مديح نبوي....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ...قصيدتان طويلتان.
صفحة 1 من اصل 1
مديح نبوي....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ...قصيدتان طويلتان.
أشواق واعتذار عبد الرحمن سليم الضيخ
أستغفرُ اللهَ لي والحرفِ والقلمِ = فقد نهضتُ بعزمٍ نصفِ منحطمِ
فالشّعرُ يسعَى إلى مالمْ يدعْ سَلَفي = منَ المعاني بوصفٍ صار ملتزمي
والقلبُ يطمحُ أنْ يسعَى إلى سُددٍ = وليس يملك من شعر سوى اللمم
يسير يحجل في سعيٍ وفي عملٍ = قدْ خال شحماً بما قدْ طالَ بالورمِ
فقدْ سُبِقت ب(بِانتْ) درّة سَرَحَتْ = في الخافقين ولم تخلقْ على القِدم
و(بردةٍ) أتأمتْ (نهجاً) ومابرحتْ = أرحامُها تنجبُ الآيات كالعلم
فحالُ شعركَ كالأقزامِ قد حلُمتْ = تطاولُ الماردَ اليعلُو على القمم
ماذا تقولُ بمنْ قالَ البديعُ بهِ = أنقى الخلائقِ من عرْبٍ ومنْ عجمِ
برٌّ،رؤوفٌ،رحيمٌ ،خيرُمن خَلقتْ = يدُ الرَحيمِ وأتقى الخلق في الرحم
ربّاهُ ربٌّ رحيمٌ خيرَ تربيةٍ = قدْ قيلَ فيهِ كقرآن على قدمِ
بنى من شتاتٍ أمّةً رفَعَتْ = إيمانَها علما يعلو على الأكم
قدْ كانَ فرداً لدَى قالَ الأمينُ لهُ = إقرأ فهزّتْ قوَاهُ شدّةُ الحزِمِ
الصّادقُ القولِ كلّ الأهلِ ترفعُه = ترضَى به خير من يُرضَى كمحتكم
بلِ الأمينُ على من جاءَ يقصِدُه = كان الفقير فلا يشكو ولم يلم
من خير خلق إله العرش منبته = وما تكبّر يسعى راعي الغنم ×
كفاه ربٌّ رحيمٌ يتمَه كرماً = أغناهُ من عيلةٍ من طيِّبِ القِسَم
قوّاه بالخلِّ خيرِ الصّحبِ صدّقَهُ = ويافعٍ دون سنِّ الرُّشدِ والحُلُمِ
وزوجةٍ بذلتْ ماثمّرت نشباً = حبّاَ صفيَّا ، وفاءً غيرَ منصرم
ويصدعُ المصطفى يدعو لخالقِه = منْ نصَّبُوا شِركَهمْ في بيضةِ الحرمِ
يناصبونَ رسولَ اللهِ بغضهُمُ = عداوةَ وادعاءَ الزّورِ والتُّهَمِ
ويتبعُ الدعوةَ السَّمحاء منْ ظُلِمُوا = وصَابَروا رغمَ جَورِ فاق حقد رمي
أرّخْ لملحمةٍ مامثلُها بُرِئَتْ = فصولُها معجزاتٍ منها لم يَقُمِ
فردٌ غدا أمّةً ساحتْ مناقِبُها = في الخافقينِ وضاءتْ ظلمةَ السُّدُمِ
إلى الخلائقِ بالإيمانِ أرسلَهُ = لينقذَ النَّاسَ من كُفرٍ وتيه عم
ماكانَ خيرُ عبادِ الله ذا كِبَر = بلْ كانَ أرحمَ من يمشي على الأدَم
ماأكرمَ اللهُ مثل الحِبِّ من بشرٍ = أدناهُ فوقَ صريرِ الّلوحِ والقلم
إلى مقامٍ عَلا ماليسَ يدرِكُهُ = إلّا الذي صاغَه تاجاً لكلِّ سمي
يامنْ رأى رملَ بيدٍ حالَ أصورةً = فاحتْ عطوراً وروَت صحْلَ كلِّ ظمي
ومنْ رأى خيمةً خيطانُها انتفضتْ = صارَتْ طهور الدنى كالجارف العرم
ومنْ رأى طُمَراً قدْ أصبحت مدناً = علَتْ بعلمٍ كموجِ البحرِ ملتطمِ
وأصبحت قِبلةَ السَّارينَ يقصدُها = أهلُ الحجَا يثبتون العلم في الرُقُمِ
كمْ خلَّدتْ كتُبُ التَّاريخِ من عَلَمٍ = سارتْ بحجَّتِهِ الرُّكبانُ في الأكمِ
كمْ خُطَّ منْ علمِ أهلِ الحقِّ في كُتبٍ = ضاءت عقول ذوي التيجان والهمم
لكنَّ حِقدَ عداةِ الحِّق غَيَّبَها = في مهجةِ اليَمِّ، حالَ اليَمُّ كالظَّلمِ
كنّا حفاةً ودينُ اللهِ قدَّمنَا = كنَّا عبيداً فصرنَا سادةَ الأممِ
كنَّا عراةَ كسانا الحقَّ حلَّتَهُ = وباطلُ الظلمِ بالحقِّ المبينِ رُمِي
كنَّا رعاةً فصرنا قادةً صنعُوا = مجداً تشامخَ طَوداً غيرَ منهدمِ
فهل ألامُ إذا أبكي لما وصلتْ = حالُ الحنيفِ غدا ذِبحاً على وضمِ
فيا فُؤاداً ألا تبكِي لمَا غَرُبَتْ = شمسُ الحنيفِ ببحرِ الظُّلمِ والسَّخمِ
قد ضاق منّي ضليلٌ ضجّ منتحباً = كأنَّه طير بازٍ في السّماء عُمي
مرادُ قلبيَ يحيَا في رياضِ هوىً = لعلَّه إنْ يعشْ ذكراهُ يرتَحِمِ
سيرحلُ القلب نحوَ الحِبِّ علَّ لهُ = منْ جودهِ نظرةً تُنجي منَ السقمِ
******************
ياحاديَ الرُّوح قلبُ الصَّبِّ لمْ ينمِ = زدني اشتعالاً فما سرِّي بمنكتمِ
أرَّخت رؤيا حبيبِ بدءَ مُرتَحلي = بالرُّوح والجِرْمِ سعياً غيرَ منحسمِ
ياأبجَدَ الحبِّ بلْ ياكلَّ أجمَعِهِ = يسْري هواكَ كنور في دجى ظلمي
شَرَّفتَ هامَ شقيٍّ ضاعَ أوَّلُهُ = في حمأةِ الذَّنبِ لايألو على النِّقم
تقدَّسَ الكفُّ يامولايَ ظلَّلنِي = لثمتُهُ بفُؤادِي قبلَ لثمِ فمي
يافرحةً غمَرتْ روحِي بأنعُمِها = تطفي حريقَ فؤادٍ فيهِ مضطرمِ
أسرِي بروحي إلى أعتابِهِ شَغفاً = فإن صحوتُ تضجُّ الرُّوح بالنَّدمِ
أبكي إذا ذُكرَ المحبوبُ ملتمساً = شهدَ الوصالِ به أنجو من الرّمم
فيتئمُ الشَّوقُ أشعاراً وقافيةً = مدادُها من دمِي يجرِي بها قلمِي
فأستميحُ حبيبَ اللهِ معذرةً = إنْ قصَّرتْ باعُ شعرِي أو وهت عُزَمي
ياسيِّدَ الخلقِ مادبَّجتُ قافيتي = إلّا لعينيكَ إلَّا فيك لم أهمِ
فاشفعْ بمنْ أُتخِمَتْ صفحاتُه جبلاً = من الكبائرِ كي ينجُو من الحِممِ
فما ذكرتُكَ إلّا دمعتِي سرَحَتْ = كنبعةٍ أمُّها من أشرف القِيمِ
ياسيِّد القولِ أستجديكَ ملحمةً = بوصفِ فضلِكَ تعلو هامَة الكلمِ
تُروَى على الدَّهرِ في حلٍّ ومرتحلٍ = تغدو إلى الحشرِ لحنَ العشقِ للأممِ
____________________
ياقلبُ إنْ شئتَ أنْ ترقى فلا تلمِ = واسجحْ فَثَمَّ عطورُ البانِ والسَّلم
سرْ نحوَ ربعٍ أظلَّ اللهُ ساحتَهُ = بالطُّهرِ والنُّورِ بالآمالِ مرتسمِ
قِدْ عيسَ شوقِكَ واحدُ الحبَّ منتجِعاً = أنوارَ منْ طهَّرَ الأرضينَ من سحَم
وقلْ أتيتُ وقلبي ملؤُهُ شجَنٌ = منْ حرِّ ذنبٍ يصيبُ القلبَ بالعقُم
فاشفعْ عليكَ صلاةُ اللهِ ما رتَعتْ = في بيدِ ربِّكَ من طيرٍ ومنْ بُهُم
سألزمُ البابَ يحدُو خافقي أملٌ = أنْ أرتقي لمقامِ النَّعلِ والقدم
فكلُّ ما فاتَ منِّي عارضٌ نسجَتْ = ظلامَهُ كفُّ شيطانِي لدَى صَممي
والآنً جئتُ دموعُ التوبِ تغسلُني = يقودُني حبُّ أحبابٍ بذي سَلَم
يقودُني حبُّهم شوقاً برَى جَسدي = وضجَّ شيبي ورأسِي شرخُ مُنثلِم
صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ ما حمَلتْ = نفسي هواكَ به ما عِشتُ مُعتَصمي
يامَنْ مدحتَ إمامَ الخلقِ ملتمساً = شفاعةً.. خصَّكَ الرَّحمنُ فاستقمِ
فمدحُ خيرِ نبيٍّ رُتبةٌ سمَقتْ = لا يرتَقي لِحماها غيرُ ذي هِمم
أبشرْ فإنَّ جلالَ اللهِ فضَّلهُ = وَعْداً على حبِّهِ أغلى مِنَ الطُّغَم
الشعرُ ترجمةُ الإحساسِ يُظهرُهُ = فيرتقي القولُ يغدو طيّبَ النَّغم
تربُو موازينُ أهلِ الحُبِّ ماعَمَروا = وتستمرُّ وهُمْ في رَقدةِ الرِّمم
إنّ الهوى شِرعةٌ لا تنطفي أبداً = وليس يعرُو ذَويها عارضُ السَّأَم
فالحمدُ للهِ أنَّا مسلمونَ لنا = من الشَّفاعةِ ما يُنجي مِن الغرَم
ياسيَّد الخلقِ جُدْ لي إنَّني وَلِهٌ = بما وَهبتَ لمنْ يهواكَ مِن قِدم
إنْ كانَ ذنبيَ ينئيني عنِ الكرمِ = فإنَّ جُودكَ غيثٌ في الدَّوامِ هَمِ
فامننْ بربِّكَ إنِّي طالبٌ كرماً = منْ أجودِ الخلقِ اِشفِ القلبَ منْ نِقم
عليكَ كلُّ صلاةٍ منكَ عطّرَها = ربٌّ عظيمٌ جوادٌ مطلقُ الكَرم
إنِّي لأطمعُ أنْ أحظى بلثمِ يدٍ = وذاكَ أقصَى منىً أرجُوه في حُلُمِي
ياسيَّدَ الخلقِ هبْ لي شِسعَ نعلِكُمُ = لِيطْهُرَ القلبُ منْ ظُلمٍ ومن ظُلَمِ
ياسيّدَ الخلقِ في قلبي لو اجتمعَتْ = على الجبالِ منَ الأشواقِ لم تَقُم
فامننْ على مهجةٍ حرّى بسانِحةٍ = واجعلْ رؤاكَ جليلَ المنحِ في الحُلُم
واللهِ إنّي لأهفُو أنْ أراكَ رؤىً = أعلو بها فوقَ هامِ الأرضِ والنُّجُم
ياجدّ كلّ تقيّ مُهجتي تَلِفتْ = من ذنبٍ نفس وجِرمي غارَ في الرُّدم
أدورُ شرقاً وغرباً حاملاً جبلاً = منَ الكبارِ وأكداساً منَ الّلمم
وليسَ لي غيرُ عفوِ اللهِ ملتجأً = ثمَّ الشفاعةُ مِن وِزري ومن سَخَمي
صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ ماصَدَحتْ = وِرقٌ على الأيكِ أو ريحٌ على السَّلَمِ
والآلِ والصَّحبِ والأحبابِ أجمعِهمْ = وتابعيهمْ إلى حشرٍ ومزدحمِ
______________________________________________
____________________________________________
عشق.... عبد الرحمن سليم الضيخ
أمسيتُ منْ جَورِ الزَّمانِ عليلا = والجسمُ منْ بُعد الحبيبِ نحيلا
فحدوتُ قلبيْ نحوَ روضةِ أحمدٍ = ومكثتُ في الأعتابِ أُرجِعُ قيلا
وبعثتُ جِرمِي مرهقاً ومكلّلاً = وجعلتُ من روضِ الحبيبِ مَقيلا
أقسمتُ بالرَّحمنِ ألزمُ عاشقاً = أبوابَ مسجدِهِ المنيرِ ذليلا
ياكوكبَ الأحياءِ قلبي مُترَعٌ = بهوىً تكرّسَ للمقامِ جَميلا
إنِّي نذرتُ إذا وصلتُ لبابِهِ = أَجثو وأتّخذُ البكاءَ رسولا
بايعتُ خيرَ محمَّدٍ وصحابةً = أهلاً وخيرَ أحبّةٍ وقبيلا
سأظلُّ أعشقُهُ وأروِي تُربَهُ = بسجامِ دمعٍ لو جمعْتَ مسيلا
ورفعتُ كفِّي راجياً وصلاً بِه = لأصيرَ في روضِ الحبيبِ نزيلا
ياحا ديَيْ عيسَ الحجيجِ تمهّلوا = وخُذوا معنّىً قد غدا مسلولا
في كلّ سانحةٍ تميسُ قلائدي = لتحوزَ تشريفاً يدومُ طويلا
قولوا إذا وصلَ الحجيجُ لرامةِ = صبٌّ يحاولُ أنْ يرى ويقولا
ياخيرَ مؤتمنٍ تكرّمْ بالدُّعا = فالقلبُ أضحى مرهقاً وعليلا
يانورَ ربٍّ قد أتمّ نعيمَهُ = وحباك في حَلَكِ الدُّنى قنديلا
في مدح قدرِكُمُ الشريفِ أسوقُها = لتكونَ للشِّعر النَّقيْ إكليلا
ويردّدُ العُشَّاقُ لحنَ حروفِها = وتميسُ ظلّاً للسَّماحِ ظليلا
وتعرِّش الألحانُ نغمةَ وامقٍ = وتصيرُ تاجاً للشُّعورِ نبيلا
ماسجّلَ التاريخُ في صَفحاتِه = مُذْ مارسَ التأريخَ والتَّسجيلا
أنَّ الخلائقَ أنجبتْ كمحمّدٍ = شرَفاً يفوقُ العالمينَ أُصولا
يامَنْ حُبيتَ شفاعةً ووسيلةً = أرجُو بحبِّكَ أنْ أحوزَ قَبولا
قدْ جاءَ مَرحَمةً لكلِّ مسبّحٍ = وبهِ نُرجِّي للجنانِ وصولا
وبِشرعِهِ ترقَى الحياةُ نعيمَها = وتصيرُ في أَوجِ النَّعيمِ حلُولا
ياسيَّدَ الكونينِ حُبُّكَ مَذهبي = ياخيرَ مَنْ جاءَ الأنامَ مُقيلا
فإذا تَفاخَرَ في الأصولِ مُفاخرٌ = فَخري بأحمدَ قائداً وَرعيلا
ولِآلِهِ ولخيرِ صَحبٍ مَنسبي = وبهِ سأنتجعُ السماءَ مَقيلا
وأجوزُ أنسابَ الخليقةِ كلِّها = وأفوقُ من زعمَ الأصالةَ طُولا
دَعني فقدْ جاوزْتُ حدَّ صبابتي = ماكنتُ يوماً في الحروفِ مَلولا
لكنَّني قصّرتُ في وصفٍ لهُ = خيرَ الأنامِ مهنَّداً مسلولا
لمْ ينبُ حرفِي غيرَ أنِّي قَصّرتْ = باعُ القوافيْ لاتجيدُ وُصولا
وتأرْجَحتْ ألحانُ نايِي مِنْ وَنَىً = إذْ ما بلغتُ بِأحرفي المأمولا
عذراً رسولَ اللهِ تاهَتْ أحرُفي = وغدوتُ في نظمِ القريضِ قليلا
لكنَّ عُذري أنَّني في غُربتي = ضّلّتْ حروفِي ياحبيبُ سبيلا
وغدتْ دمُوعي عادةً وسجيّةً = وغدوتُ من مُرّ الحياةِ عليلا
أصبحتُ في مدحِ النَّبيِّ مُولَّهاً = مدحاً يجوزُ الشَّرحَ والتَّعليلا
راجٍ بمدحِي أنْ أنالَ شفاعةً = وأكونَ في رهطِ النَّبيِّ نزيلا
فأحوزَ جنَّةَ ربِّنا بشفاعةٍ = وبعفوِ منْ قدْ أرسلَ المقبولا
في قدرِكَ الميمونِ ياخيرَ الوَرى = جمعَ القريضُ من الحُداةِ فحولا
قالوا بمدحِكَ ماتجُودُ بحورُهمْ = شعراً أضاءَ على المدَى قنديلا
كسبتْ حروفي في مديحِكَ حلّةً = فاقَتْ حروفَ العالقاتِ شمولا
وتشرّفتْ وتذهَّبتْ وتسمَّطتْ = فالشِّعر أمسى إذْ تبينُ هزيلا
فهواكَ ياخيرَ الخلائقِ دافِعي = وهواكَ أضحى للفؤادِ دليلا
وينالُ منْ عاداكَ خزياً قاتلاً = وغداةَ حشرٍ تلتقيهِ خَبيلا
ياسيِّدي أشكو إليكَ هوانَنا = فالنَّاسُ صاروا للمجوسِ عُدولا
باعُوا رخيصاً دينَهمْ وكتابَهمْ = عبَدوا الَّلهيبَ ونارَهم والفيلا
ومَضَوا بتفسيرِ الكتابِ بكذْبِهمْ = ويقدِّسون الكِذْبَ والتضليلا
ويقودُهُمْ من شوَّهوا وتأوّلوا = بلْ يدّعونَ لقولِهمْ تنزيلا
جمعُوا شتاتَ الكُفرِ يحدو جمعَهمْ = كسرى وقيصرُ يقدحُون فتيلا
ظنُّوا وخابُوا أنْ يغورَ حنيفُنا = تبّتْ يداهُم لنْ يُضامَ أُفولا
فعليكَ يامُختارُ كلُّ صلاتِنا = مادامَ حيٌّ في الحياةِ حلولا
ياربّ بالهادِي الحبيبِ محمَّد = أنزلْ خلاصَ الشَّامِ منكَ فُضُولا
واخذلْ مجوسَ الارضِ واهزمْ جمعَهمْ = شتّتْ عداةَ المسلمينَ فلولا
ياسادةَ النَّظمِ الجميلِ توسّلُوا = بالرَّحمةِ المهداةِ جاءَ شَمولا
أنْ يُنزلَ النَّصرَ المؤزَّرَ مِنَّةً = ويعزَّ ديناً كاملاً وأثِيلا
ويؤوبَ كفَّارُ المجوسِ بخِزيِهمْ = فحنيفُنا لايقبلُ التَّحويلا
ويعودُ للشَّامِ الجريحةِ مجدُها = وتدومُ سيفاً مصلتاً وصقيلا
ويعزُّ ربُّ العرشِ أهلَ عراقِنا = ونرى الفراتَ على العراقِ سيولا
ياذكرَ خيرِ الخلقِ نارتْ غرةً = شمسُ الحنيفِ وشعشعتْ تهليلا
هذا بلالٌ صادحاً بمنارةٍ = اللهُ أكبرُ لاترومُ رحيلا
واستنفرَتْ آسادَهَا وكتابَها = واستفتحتْ للمجدِ ثَمَّ فُصولا
فغدَتْ تقودُ العالمينَ بفضلِها = تَخذَ الحنيفُ إلى القلوبِ سبيلا
******************
ياسيَّد السّامينَ في أرحامِنا = منْ أتقنَ التمجيدَ والتطبيلا
وغدا يسوسُ المسلمينَ بطغمةٍ = تَخذَتْ شياطينَ الغلاةِ دليلا
نصبُوا ضلالَ الكافرينَ منارةً = ورأوهُ نهجاً منزلاً مقبولا
هجرُوا الحنيفَ وأبدلوا آياتِه = باعُوا الذِّمارَ وبدَّلُوا تبديلا
وتفرنجُوا بلسانِهم وحياتِهم = فغَدتْ جموعُ الكافرينَ رعيلا
أعلُوا البناءَ وأترعُوا أركانَه = نذلاً ولصاً فاجراً وعميلا
ملؤوا القصورَ بعُهرِهم وشنارِهم = صارتْ ظهورُ الغانياتِ خيولا
أضحَت بلادُ المسلمينِ مواخراً = والداءُ أضحَى في القلوبِ وبيلا
*************************
ياسيَّدي ماذا يؤمِّل شاعرٌ = والحُكمُ ينوِي الجرحَ والتعديلا
إنْ لمْ يفُزْ فكفاهُ فخراً أنَّهُ = بالضَّادِ يمدحُ مُرسلاً موصولا
صلَّى عليكَ اللهُ ملءَ سخائِهِ = فَبِها لَأرجُو أنْ أحوزَ قَبولا
والآلِ والصَّحبِ الكرامِ ونبعةٍ = مَنْ كانَ للحِبِّ الرَّحيمِ سليلا
صلّى عليكَ اللهُ مادامَتْ سمَا = أو دامَ خلقٌ في التُّرابِ نزيلا
صلَّى عليكَ وآلِ بيتِك جمعِهمْ = والصَّحبِ جمعاً كاملاً وقبيلا
إنّي لأطمحُ إذْ مدحتُ محمّداً = فوزاً وأجراً كاملاً ووصولا
__________________
أستغفرُ اللهَ لي والحرفِ والقلمِ = فقد نهضتُ بعزمٍ نصفِ منحطمِ
فالشّعرُ يسعَى إلى مالمْ يدعْ سَلَفي = منَ المعاني بوصفٍ صار ملتزمي
والقلبُ يطمحُ أنْ يسعَى إلى سُددٍ = وليس يملك من شعر سوى اللمم
يسير يحجل في سعيٍ وفي عملٍ = قدْ خال شحماً بما قدْ طالَ بالورمِ
فقدْ سُبِقت ب(بِانتْ) درّة سَرَحَتْ = في الخافقين ولم تخلقْ على القِدم
و(بردةٍ) أتأمتْ (نهجاً) ومابرحتْ = أرحامُها تنجبُ الآيات كالعلم
فحالُ شعركَ كالأقزامِ قد حلُمتْ = تطاولُ الماردَ اليعلُو على القمم
ماذا تقولُ بمنْ قالَ البديعُ بهِ = أنقى الخلائقِ من عرْبٍ ومنْ عجمِ
برٌّ،رؤوفٌ،رحيمٌ ،خيرُمن خَلقتْ = يدُ الرَحيمِ وأتقى الخلق في الرحم
ربّاهُ ربٌّ رحيمٌ خيرَ تربيةٍ = قدْ قيلَ فيهِ كقرآن على قدمِ
بنى من شتاتٍ أمّةً رفَعَتْ = إيمانَها علما يعلو على الأكم
قدْ كانَ فرداً لدَى قالَ الأمينُ لهُ = إقرأ فهزّتْ قوَاهُ شدّةُ الحزِمِ
الصّادقُ القولِ كلّ الأهلِ ترفعُه = ترضَى به خير من يُرضَى كمحتكم
بلِ الأمينُ على من جاءَ يقصِدُه = كان الفقير فلا يشكو ولم يلم
من خير خلق إله العرش منبته = وما تكبّر يسعى راعي الغنم ×
كفاه ربٌّ رحيمٌ يتمَه كرماً = أغناهُ من عيلةٍ من طيِّبِ القِسَم
قوّاه بالخلِّ خيرِ الصّحبِ صدّقَهُ = ويافعٍ دون سنِّ الرُّشدِ والحُلُمِ
وزوجةٍ بذلتْ ماثمّرت نشباً = حبّاَ صفيَّا ، وفاءً غيرَ منصرم
ويصدعُ المصطفى يدعو لخالقِه = منْ نصَّبُوا شِركَهمْ في بيضةِ الحرمِ
يناصبونَ رسولَ اللهِ بغضهُمُ = عداوةَ وادعاءَ الزّورِ والتُّهَمِ
ويتبعُ الدعوةَ السَّمحاء منْ ظُلِمُوا = وصَابَروا رغمَ جَورِ فاق حقد رمي
أرّخْ لملحمةٍ مامثلُها بُرِئَتْ = فصولُها معجزاتٍ منها لم يَقُمِ
فردٌ غدا أمّةً ساحتْ مناقِبُها = في الخافقينِ وضاءتْ ظلمةَ السُّدُمِ
إلى الخلائقِ بالإيمانِ أرسلَهُ = لينقذَ النَّاسَ من كُفرٍ وتيه عم
ماكانَ خيرُ عبادِ الله ذا كِبَر = بلْ كانَ أرحمَ من يمشي على الأدَم
ماأكرمَ اللهُ مثل الحِبِّ من بشرٍ = أدناهُ فوقَ صريرِ الّلوحِ والقلم
إلى مقامٍ عَلا ماليسَ يدرِكُهُ = إلّا الذي صاغَه تاجاً لكلِّ سمي
يامنْ رأى رملَ بيدٍ حالَ أصورةً = فاحتْ عطوراً وروَت صحْلَ كلِّ ظمي
ومنْ رأى خيمةً خيطانُها انتفضتْ = صارَتْ طهور الدنى كالجارف العرم
ومنْ رأى طُمَراً قدْ أصبحت مدناً = علَتْ بعلمٍ كموجِ البحرِ ملتطمِ
وأصبحت قِبلةَ السَّارينَ يقصدُها = أهلُ الحجَا يثبتون العلم في الرُقُمِ
كمْ خلَّدتْ كتُبُ التَّاريخِ من عَلَمٍ = سارتْ بحجَّتِهِ الرُّكبانُ في الأكمِ
كمْ خُطَّ منْ علمِ أهلِ الحقِّ في كُتبٍ = ضاءت عقول ذوي التيجان والهمم
لكنَّ حِقدَ عداةِ الحِّق غَيَّبَها = في مهجةِ اليَمِّ، حالَ اليَمُّ كالظَّلمِ
كنّا حفاةً ودينُ اللهِ قدَّمنَا = كنَّا عبيداً فصرنَا سادةَ الأممِ
كنَّا عراةَ كسانا الحقَّ حلَّتَهُ = وباطلُ الظلمِ بالحقِّ المبينِ رُمِي
كنَّا رعاةً فصرنا قادةً صنعُوا = مجداً تشامخَ طَوداً غيرَ منهدمِ
فهل ألامُ إذا أبكي لما وصلتْ = حالُ الحنيفِ غدا ذِبحاً على وضمِ
فيا فُؤاداً ألا تبكِي لمَا غَرُبَتْ = شمسُ الحنيفِ ببحرِ الظُّلمِ والسَّخمِ
قد ضاق منّي ضليلٌ ضجّ منتحباً = كأنَّه طير بازٍ في السّماء عُمي
مرادُ قلبيَ يحيَا في رياضِ هوىً = لعلَّه إنْ يعشْ ذكراهُ يرتَحِمِ
سيرحلُ القلب نحوَ الحِبِّ علَّ لهُ = منْ جودهِ نظرةً تُنجي منَ السقمِ
******************
ياحاديَ الرُّوح قلبُ الصَّبِّ لمْ ينمِ = زدني اشتعالاً فما سرِّي بمنكتمِ
أرَّخت رؤيا حبيبِ بدءَ مُرتَحلي = بالرُّوح والجِرْمِ سعياً غيرَ منحسمِ
ياأبجَدَ الحبِّ بلْ ياكلَّ أجمَعِهِ = يسْري هواكَ كنور في دجى ظلمي
شَرَّفتَ هامَ شقيٍّ ضاعَ أوَّلُهُ = في حمأةِ الذَّنبِ لايألو على النِّقم
تقدَّسَ الكفُّ يامولايَ ظلَّلنِي = لثمتُهُ بفُؤادِي قبلَ لثمِ فمي
يافرحةً غمَرتْ روحِي بأنعُمِها = تطفي حريقَ فؤادٍ فيهِ مضطرمِ
أسرِي بروحي إلى أعتابِهِ شَغفاً = فإن صحوتُ تضجُّ الرُّوح بالنَّدمِ
أبكي إذا ذُكرَ المحبوبُ ملتمساً = شهدَ الوصالِ به أنجو من الرّمم
فيتئمُ الشَّوقُ أشعاراً وقافيةً = مدادُها من دمِي يجرِي بها قلمِي
فأستميحُ حبيبَ اللهِ معذرةً = إنْ قصَّرتْ باعُ شعرِي أو وهت عُزَمي
ياسيِّدَ الخلقِ مادبَّجتُ قافيتي = إلّا لعينيكَ إلَّا فيك لم أهمِ
فاشفعْ بمنْ أُتخِمَتْ صفحاتُه جبلاً = من الكبائرِ كي ينجُو من الحِممِ
فما ذكرتُكَ إلّا دمعتِي سرَحَتْ = كنبعةٍ أمُّها من أشرف القِيمِ
ياسيِّد القولِ أستجديكَ ملحمةً = بوصفِ فضلِكَ تعلو هامَة الكلمِ
تُروَى على الدَّهرِ في حلٍّ ومرتحلٍ = تغدو إلى الحشرِ لحنَ العشقِ للأممِ
____________________
ياقلبُ إنْ شئتَ أنْ ترقى فلا تلمِ = واسجحْ فَثَمَّ عطورُ البانِ والسَّلم
سرْ نحوَ ربعٍ أظلَّ اللهُ ساحتَهُ = بالطُّهرِ والنُّورِ بالآمالِ مرتسمِ
قِدْ عيسَ شوقِكَ واحدُ الحبَّ منتجِعاً = أنوارَ منْ طهَّرَ الأرضينَ من سحَم
وقلْ أتيتُ وقلبي ملؤُهُ شجَنٌ = منْ حرِّ ذنبٍ يصيبُ القلبَ بالعقُم
فاشفعْ عليكَ صلاةُ اللهِ ما رتَعتْ = في بيدِ ربِّكَ من طيرٍ ومنْ بُهُم
سألزمُ البابَ يحدُو خافقي أملٌ = أنْ أرتقي لمقامِ النَّعلِ والقدم
فكلُّ ما فاتَ منِّي عارضٌ نسجَتْ = ظلامَهُ كفُّ شيطانِي لدَى صَممي
والآنً جئتُ دموعُ التوبِ تغسلُني = يقودُني حبُّ أحبابٍ بذي سَلَم
يقودُني حبُّهم شوقاً برَى جَسدي = وضجَّ شيبي ورأسِي شرخُ مُنثلِم
صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ ما حمَلتْ = نفسي هواكَ به ما عِشتُ مُعتَصمي
يامَنْ مدحتَ إمامَ الخلقِ ملتمساً = شفاعةً.. خصَّكَ الرَّحمنُ فاستقمِ
فمدحُ خيرِ نبيٍّ رُتبةٌ سمَقتْ = لا يرتَقي لِحماها غيرُ ذي هِمم
أبشرْ فإنَّ جلالَ اللهِ فضَّلهُ = وَعْداً على حبِّهِ أغلى مِنَ الطُّغَم
الشعرُ ترجمةُ الإحساسِ يُظهرُهُ = فيرتقي القولُ يغدو طيّبَ النَّغم
تربُو موازينُ أهلِ الحُبِّ ماعَمَروا = وتستمرُّ وهُمْ في رَقدةِ الرِّمم
إنّ الهوى شِرعةٌ لا تنطفي أبداً = وليس يعرُو ذَويها عارضُ السَّأَم
فالحمدُ للهِ أنَّا مسلمونَ لنا = من الشَّفاعةِ ما يُنجي مِن الغرَم
ياسيَّد الخلقِ جُدْ لي إنَّني وَلِهٌ = بما وَهبتَ لمنْ يهواكَ مِن قِدم
إنْ كانَ ذنبيَ ينئيني عنِ الكرمِ = فإنَّ جُودكَ غيثٌ في الدَّوامِ هَمِ
فامننْ بربِّكَ إنِّي طالبٌ كرماً = منْ أجودِ الخلقِ اِشفِ القلبَ منْ نِقم
عليكَ كلُّ صلاةٍ منكَ عطّرَها = ربٌّ عظيمٌ جوادٌ مطلقُ الكَرم
إنِّي لأطمعُ أنْ أحظى بلثمِ يدٍ = وذاكَ أقصَى منىً أرجُوه في حُلُمِي
ياسيَّدَ الخلقِ هبْ لي شِسعَ نعلِكُمُ = لِيطْهُرَ القلبُ منْ ظُلمٍ ومن ظُلَمِ
ياسيّدَ الخلقِ في قلبي لو اجتمعَتْ = على الجبالِ منَ الأشواقِ لم تَقُم
فامننْ على مهجةٍ حرّى بسانِحةٍ = واجعلْ رؤاكَ جليلَ المنحِ في الحُلُم
واللهِ إنّي لأهفُو أنْ أراكَ رؤىً = أعلو بها فوقَ هامِ الأرضِ والنُّجُم
ياجدّ كلّ تقيّ مُهجتي تَلِفتْ = من ذنبٍ نفس وجِرمي غارَ في الرُّدم
أدورُ شرقاً وغرباً حاملاً جبلاً = منَ الكبارِ وأكداساً منَ الّلمم
وليسَ لي غيرُ عفوِ اللهِ ملتجأً = ثمَّ الشفاعةُ مِن وِزري ومن سَخَمي
صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ ماصَدَحتْ = وِرقٌ على الأيكِ أو ريحٌ على السَّلَمِ
والآلِ والصَّحبِ والأحبابِ أجمعِهمْ = وتابعيهمْ إلى حشرٍ ومزدحمِ
______________________________________________
____________________________________________
عشق.... عبد الرحمن سليم الضيخ
أمسيتُ منْ جَورِ الزَّمانِ عليلا = والجسمُ منْ بُعد الحبيبِ نحيلا
فحدوتُ قلبيْ نحوَ روضةِ أحمدٍ = ومكثتُ في الأعتابِ أُرجِعُ قيلا
وبعثتُ جِرمِي مرهقاً ومكلّلاً = وجعلتُ من روضِ الحبيبِ مَقيلا
أقسمتُ بالرَّحمنِ ألزمُ عاشقاً = أبوابَ مسجدِهِ المنيرِ ذليلا
ياكوكبَ الأحياءِ قلبي مُترَعٌ = بهوىً تكرّسَ للمقامِ جَميلا
إنِّي نذرتُ إذا وصلتُ لبابِهِ = أَجثو وأتّخذُ البكاءَ رسولا
بايعتُ خيرَ محمَّدٍ وصحابةً = أهلاً وخيرَ أحبّةٍ وقبيلا
سأظلُّ أعشقُهُ وأروِي تُربَهُ = بسجامِ دمعٍ لو جمعْتَ مسيلا
ورفعتُ كفِّي راجياً وصلاً بِه = لأصيرَ في روضِ الحبيبِ نزيلا
ياحا ديَيْ عيسَ الحجيجِ تمهّلوا = وخُذوا معنّىً قد غدا مسلولا
في كلّ سانحةٍ تميسُ قلائدي = لتحوزَ تشريفاً يدومُ طويلا
قولوا إذا وصلَ الحجيجُ لرامةِ = صبٌّ يحاولُ أنْ يرى ويقولا
ياخيرَ مؤتمنٍ تكرّمْ بالدُّعا = فالقلبُ أضحى مرهقاً وعليلا
يانورَ ربٍّ قد أتمّ نعيمَهُ = وحباك في حَلَكِ الدُّنى قنديلا
في مدح قدرِكُمُ الشريفِ أسوقُها = لتكونَ للشِّعر النَّقيْ إكليلا
ويردّدُ العُشَّاقُ لحنَ حروفِها = وتميسُ ظلّاً للسَّماحِ ظليلا
وتعرِّش الألحانُ نغمةَ وامقٍ = وتصيرُ تاجاً للشُّعورِ نبيلا
ماسجّلَ التاريخُ في صَفحاتِه = مُذْ مارسَ التأريخَ والتَّسجيلا
أنَّ الخلائقَ أنجبتْ كمحمّدٍ = شرَفاً يفوقُ العالمينَ أُصولا
يامَنْ حُبيتَ شفاعةً ووسيلةً = أرجُو بحبِّكَ أنْ أحوزَ قَبولا
قدْ جاءَ مَرحَمةً لكلِّ مسبّحٍ = وبهِ نُرجِّي للجنانِ وصولا
وبِشرعِهِ ترقَى الحياةُ نعيمَها = وتصيرُ في أَوجِ النَّعيمِ حلُولا
ياسيَّدَ الكونينِ حُبُّكَ مَذهبي = ياخيرَ مَنْ جاءَ الأنامَ مُقيلا
فإذا تَفاخَرَ في الأصولِ مُفاخرٌ = فَخري بأحمدَ قائداً وَرعيلا
ولِآلِهِ ولخيرِ صَحبٍ مَنسبي = وبهِ سأنتجعُ السماءَ مَقيلا
وأجوزُ أنسابَ الخليقةِ كلِّها = وأفوقُ من زعمَ الأصالةَ طُولا
دَعني فقدْ جاوزْتُ حدَّ صبابتي = ماكنتُ يوماً في الحروفِ مَلولا
لكنَّني قصّرتُ في وصفٍ لهُ = خيرَ الأنامِ مهنَّداً مسلولا
لمْ ينبُ حرفِي غيرَ أنِّي قَصّرتْ = باعُ القوافيْ لاتجيدُ وُصولا
وتأرْجَحتْ ألحانُ نايِي مِنْ وَنَىً = إذْ ما بلغتُ بِأحرفي المأمولا
عذراً رسولَ اللهِ تاهَتْ أحرُفي = وغدوتُ في نظمِ القريضِ قليلا
لكنَّ عُذري أنَّني في غُربتي = ضّلّتْ حروفِي ياحبيبُ سبيلا
وغدتْ دمُوعي عادةً وسجيّةً = وغدوتُ من مُرّ الحياةِ عليلا
أصبحتُ في مدحِ النَّبيِّ مُولَّهاً = مدحاً يجوزُ الشَّرحَ والتَّعليلا
راجٍ بمدحِي أنْ أنالَ شفاعةً = وأكونَ في رهطِ النَّبيِّ نزيلا
فأحوزَ جنَّةَ ربِّنا بشفاعةٍ = وبعفوِ منْ قدْ أرسلَ المقبولا
في قدرِكَ الميمونِ ياخيرَ الوَرى = جمعَ القريضُ من الحُداةِ فحولا
قالوا بمدحِكَ ماتجُودُ بحورُهمْ = شعراً أضاءَ على المدَى قنديلا
كسبتْ حروفي في مديحِكَ حلّةً = فاقَتْ حروفَ العالقاتِ شمولا
وتشرّفتْ وتذهَّبتْ وتسمَّطتْ = فالشِّعر أمسى إذْ تبينُ هزيلا
فهواكَ ياخيرَ الخلائقِ دافِعي = وهواكَ أضحى للفؤادِ دليلا
وينالُ منْ عاداكَ خزياً قاتلاً = وغداةَ حشرٍ تلتقيهِ خَبيلا
ياسيِّدي أشكو إليكَ هوانَنا = فالنَّاسُ صاروا للمجوسِ عُدولا
باعُوا رخيصاً دينَهمْ وكتابَهمْ = عبَدوا الَّلهيبَ ونارَهم والفيلا
ومَضَوا بتفسيرِ الكتابِ بكذْبِهمْ = ويقدِّسون الكِذْبَ والتضليلا
ويقودُهُمْ من شوَّهوا وتأوّلوا = بلْ يدّعونَ لقولِهمْ تنزيلا
جمعُوا شتاتَ الكُفرِ يحدو جمعَهمْ = كسرى وقيصرُ يقدحُون فتيلا
ظنُّوا وخابُوا أنْ يغورَ حنيفُنا = تبّتْ يداهُم لنْ يُضامَ أُفولا
فعليكَ يامُختارُ كلُّ صلاتِنا = مادامَ حيٌّ في الحياةِ حلولا
ياربّ بالهادِي الحبيبِ محمَّد = أنزلْ خلاصَ الشَّامِ منكَ فُضُولا
واخذلْ مجوسَ الارضِ واهزمْ جمعَهمْ = شتّتْ عداةَ المسلمينَ فلولا
ياسادةَ النَّظمِ الجميلِ توسّلُوا = بالرَّحمةِ المهداةِ جاءَ شَمولا
أنْ يُنزلَ النَّصرَ المؤزَّرَ مِنَّةً = ويعزَّ ديناً كاملاً وأثِيلا
ويؤوبَ كفَّارُ المجوسِ بخِزيِهمْ = فحنيفُنا لايقبلُ التَّحويلا
ويعودُ للشَّامِ الجريحةِ مجدُها = وتدومُ سيفاً مصلتاً وصقيلا
ويعزُّ ربُّ العرشِ أهلَ عراقِنا = ونرى الفراتَ على العراقِ سيولا
ياذكرَ خيرِ الخلقِ نارتْ غرةً = شمسُ الحنيفِ وشعشعتْ تهليلا
هذا بلالٌ صادحاً بمنارةٍ = اللهُ أكبرُ لاترومُ رحيلا
واستنفرَتْ آسادَهَا وكتابَها = واستفتحتْ للمجدِ ثَمَّ فُصولا
فغدَتْ تقودُ العالمينَ بفضلِها = تَخذَ الحنيفُ إلى القلوبِ سبيلا
******************
ياسيَّد السّامينَ في أرحامِنا = منْ أتقنَ التمجيدَ والتطبيلا
وغدا يسوسُ المسلمينَ بطغمةٍ = تَخذَتْ شياطينَ الغلاةِ دليلا
نصبُوا ضلالَ الكافرينَ منارةً = ورأوهُ نهجاً منزلاً مقبولا
هجرُوا الحنيفَ وأبدلوا آياتِه = باعُوا الذِّمارَ وبدَّلُوا تبديلا
وتفرنجُوا بلسانِهم وحياتِهم = فغَدتْ جموعُ الكافرينَ رعيلا
أعلُوا البناءَ وأترعُوا أركانَه = نذلاً ولصاً فاجراً وعميلا
ملؤوا القصورَ بعُهرِهم وشنارِهم = صارتْ ظهورُ الغانياتِ خيولا
أضحَت بلادُ المسلمينِ مواخراً = والداءُ أضحَى في القلوبِ وبيلا
*************************
ياسيَّدي ماذا يؤمِّل شاعرٌ = والحُكمُ ينوِي الجرحَ والتعديلا
إنْ لمْ يفُزْ فكفاهُ فخراً أنَّهُ = بالضَّادِ يمدحُ مُرسلاً موصولا
صلَّى عليكَ اللهُ ملءَ سخائِهِ = فَبِها لَأرجُو أنْ أحوزَ قَبولا
والآلِ والصَّحبِ الكرامِ ونبعةٍ = مَنْ كانَ للحِبِّ الرَّحيمِ سليلا
صلّى عليكَ اللهُ مادامَتْ سمَا = أو دامَ خلقٌ في التُّرابِ نزيلا
صلَّى عليكَ وآلِ بيتِك جمعِهمْ = والصَّحبِ جمعاً كاملاً وقبيلا
إنّي لأطمحُ إذْ مدحتُ محمّداً = فوزاً وأجراً كاملاً ووصولا
__________________
عبد الرحمن- المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
عبد الرحمن يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» عيد؟؟؟شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» نسك........شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» عام ....و....ظلم....عبد الرحمن سليم الضيخ
» أمل.......شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» ندم.....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» نسك........شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» عام ....و....ظلم....عبد الرحمن سليم الضيخ
» أمل.......شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
» ندم.....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى