشة، يرى فيها نجاته،فأخذت أروّح عن نفسي باستعراض المحن والنكبات التي حطت على رؤوس أجدادنا أولي العزم في الأزمنة الغابرة، فسمعت أصوات استغاثات النساء الثكالى وعويل الأطفال تُقتلُ وتمزقُ إلى أشلاء، ورأيت أعمدة الموت ومآذنه ترتفع في سماء العروبة تحمل رؤوس الصالحين وعلماء الدين ورأيت أنهار دجلة والفرات وقد شبّ فيها اللون الأسود على اللون الأبيض من كثرة ما ألقي فيها من صحف مطهرة فيها كتب قيمة، فكم من مساجد دنست وهدمت، وكم من امرأة حصان رزان ذات شرف وكرامة قد دنس عرضها وهتك شرفها من قبل علوج التتار والمغول والصليبيين، وكم من عالم فقيه ذا مكانة وشهامة لم يشفع له علمه ولا أدبه فتخضبت لحيته بدمه الطاهر على مرأى من أبنائه وبناته، ومررت على المرأة العربية العصماء التي مسها الروم بالأذى فصرخت صرختها المشهورة وا معتصماه .
فوجدت أن الذي ألمَّ بهم عبر هذه العصور المتطاولة في الأزمان، والذي يحار الكتاب والمؤرخون في تدوينه ووصف بشاعته وفظاعته لا يساوي نقطة في سجل ما أصاب المسلمين في العصور الحديثة .
كيف نكتب للأجيال القادمة عن الجرائم والمجازر التي ترتكب بحق أبناء الأمة من قبل أعدائها الطواغيت من الصهاينة ومن شايعهم وآزرهم ، ومن يستطيع أن يصف مدى الغدر والخيانة والعمالة التي تتصف بها الأنظمة العربية العميلة التي طفحت عن حد المعقول حتى دُنست المقدسات والعتبات الدينية، ووطئ الشرف والكرامة العربي في كل مكان، فالكرامة أصبحت سلعة رخيصة تباع في أسواق النخاسين فلوا كان البحر مداداً للأدباء والكتاب لنفد البحر قبل أن تنفذ مصائب الأمة وويلاتها .
وأخذت وساوس الخناس تغوص بي في ظلمات بحر لُجيًّ حتى كادت أن تسلب مني أهمُّ ما أملك من هذه الدنيا وهل يملك مثلي من هذه الدنيا غير اللجوء إلى رب السماوات والأرض بالتضرع والتذلل والدعاء، ونفس عزيزة تأبى الضيم والهوان فقويّت عزيمتي وإرادتي وتخندقت حول نفسي أولاً وحول هذه الأمة المستضعفة ثانياً أذبُّ عنها عاديات المنون بكل ما أملك من قوة بالرغم من هشاشتها،فإننا لا نستطيع أن نمنع طيور الأسى من التحليق فوق رؤوسنا ولكننا نستطيع أن نمنعها من بناء الأعشاش لها فوقنا ، وهل يملك مثلي إلا لساناً ذاكراً علمَته قول الحقيقة على المنابر وفي المجالس والمحافل، وهذا القلم الذي أهش به على ورقي أكتب فيه الترياق تلو الترياق لهذه الأمة، فالكلمة الطيبة كالمطر إذا صادفت أرضاً أخصبت ولكن هيهات هيهات أن تجد أقوالي وكتاباتي أرضاً خصبة ، في أمة ساد فيها أهل الريب والجهل وضاع فيها الأدب والأدباء ،في أمة ركعت أمام الشهوات والنزوات والملذات وأشربت في قلوبها الخنوع والوهن والضعف،فهمت بوجهي إلى الله سبحانه وتعالى أدعوه بقولي (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس.اللهم أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟إن لم بك غضب عليّ فلا أبالي...)
وتنهدت في فراشي تنهدات طويلة كأنه صوت قطار آذن بالسفر،وأواسي نفسي بأقوال وأشعار مأثورة مثل (من راقب الناس مات هماً )وأردد في ذاكرتي قول الشاعر:
استر همومك بالتجمل واصطبر إن الكريم على الحوادث يصبر
كالشمع يظهر نوره متجملاً خوف الشمات وفيه نار تستعر
ثم أخذت أمواج الشر تتقاذفني نحو الهاوية وأقوم بمقاومة عنيفة في سبيل العودة إلى بر الأمان ثم ازداد الموقف تأزماً وسوءاً حينما خرجت من شواطئ الشر أشباح ناصبتني العداء ثم تزايدت وتآزرت تكرر في مخيلتي من القول: أنت محروم مما يتمتع به الناس وما خٌلقتَ إلا للهموم والرزايا ،تريد أن تجعلني أتبرمٌ من قضاء الله وقدره، وهكذا بت على أسوأ حال أساهر الكوكب حتى ملني ومللته وضاق كل منا بصاحبه ذرعاً ،حتى انحدر برقع الليل عن وجه الصباح ،وإذ بالباب يٌفتح على حين غفلة مني ويلج منه وجه مشرق ممتلئ نوراً وضياءً،تبددت له غياهب الظلام وفي ذيولها وجرابها الأشباح والأفكار الشيطانية إنه وجه طفلتي الوحيدة (نور الهدى )ذات الإطلالة الملائكية فتبسمت ومسحت بيدها على وجهي وهي تردد في أذني رقية الشفاء ثم أخذت تزاحمني فراشي فأغفت بين يدي، بينما راحت تعبث أناملها السحرية بشعري ووجنتي فأيقنت أن كل نعمة يتمتع بها غيري وأظن نفسي محروماً منها قد أودعها الله في هذه الطفلة وأدركت أنه حاشى للخالق أن يخفر حق أحد من البشر، ثم أخذ الكرى يتسرب إلى عيوني رويداً رويداً مع دموع بللت أنامل نور!!!.... 20/1/2009م
و
وليد الضحيك- المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 21/02/2010
العمر : 55
الأخ العزيز الأستاذ أحمد....
ماشاء الله ياأخي أحمد...لقد فوجئت بهذا المستوى الرائع لخاطرتك.....لقد استطعت تجاوز أسوار الهندسة الزراعية بمهارة فائقة ودخلت روض الأدب باقتدار...حياك الله أخي أحمد ...مع الشكر الذي لاينقطع للأخ الأستاذ وليد...دمتم ودام ألق إبداعكم....تحياتي لتلبيسة العزيزة....
أبو البراء- المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73
ومضة من بريق نور
أستاذي عبد الرحمن أبو البراء لك الشكر على تكرمك بقراءة مقالتي والتعليق عليها في الحقيقة الأدب هو دوحة الحياة التي يستظل تحتها الهاربون من لفح الدنيا فنجد وجودنا في الأدب وحياتنا فيه إذ لا معنى للحياة بدونه لك الشكر من أعماق قلبي
أحمد الضحيك- المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى