نعي العروبة...عبد الرحمن الضيخ

هذه القصيدة أهديتها إلى الشاعر أحمد مطر ..على هامش رثائه للشهيد ناجي العلي....عنوانها (نعي العروبة)
أنعيك إذ خطّت يدي إمضائي
بتنازلي عـــن مــلــّتي وحيائي
عن تربة عجنت بدمع مهاجر
ويضوع منها فوح عطر دمائي
عن أمس آباء توســّد مجدهم
هام الشموس وشـــامة الجوزاء
أنعيك آمالا وحــلــمــا وارفـا
ومراتب العقلاء والشـــــــــرفاء
أنعيك أضحية ذرت أشلاءها
كفّ الحفيد على شـــــــفير حراء
أبكيك ياأمّ الفتوح ســــــحابة
كم جاد هاطلها عــلـى الصحراء
كم ماس أبجدها علوما نوّرت
بشـــموســــــها إظلامة الجهلاء
أبكيك حاملة السماحة والهدى
ومــجــيــرة الدنيا مــن الرمضاء
أبكي وقد سفح الكبار كرامتي
وغــدا مصيري فــي يــد الأعداء
فإذا شكوت تنمروا واستأسدوا
وغــدا هــبــابــي كِلّــة الأرجـــاء
الجوع زادي واللحود مضاربي
فإذا علوت فصُفّة البســـــــــــطاء
ويقود سُكاني لصوص أتخموا
عيشــــــــــــــــي بمرّ نذالة وبلاء
سرقوا غذائي والدواء وأترعوا
أرضي بســـــــــيل الذل والأدواء
وهبوا لشذّاذ البســـيطة منبري
من غير ما دفع ولا اســتحياء
فإلام أركــع خــانــعـــا متذلــلا
وممنيا نفســــــــــــي برفع دعائي
يامن رأى غيما يســــحّ بفضة
أو عسجدا يهمي من العلياء؟؟!!
مازال من فوق البسيطة ظالم
إلا بســـــــيف مشــــــــهر بمضاء
ماعاد حقّ من ظلامة غاصب
إلا بــنــزف الــنــبــعــة الحـمراء
* * * * *
قالوا انظروا أرض العروبة سجّلت
أبناءها في صفحة الغرباء
ضربوا بأرض الله خوف مصائر
رسمت مسالكها يد الجبناء
هــربوا يــرون بغربة منجى لهم
من كف لص أو مبيت عراء
من جوع أفئدة الصغار وعريهم
مــن حاجـة الأهلين والأبناء
عادوا يمنّون الــنــفــوس بهجعة
في ظلّ ســـرو أو بأمن رواء
فرأوا أكف اللص تـغـرز نصلها
في خافق أضحى بغير رجاء
* * * * *
ياأمــة قــالــوا:الــتفـرق داؤهــا
ودواؤها جمع لذي الأشـــلاء
يكفيك مــاجــلــب التفرق من عنا
وتخلّف وتوســـــــــد الإعياء
فالناس صارت في السماء ركابهم
تعلو وتنســـــــج أبهر الأسماء
والــعــرب بين مكابـــر ومــقــامـر.
فحذار...لن تبقوا مــــع الأحياء
٠