التعويض في لغة النبي صلى الله عليه وسلم.....د.نبيل قصاب باشي
صفحة 1 من اصل 1
التعويض في لغة النبي صلى الله عليه وسلم.....د.نبيل قصاب باشي
مذهبُ العربِ في التعويض : ِ
التعويض هو إقامة الكلمة مقام الكلمة . قال السيوطي فيما نقله عن ابن فارس : (( قال : ومن سنن العرب التعويض ، وهو إقامة الكلمة مقام الكلمة ، كإقامة المصدر مقام الأمر ، نحـو : [ فَضَرْبَ الرِّقَابِ ([1])] . والفاعل مقام المصدر ، نحو : [ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ([2]) ] أي تكذيب . والمفعول مقام المصدر نحو : [ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ([3]) ] ، أي الفتنة ، والمفعول مقام الفاعل ، نحـو : [حِجَاباً مَّسْتُوراً ([4]) ] ، أي ساتراً ([5]) )).
وللتعويض الذي ورد في غريب لغة النبي r دلالاته التصريفية و اللغوية ؛ ومن ذلك ما جاء بلفظ الفاعل وهو بمعنى المفعول ؛ أو ما جاء بلفظ المفعول وهو بمعنى الفاعل ؛ أو ما جاء بوزن فعيل أو فعول على معنى مفعول ، أو ما جاء على وزن فعيل بمعنى مُفْعل ، أو ما جاء تحويلاً من فعيل إلى فُعال .
أ – ما جاءَ فاعلاً بمعْنَى مفعولٍ أو مفعولاً بمعنى فاعلٍ :
ومن ذلك [ الواطئة ] وهي بلفظ الفاعلة ومعناها مَوْطُوءةٌ : مفعولةٌ ، كما في
حديث النبي r : (( أنه كان يقول للخُرّاص إذا بعثهم احتاطوا لأهل الأموال
في النائبة والواطئة ([6]))).
و (( الواطئة هي سُقاطة التمر وما يقع منه بالأرض فيُطَأُ ويُداس ، جاء بلفظ فاعل ، وهو بمعنى مفعول ، كقوله : [ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ([7]) ] : أي لا معصوم وكقوله : [ عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ([8]) ] ، أي مرضيّة .
والعرب تقول : ماء دافق : أي مدفوق ، وسر كاتم : أي مكتوم ، وليل نائم : أي يُنام فيه . قال الشاعر :
لقد لُمْتِنا يا أم عِمرانَ في السُّرّى ونمـتِ ، وما ليل المَطيِّ بنائـم ([9])
ونظير ذلك [ الحافر ] بمعنى المحفور ، وهو ما جاء بلفظ الفاعل ومعناه مفعول ، كما ورد في حديث النبي r : (( أنّ أُبيَّ بن كعب قال : سألته عن التوبة النصوح ؟ فقال : هو الندم على الذّنب حيث يفرُط منك ، فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ، ثم لا تعود إليه أبداً ([10]) )) .
وعند الحافر : معناه عند مواقعة الذنب ، والعرب تقول : النقد عند الحافرة أي : عند أول كلمة . وروى أبو العباس ثعلب : (( والحافرة : الأرض ، والأصل فيها محفورة فصُرفت عن مفعولةٍ إلى فاعلة ، كما قيل : ماء دافق : أي مدفوق ، وسرّ كاتم أي : مكتوم ([11]) )) . ومنه قولـه تعالى : [ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ([12]) ] ، أي إلـى الأرض المحفورة ، أو إلى الأمر الأول من الحياة .
و [ الكافر ] بمعنى المكفور ، وهو مما جاء على فاعل بمعنى مفعول في الحديث المرفوع أن النبي r قال : (( لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً يضرب بعضُكم رقابَ بعض ([13]))).
وقيل الكفار – هنا – هم أهل الردّة ، وقيل معنى قوله : (( كُفّاراً ، متكفّرين بالسّلاحِ ، أي لابسين له . قال بعض أهل اللغة : إذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً ، قيل قد كفر فهو كافر وقال : كل مَنْ غطّى شيئاً فقد كفره .. وقال بعضهم : الكافر بمعنى المكفور ، فاعل بمعنى مفعول ، وذلك أنّه مغمور على قلبه مغطّىً عليه ([14]))) .
و [ الحاضر ] بمعنى المحضور ، وهو اسم للمكان جاء فاعلاً بمعنى مفعول في حديث الصحابي أُسامة بن زيد t أنه : (( كان في سريّة وأميرها غالب بن عبد الله ، وأنَّهم قد أحاطوا ليلاً بالحاضر وفي الحاضر نَعَمٌ ... ([15]))) . الحديث .
و (( الحاضر : الحيُّ الحُضُور في المكان الذي اتخذوه داراً ، اسم جامع لهم كالحاج والسامر ونحو ذلك ، وربما جعلوه اسماً للمكان المحضور فاعلاً بمعنى مفعول ([16]) )) .
وجاء في الحديث – أيضاً – [ الناخلة ] بمعنى المنخولة في قوله r : (( لا يقبل الله من الدعاء إلا الناخلة ([17]) )) .
يريد بالناخلة (( الخالصَ المُنتَخَل ، والناخلة بمعنى المنخولة فاعل بمعنى مفعول ، كما قيل : ماء دافق بمعنى مدفوق ، وسر كاتم : أي مكتوم ([18]) )) .
* * *
أما ما جاء مفعولاً بمعنى فاعل , فقد أورده الخطابي تعقيباً على ما جاء فاعلاً بمعنى مفعول . قال الخطابي : (( ومما جاء بلفظ مفعـول ومعناه معنى فاعل قوله : [ حِجَاباً مَّسْتُوراً ([19]) ] أي ساتراً . وقوله تعالى : [ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً ([20]) ] ([21]))).
قال السيوطي فيما نقله عن ابن فارس : (( ومن سنن العرب أن تأتي بالمفعول بلفظ الفاعل ؛ نحو : سر كاتم ، أي مكتوم .. وبالفاعل بلفظ المفعول ؛ نحو : عيش مغبون ، أي غابن ؛ ذكره ابن السّكيت ([22]))).
ب – ما جاءَ فعيلاً أو فَعُولاً بمعنى مفعولٍ :
ومما جاء على فعيل بمعنى مفعول [ الرهينة ] بمعنى مرهونة ، في حديث النبي r إذ قال : (( كل غلام رهينةٌ بعقيقته ([23]) )) . و(( الرهينة : الرهْنُ فعيلٌ بمعنـى مفعول : أي مرهون ، والهاء في هذا وفيما أشبهه للمبالغة . يقال : فلان كريمة قومه : أي يحل مَحَلَّ العقدةِ الكريمة عندهم . وهذا عَقِيلةُ المتاع أي : غُرّتُه .. ([24]))).
وورد أيضاً [ الرقيم ] بمعنى المرقوم في حـديث آخر، وفيه أن النبي r : ((كان يسوّي الصفوف حتى يدعها مثل القِدْح أو الرقيم ([25]))) . و(( الرقيم : الكتاب، فعيل بمعنى مفعول . يقال : رقمت أَرقُمُ رقْماً إذا كتبت . قال الله تعالى : [ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ([26])]([27]))) .
أما ما جاء على فعول بمعنى مفعول نحو [ حَصُور ] بمعنى محصور, فهو ما ورد في حديث النبي r : (( أنه بلغه أنّ قِبْطياً يتحدّث إلى مارية ، فأمر عليَّاً بقتله ، قال علي : فأخذت السيف وذهبت إليه ، فلما رآني رقي على شجرة فرفعت الريح ثوبه ، فإذا هو حصور ([28]) )) الحديث .
و (( الحَصُورُ : الذي لا يأتي النساء ... ، سمّي حصوراً لأنه حُصِرَ عن الجماع ، أي حُبِِس عنه ومُنع منه ، جاء على وزن فعول ومعناه مفعول ، كما قالوا : شاة حلوبٌ وفرس ركوبٌ . قال الله تعالى في قصة يحيى : [ وَسَيِّدًا وَحَصُوراً ([29]) ] . قال سفيان بن عيينة : خلق يحيى من غير شهوة ، فجاء بغير شهوة ..([30]))) . فحَصُور وحَلُوبٌ وركوبٌ : فعول بمعنى مفعول يستوي فيها المذكر والمؤنث أيضاً .
جـ - ما جاءَ فَعيلاً بمعنى مُفْعَل أو مُحوَّلاً إلى فُعالٍ :
ومما ورد على فعيل بمعنى مُفْعَل [ النبيّ ] : فعيل بمعنى مُفْعل : أي مُنْبَأ ، وذلك في حديث النبي r أنه قال : (( لا يُصلَّى على النبيّ ([31]) )) . معناه : لا يُصلَّى على المكان المرتفع المحدودب ، مأخوذ من النّبوة وهو الارتفاع . والأنبياء سُمّوا بذلك لارتفاع منزلتهم . وقيل : النبي : الطريق ، وسمّي رسل الله أنبياء لأنهم الطرق إلى الله . و(( قال بعضهم : النبي مأخـوذ من النبأ ، فعيل بمعنى مُفْعَل : أي مُنْبَأ ، كمـا قيل : حبيب بمعنى مُحَبّ ، ويُجمع على النُّبَّاءِ إذا همزته لأنه غير معتلّ ، كقولهم : حكيم وحكماء ، وعظيم وعظماء . قال العباس بن مرداس :
يـا خاتـم النُّـبَّاءِ إنـك مرسـلٌ بالحـقِّ كلُّ هُـدى السبيـل هُداكـا([32])
فإذا لم تهمزه ، وهو الاختيار جمعتـه على الأنبياء كما تقول : وصيّ وأوصياء ، وتقيّ وأتقياء([33]) )).
ومما ورد محوّلاً من فعيل نحو : [ مليح ] إلى فُعالٍ نحو : [ مُلاح ] ، ما جاء في حـديث النبي r في قصـة جُوَريّة بنت الحارث بن المُصْطَلِق ، قال : (( وكانت امـرأة مُلاّحَةً ([34]))).
و (( قوله : مُلاَّحة هي الموصوفة بالملاحة . يقال : مليح ومُلاح ، وكريم وكُرام. قال أبو عبيدة : العرب تحوّل لفظ فعيل إلى فُعال ليكون أشد مبالغةً في النعت ([35]))).
وشدّدوا فقالوا : كُرَّام وحُسَّان ، إذا أرادوا التأكيد . ويقال : رجل أُمَّان : أي أمين ثقة. ورجلٌ وُضَّاء – بالتشديد – من وضاءة الوجه . ورجلٌ قُرَّاء للقارئ .قال الخطابي ( ويحكى عن الأصمعي أنه قال : قلت لجارية من الأعراب : أين أبوك ؟ فقالت : عند الكُبّار ، وأشارت إلى جبل قريب منها ، ومن هذا قوله تعالى : (( وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً ([36]))) ([37]).
د – إقامةُ المصدرِ مُقامَ الفاعلِ ونعتُ الفاعلِ أو المفعولِ بالمصدر :
ومما وردَ من إقامة المصدر مقام الفعل أو الفاعل أو المفعول , تعليقُ الخطابي على المصدر [ ارتهاط ] في حديث الصحابي ابن عمر t : (( أن أنس بن سيرين قال : أفضتُ معه من عرفاتٍ حتى أتى جمعاً فأناخ بُخْتيَّتَه ، فجعلها قِبْلة فصلّى بنا المغربَ والعشاءَ جميعاً ، ثم رَقَدَ ، فقلنا لغلامه : إذا استيقظ فأَيْقِظْنا ، فأيقظنا ونحن ارْتِهاطٌ ([38]))).
وارتهاطٌ : أي فِرَقٌ مُرْتَهِطون من الرَّهط ، وهو جماعة غير كثيرة العدد. قال الخطابي: (( ويقال : إن الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وارتهاط مصدر أقامه مُقام الفاعل , كقول الخنساء :
ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرتْ فإنمـا هـي إقبــالٌ وإدبـارُ([39])
أي مُقبِلةٌ مَرة ومُدبِرةٌ أُخرى ([40]))) .
وقد ينعت أيضاً الفاعل أو المفعول بالمصدر؛ كما جـاء في حديث النبي r أنه قال : ((لا يقُولَنَّ أحدُكم الكرْم ، فإن الكرْمَ الرجلُ المسلمُ ([41]))).
و (( قوله : إن الكرْم الرجلُ المسلم يريد الكريم ، وقد يُنعَتُ الفاعل بالمصدر كقولهم : رجلٌ عَدْلٌ ، ورجل صَوْمٌ بمعنى صائم ، ونَوْمٌ بمعنى نائم ، وقد يُنْعَتُ به المفعول أيضاً كقولك : رجلٌ رضاً ، وهذا درهمٌ ضَرْبُ الأمير ، وجاءني الخَلْقُ ، يريد المخلوقين ([42]))).
وقال سيبويه : (( وقد يجيء المصدر على المفعول ، وذلك قولك : لَبَنٌ حَلَبٌ ، إنما تريد محلوبٌ ؛ وكقولهم : الخَلْقُ إنما يريدون المخلوق . ويقولون للدرهم : ضَرْبُ الأمير ، وإنما يريدون مضروبُ الأمير . ويقع على الفاعل ، وذلك قولك : يومٌ غمٌ ، ورجلٌ نَوْمٌ ، إنما تريد النائم والغامّ ([43]))) .
وزاد سيبويه فقال : (( وقالوا : معشرٌ كَرَمٌ ، فقالوا هذا كما يقولون : هو رِضاً ، إنما يريدون المرضِيّ ، فجاء للفاعل كما جاء للمفعول ، وربما وقع على الجميع ([44]))) .
وزاد الخطابي فقال : (( فإذا نعتّ الفاعل بالمصدر , كان الواحد والجميع والمذكّر والمؤنث فيه سواء . يقال : رجلٌ كَرْمٌ ، وقوم كرْمٌ ، وامرأةٌ كرْمٌ ، ونساء كرْم ([45]))) .
([1]) سورة محمد : الآية 4 .
([2]) سورة الواقعة : الآية 2 .
([3]) سورة القلم : الآية 6 .
([4]) سورة الإسراء : الآية 45 .
([5]) السيوطي : المزهر في علوم اللغة 1/337 – 338 .
([6]) الخطابي : غريب الحديث 1/430 ، والخرّاص : هم خراص النخل ، وقد أمرهم أن يستظهروا لأصحاب النخل في الخَرْص لما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل . والحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 4/129 ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/124 دون " النائبة " .
([7]) سورة هود : الآية 43 .
([8]) سورة الحاقة : الآية 21 .
([9]) الخطابي : غريب الحديث 1/430 . والبيت في ديوان جرير454 وفي خزانة الأدب 1/465 .
([10]) المصدر السابق 1/472 . ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 245 وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان .
([11]) المصدر السابق 1/472 .
([12]) سورة النازعات : الآية 10
([13]) الخطابي : غريب الحديث 2/249 . أخرجه البخاري في الفتن 9/63 ، ومسلم في الإيمان 1/82 ، والترمذي في الفتن 4/486 وأبو داود 4/221 .
([14]) المصدر السابق 2/250 .
([15]) المصدر السابق 2/288 . سبق تخريجه .
([16]) الخطابي : غريب الحديث 2/288 .
([17]) المصدر السابق 3/197 . أخرجه البخاري في الأدب المفرد 212 .
([18]) المصدر السابق 3/197 . وانظر : السيوطي : المزهر في علوم اللغة 1/5 .
([19]) سورة الإسراء : الآية 45 .
([20]) سورة مريم : الآية 61 .
([21]) الخطابي : غريب الحديث 1/431 .
([22]) السيوطي : المزهر في علوم اللغة 1/335 .
([23]) الخطابي : غريب الحديث 1/267 . أخرجه أبو داود 3/ 106 والترمذي 4/101 والنسائي 7/166 وابن ماجة في سننهم ، والدارمي في مسنده 2/81 .
([24]) المصدر السابق 1/268 .
([25]) الخطابي : غريب الحديث1/222 . والقِدْح : السهم إذا ريش وركّب نصله . والحديث أخرجه مسلم في الصلاة برقم 28 وأبو داود 1/178 وابن ماجة 1/318 بدون لفظ : (( الرقيم )) .
([26]) سورة المطففين : الآية 9 .
([27]) الخطابي : غريب الحديث 1/223 .
([28]) المصدر السابق 1/698 . ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/329 بلفظ آخر وعزاه للبزار .
([29]) سورة آل عمران : الآية 39 .
([30]) الخطابي : غريب الحديث 1/698 .
([31]) المصدر السابق 3/193 . والحديث في اللسان ( نبو ) ، وفي تاج العروس ( نبأ ) و ( نبو) ، وذكره ابن الأثير في النهاية ( نبا ) بلفظ (( لا تصلوا )) بدل (( لايُصلَّى )) .
([32]) ديوانه 95وفي اللسان والتاج ( نبأ ) مع بيت آخر .
([33]) الخطابي : غريب الحديث 3/193 – 194 .
([34]) المصدر السابق 1/264 . أخرجه أبو داود في سننه 4 /22 ، والإمام أحمد في مسنده 6/277 .
([35]) المصدر السابق 1/264 .
([36]) سورة نوح : الآية 22 .
([37]) الخطابي : غريب الحديث 1/265 .
([38]) المصدر السابق 2/413. والحديث في الفائق (رهط) برواية " فأناخ نجيبته " وفي النهاية (رهط)
([39]) ديوانها 48 .
([40]) الخطابي : غريب الحديث 2/414 .
([41]) الخطابي : غريب الحديث 1/663 . والكرْم اسم لشارب الخمر ، وقد جعله الرسول اسماً للمسلم الذي يتقي شربها ، ويرى الكرم في تركها ، والكرْم مشتق من الكَرَم . أخرجه البخاري 8/52 ومسلم 4/1763 في صحيحيهما بنحوه ، وأحمد في مسنده 2/239 ،259 ،272 بألفاظ متقاربة .
([42]) المصدر السابق 1/664 .
([43]) سيبويه : الكتاب 4/34 .
([44]) المصدر السابق 4/44 .
([45]) الخطابي : غريب الحديث 1/664 .
"
التعويض هو إقامة الكلمة مقام الكلمة . قال السيوطي فيما نقله عن ابن فارس : (( قال : ومن سنن العرب التعويض ، وهو إقامة الكلمة مقام الكلمة ، كإقامة المصدر مقام الأمر ، نحـو : [ فَضَرْبَ الرِّقَابِ ([1])] . والفاعل مقام المصدر ، نحو : [ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ([2]) ] أي تكذيب . والمفعول مقام المصدر نحو : [ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ([3]) ] ، أي الفتنة ، والمفعول مقام الفاعل ، نحـو : [حِجَاباً مَّسْتُوراً ([4]) ] ، أي ساتراً ([5]) )).
وللتعويض الذي ورد في غريب لغة النبي r دلالاته التصريفية و اللغوية ؛ ومن ذلك ما جاء بلفظ الفاعل وهو بمعنى المفعول ؛ أو ما جاء بلفظ المفعول وهو بمعنى الفاعل ؛ أو ما جاء بوزن فعيل أو فعول على معنى مفعول ، أو ما جاء على وزن فعيل بمعنى مُفْعل ، أو ما جاء تحويلاً من فعيل إلى فُعال .
أ – ما جاءَ فاعلاً بمعْنَى مفعولٍ أو مفعولاً بمعنى فاعلٍ :
ومن ذلك [ الواطئة ] وهي بلفظ الفاعلة ومعناها مَوْطُوءةٌ : مفعولةٌ ، كما في
حديث النبي r : (( أنه كان يقول للخُرّاص إذا بعثهم احتاطوا لأهل الأموال
في النائبة والواطئة ([6]))).
و (( الواطئة هي سُقاطة التمر وما يقع منه بالأرض فيُطَأُ ويُداس ، جاء بلفظ فاعل ، وهو بمعنى مفعول ، كقوله : [ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ([7]) ] : أي لا معصوم وكقوله : [ عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ([8]) ] ، أي مرضيّة .
والعرب تقول : ماء دافق : أي مدفوق ، وسر كاتم : أي مكتوم ، وليل نائم : أي يُنام فيه . قال الشاعر :
لقد لُمْتِنا يا أم عِمرانَ في السُّرّى ونمـتِ ، وما ليل المَطيِّ بنائـم ([9])
ونظير ذلك [ الحافر ] بمعنى المحفور ، وهو ما جاء بلفظ الفاعل ومعناه مفعول ، كما ورد في حديث النبي r : (( أنّ أُبيَّ بن كعب قال : سألته عن التوبة النصوح ؟ فقال : هو الندم على الذّنب حيث يفرُط منك ، فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ، ثم لا تعود إليه أبداً ([10]) )) .
وعند الحافر : معناه عند مواقعة الذنب ، والعرب تقول : النقد عند الحافرة أي : عند أول كلمة . وروى أبو العباس ثعلب : (( والحافرة : الأرض ، والأصل فيها محفورة فصُرفت عن مفعولةٍ إلى فاعلة ، كما قيل : ماء دافق : أي مدفوق ، وسرّ كاتم أي : مكتوم ([11]) )) . ومنه قولـه تعالى : [ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ([12]) ] ، أي إلـى الأرض المحفورة ، أو إلى الأمر الأول من الحياة .
و [ الكافر ] بمعنى المكفور ، وهو مما جاء على فاعل بمعنى مفعول في الحديث المرفوع أن النبي r قال : (( لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً يضرب بعضُكم رقابَ بعض ([13]))).
وقيل الكفار – هنا – هم أهل الردّة ، وقيل معنى قوله : (( كُفّاراً ، متكفّرين بالسّلاحِ ، أي لابسين له . قال بعض أهل اللغة : إذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً ، قيل قد كفر فهو كافر وقال : كل مَنْ غطّى شيئاً فقد كفره .. وقال بعضهم : الكافر بمعنى المكفور ، فاعل بمعنى مفعول ، وذلك أنّه مغمور على قلبه مغطّىً عليه ([14]))) .
و [ الحاضر ] بمعنى المحضور ، وهو اسم للمكان جاء فاعلاً بمعنى مفعول في حديث الصحابي أُسامة بن زيد t أنه : (( كان في سريّة وأميرها غالب بن عبد الله ، وأنَّهم قد أحاطوا ليلاً بالحاضر وفي الحاضر نَعَمٌ ... ([15]))) . الحديث .
و (( الحاضر : الحيُّ الحُضُور في المكان الذي اتخذوه داراً ، اسم جامع لهم كالحاج والسامر ونحو ذلك ، وربما جعلوه اسماً للمكان المحضور فاعلاً بمعنى مفعول ([16]) )) .
وجاء في الحديث – أيضاً – [ الناخلة ] بمعنى المنخولة في قوله r : (( لا يقبل الله من الدعاء إلا الناخلة ([17]) )) .
يريد بالناخلة (( الخالصَ المُنتَخَل ، والناخلة بمعنى المنخولة فاعل بمعنى مفعول ، كما قيل : ماء دافق بمعنى مدفوق ، وسر كاتم : أي مكتوم ([18]) )) .
* * *
أما ما جاء مفعولاً بمعنى فاعل , فقد أورده الخطابي تعقيباً على ما جاء فاعلاً بمعنى مفعول . قال الخطابي : (( ومما جاء بلفظ مفعـول ومعناه معنى فاعل قوله : [ حِجَاباً مَّسْتُوراً ([19]) ] أي ساتراً . وقوله تعالى : [ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً ([20]) ] ([21]))).
قال السيوطي فيما نقله عن ابن فارس : (( ومن سنن العرب أن تأتي بالمفعول بلفظ الفاعل ؛ نحو : سر كاتم ، أي مكتوم .. وبالفاعل بلفظ المفعول ؛ نحو : عيش مغبون ، أي غابن ؛ ذكره ابن السّكيت ([22]))).
ب – ما جاءَ فعيلاً أو فَعُولاً بمعنى مفعولٍ :
ومما جاء على فعيل بمعنى مفعول [ الرهينة ] بمعنى مرهونة ، في حديث النبي r إذ قال : (( كل غلام رهينةٌ بعقيقته ([23]) )) . و(( الرهينة : الرهْنُ فعيلٌ بمعنـى مفعول : أي مرهون ، والهاء في هذا وفيما أشبهه للمبالغة . يقال : فلان كريمة قومه : أي يحل مَحَلَّ العقدةِ الكريمة عندهم . وهذا عَقِيلةُ المتاع أي : غُرّتُه .. ([24]))).
وورد أيضاً [ الرقيم ] بمعنى المرقوم في حـديث آخر، وفيه أن النبي r : ((كان يسوّي الصفوف حتى يدعها مثل القِدْح أو الرقيم ([25]))) . و(( الرقيم : الكتاب، فعيل بمعنى مفعول . يقال : رقمت أَرقُمُ رقْماً إذا كتبت . قال الله تعالى : [ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ([26])]([27]))) .
أما ما جاء على فعول بمعنى مفعول نحو [ حَصُور ] بمعنى محصور, فهو ما ورد في حديث النبي r : (( أنه بلغه أنّ قِبْطياً يتحدّث إلى مارية ، فأمر عليَّاً بقتله ، قال علي : فأخذت السيف وذهبت إليه ، فلما رآني رقي على شجرة فرفعت الريح ثوبه ، فإذا هو حصور ([28]) )) الحديث .
و (( الحَصُورُ : الذي لا يأتي النساء ... ، سمّي حصوراً لأنه حُصِرَ عن الجماع ، أي حُبِِس عنه ومُنع منه ، جاء على وزن فعول ومعناه مفعول ، كما قالوا : شاة حلوبٌ وفرس ركوبٌ . قال الله تعالى في قصة يحيى : [ وَسَيِّدًا وَحَصُوراً ([29]) ] . قال سفيان بن عيينة : خلق يحيى من غير شهوة ، فجاء بغير شهوة ..([30]))) . فحَصُور وحَلُوبٌ وركوبٌ : فعول بمعنى مفعول يستوي فيها المذكر والمؤنث أيضاً .
جـ - ما جاءَ فَعيلاً بمعنى مُفْعَل أو مُحوَّلاً إلى فُعالٍ :
ومما ورد على فعيل بمعنى مُفْعَل [ النبيّ ] : فعيل بمعنى مُفْعل : أي مُنْبَأ ، وذلك في حديث النبي r أنه قال : (( لا يُصلَّى على النبيّ ([31]) )) . معناه : لا يُصلَّى على المكان المرتفع المحدودب ، مأخوذ من النّبوة وهو الارتفاع . والأنبياء سُمّوا بذلك لارتفاع منزلتهم . وقيل : النبي : الطريق ، وسمّي رسل الله أنبياء لأنهم الطرق إلى الله . و(( قال بعضهم : النبي مأخـوذ من النبأ ، فعيل بمعنى مُفْعَل : أي مُنْبَأ ، كمـا قيل : حبيب بمعنى مُحَبّ ، ويُجمع على النُّبَّاءِ إذا همزته لأنه غير معتلّ ، كقولهم : حكيم وحكماء ، وعظيم وعظماء . قال العباس بن مرداس :
يـا خاتـم النُّـبَّاءِ إنـك مرسـلٌ بالحـقِّ كلُّ هُـدى السبيـل هُداكـا([32])
فإذا لم تهمزه ، وهو الاختيار جمعتـه على الأنبياء كما تقول : وصيّ وأوصياء ، وتقيّ وأتقياء([33]) )).
ومما ورد محوّلاً من فعيل نحو : [ مليح ] إلى فُعالٍ نحو : [ مُلاح ] ، ما جاء في حـديث النبي r في قصـة جُوَريّة بنت الحارث بن المُصْطَلِق ، قال : (( وكانت امـرأة مُلاّحَةً ([34]))).
و (( قوله : مُلاَّحة هي الموصوفة بالملاحة . يقال : مليح ومُلاح ، وكريم وكُرام. قال أبو عبيدة : العرب تحوّل لفظ فعيل إلى فُعال ليكون أشد مبالغةً في النعت ([35]))).
وشدّدوا فقالوا : كُرَّام وحُسَّان ، إذا أرادوا التأكيد . ويقال : رجل أُمَّان : أي أمين ثقة. ورجلٌ وُضَّاء – بالتشديد – من وضاءة الوجه . ورجلٌ قُرَّاء للقارئ .قال الخطابي ( ويحكى عن الأصمعي أنه قال : قلت لجارية من الأعراب : أين أبوك ؟ فقالت : عند الكُبّار ، وأشارت إلى جبل قريب منها ، ومن هذا قوله تعالى : (( وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً ([36]))) ([37]).
د – إقامةُ المصدرِ مُقامَ الفاعلِ ونعتُ الفاعلِ أو المفعولِ بالمصدر :
ومما وردَ من إقامة المصدر مقام الفعل أو الفاعل أو المفعول , تعليقُ الخطابي على المصدر [ ارتهاط ] في حديث الصحابي ابن عمر t : (( أن أنس بن سيرين قال : أفضتُ معه من عرفاتٍ حتى أتى جمعاً فأناخ بُخْتيَّتَه ، فجعلها قِبْلة فصلّى بنا المغربَ والعشاءَ جميعاً ، ثم رَقَدَ ، فقلنا لغلامه : إذا استيقظ فأَيْقِظْنا ، فأيقظنا ونحن ارْتِهاطٌ ([38]))).
وارتهاطٌ : أي فِرَقٌ مُرْتَهِطون من الرَّهط ، وهو جماعة غير كثيرة العدد. قال الخطابي: (( ويقال : إن الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وارتهاط مصدر أقامه مُقام الفاعل , كقول الخنساء :
ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرتْ فإنمـا هـي إقبــالٌ وإدبـارُ([39])
أي مُقبِلةٌ مَرة ومُدبِرةٌ أُخرى ([40]))) .
وقد ينعت أيضاً الفاعل أو المفعول بالمصدر؛ كما جـاء في حديث النبي r أنه قال : ((لا يقُولَنَّ أحدُكم الكرْم ، فإن الكرْمَ الرجلُ المسلمُ ([41]))).
و (( قوله : إن الكرْم الرجلُ المسلم يريد الكريم ، وقد يُنعَتُ الفاعل بالمصدر كقولهم : رجلٌ عَدْلٌ ، ورجل صَوْمٌ بمعنى صائم ، ونَوْمٌ بمعنى نائم ، وقد يُنْعَتُ به المفعول أيضاً كقولك : رجلٌ رضاً ، وهذا درهمٌ ضَرْبُ الأمير ، وجاءني الخَلْقُ ، يريد المخلوقين ([42]))).
وقال سيبويه : (( وقد يجيء المصدر على المفعول ، وذلك قولك : لَبَنٌ حَلَبٌ ، إنما تريد محلوبٌ ؛ وكقولهم : الخَلْقُ إنما يريدون المخلوق . ويقولون للدرهم : ضَرْبُ الأمير ، وإنما يريدون مضروبُ الأمير . ويقع على الفاعل ، وذلك قولك : يومٌ غمٌ ، ورجلٌ نَوْمٌ ، إنما تريد النائم والغامّ ([43]))) .
وزاد سيبويه فقال : (( وقالوا : معشرٌ كَرَمٌ ، فقالوا هذا كما يقولون : هو رِضاً ، إنما يريدون المرضِيّ ، فجاء للفاعل كما جاء للمفعول ، وربما وقع على الجميع ([44]))) .
وزاد الخطابي فقال : (( فإذا نعتّ الفاعل بالمصدر , كان الواحد والجميع والمذكّر والمؤنث فيه سواء . يقال : رجلٌ كَرْمٌ ، وقوم كرْمٌ ، وامرأةٌ كرْمٌ ، ونساء كرْم ([45]))) .
([1]) سورة محمد : الآية 4 .
([2]) سورة الواقعة : الآية 2 .
([3]) سورة القلم : الآية 6 .
([4]) سورة الإسراء : الآية 45 .
([5]) السيوطي : المزهر في علوم اللغة 1/337 – 338 .
([6]) الخطابي : غريب الحديث 1/430 ، والخرّاص : هم خراص النخل ، وقد أمرهم أن يستظهروا لأصحاب النخل في الخَرْص لما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل . والحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 4/129 ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/124 دون " النائبة " .
([7]) سورة هود : الآية 43 .
([8]) سورة الحاقة : الآية 21 .
([9]) الخطابي : غريب الحديث 1/430 . والبيت في ديوان جرير454 وفي خزانة الأدب 1/465 .
([10]) المصدر السابق 1/472 . ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 245 وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان .
([11]) المصدر السابق 1/472 .
([12]) سورة النازعات : الآية 10
([13]) الخطابي : غريب الحديث 2/249 . أخرجه البخاري في الفتن 9/63 ، ومسلم في الإيمان 1/82 ، والترمذي في الفتن 4/486 وأبو داود 4/221 .
([14]) المصدر السابق 2/250 .
([15]) المصدر السابق 2/288 . سبق تخريجه .
([16]) الخطابي : غريب الحديث 2/288 .
([17]) المصدر السابق 3/197 . أخرجه البخاري في الأدب المفرد 212 .
([18]) المصدر السابق 3/197 . وانظر : السيوطي : المزهر في علوم اللغة 1/5 .
([19]) سورة الإسراء : الآية 45 .
([20]) سورة مريم : الآية 61 .
([21]) الخطابي : غريب الحديث 1/431 .
([22]) السيوطي : المزهر في علوم اللغة 1/335 .
([23]) الخطابي : غريب الحديث 1/267 . أخرجه أبو داود 3/ 106 والترمذي 4/101 والنسائي 7/166 وابن ماجة في سننهم ، والدارمي في مسنده 2/81 .
([24]) المصدر السابق 1/268 .
([25]) الخطابي : غريب الحديث1/222 . والقِدْح : السهم إذا ريش وركّب نصله . والحديث أخرجه مسلم في الصلاة برقم 28 وأبو داود 1/178 وابن ماجة 1/318 بدون لفظ : (( الرقيم )) .
([26]) سورة المطففين : الآية 9 .
([27]) الخطابي : غريب الحديث 1/223 .
([28]) المصدر السابق 1/698 . ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/329 بلفظ آخر وعزاه للبزار .
([29]) سورة آل عمران : الآية 39 .
([30]) الخطابي : غريب الحديث 1/698 .
([31]) المصدر السابق 3/193 . والحديث في اللسان ( نبو ) ، وفي تاج العروس ( نبأ ) و ( نبو) ، وذكره ابن الأثير في النهاية ( نبا ) بلفظ (( لا تصلوا )) بدل (( لايُصلَّى )) .
([32]) ديوانه 95وفي اللسان والتاج ( نبأ ) مع بيت آخر .
([33]) الخطابي : غريب الحديث 3/193 – 194 .
([34]) المصدر السابق 1/264 . أخرجه أبو داود في سننه 4 /22 ، والإمام أحمد في مسنده 6/277 .
([35]) المصدر السابق 1/264 .
([36]) سورة نوح : الآية 22 .
([37]) الخطابي : غريب الحديث 1/265 .
([38]) المصدر السابق 2/413. والحديث في الفائق (رهط) برواية " فأناخ نجيبته " وفي النهاية (رهط)
([39]) ديوانها 48 .
([40]) الخطابي : غريب الحديث 2/414 .
([41]) الخطابي : غريب الحديث 1/663 . والكرْم اسم لشارب الخمر ، وقد جعله الرسول اسماً للمسلم الذي يتقي شربها ، ويرى الكرم في تركها ، والكرْم مشتق من الكَرَم . أخرجه البخاري 8/52 ومسلم 4/1763 في صحيحيهما بنحوه ، وأحمد في مسنده 2/239 ،259 ،272 بألفاظ متقاربة .
([42]) المصدر السابق 1/664 .
([43]) سيبويه : الكتاب 4/34 .
([44]) المصدر السابق 4/44 .
([45]) الخطابي : غريب الحديث 1/664 .
"
أبو البراء- المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73
مواضيع مماثلة
» المعرّب(الدخيل)في لغة النبي صلى الله عليه وسلم ....د.نبيل قصاب باشي
» ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(2)
» ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(1)
» على شفا حلم هار...شعر:د.نبيل قصاب باشي
» الدكتور نبيل قصاب باشي
» ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(2)
» ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(1)
» على شفا حلم هار...شعر:د.نبيل قصاب باشي
» الدكتور نبيل قصاب باشي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى