ربما أقامر...شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

العفو شىء عظيم ،ولكنّه أحيانا يكون مفسدة ،وغطاء للمارقات على الحب.......
مزّقي كلّ الرسائلْ
وامسحي منها تراتيل القصائدْ
وانثريها في مهبّ الريحْ
فأنا ماعدت أرتاح لتغريد البلابلْ
قلّدي إن شئت(فيروز)وكلّ المطربينْ
أرسلي لي كلّ نغْمات الأوائلْ
أشغلي(الموبايل)المملوء بالأنغام
ليلاً ونهارا
أخبريني بقليل من حياء العصر
عن كلّ المهازلْ
اِقرئي أشعاريَ الحمراء
واستعدِي المشاعرْ
إنّني ياهذه الحمقاء مزّقت الدفاترْ
واقتلعت الغرسة الحدباء من قلبي
وأحرقت الستائرْ
*****
ذكّريني بالليالي البيض...والحمرِ
وضحكات المساءْ
بحروف من أسامينا
حفرناها....وقلبين....وسهما
فوق جذع الأرزة المجنونة الأغصان
في الغابة......
لم يعد ذاك مهمّا
فلقد أحرقت تاريخي....
حقنت الأمس سمّا
فاغربي عن ساحتي
إنّي برئت من استعاركْ
سيّان عندي أن أراكِ
وأن أرى ثلجاً تجمّد منذ آلاف السنين
....هل أنتِ نادمةٌ؟؟؟؟؟
سيّان عندي....تندمينْ
أو لاتندمين
فلقد كرهتكِ
بعد أن سجّلت قلبك
في كتاب المارقات
وأنا إمام المذنبين
....ذنبي.....
بأنّي قد هويتكِ
وهجرت كلّ اللاهثات على دروبي
أوَتذكرين؟؟؟
أو مثلما عوّدتِني أيّام حكمكِ مهجتي.....تتجاهلينْ
جفّت ينابيع الغرام بخافقي
ورجعت أبحث في تمرّد خاطرٍ
سُحقت إرادات الرجال
على كواهله......
وينام في أيقونة الذكرى الهزيلة
وانطوت قامات كلّ قصائد الغزل الشفيف
وكلّ أزهار المعاني
في حدائقه البليلة بالدموعْ
ساحت تراتيلي على كلّ الذرى
سكنت على تيجان أزهار البنفسج
وارتوت بنعاس جوريٍّ يسبّح
في صباحات الرياحين الغنيّة بالعطورْ
...غوري إذن من ساحتي
وخذي غباءك وارجعي نحو المقابرْ
والحديه....وقلّبي كلّ الأمورِ
وجفّفي دمع التماسيح الغبية
وانزوي خلف المساتر
فلعلّني في غفلةِ بلهاء من سيف الرجولة
أمنح العفو المدمّى للخناجر
وأقول ملء مشاعري:
إنّي أسامح....
ولمرّة أخرى.......أقامرْ
*******