اغربي عني....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

ياقاسية............
ماذا جنى شيخ الحروف؟
ليرتمي كالخرقة البلهاء
عند الضفّة الأخرى
ويفترش اغتراب الروح
ينتظر الفناء
*****

عدّي عروشك...
قد غدت أدواح تفّاح وظلاّ وانتماء
ردّي عليّ خوافقا
كانت عروقا في الفؤاد الصعب
قبل تمرّد الخمسين
قبل تجهّم الوجه الصبوح
وقبل أن تنسلّ كالأفيون في قلبي
تراتيل المساء
*****
ماذا تخبّىء لي غراسك؟
بلسما......أم سمّ أفعى فاتكا؟
أم ظلّ صبّار سيغرز في الجفون سهامه الصفراء؟
أم لحدا ترابيّ الجهات يلفني؟
أم أن صادحة
ستنشد لحنها المنساب كالروح الشفيفة
فتعيد ظلّ البسمة البيضاء
للمهد المكلل بالظلام المرّ
فتعيد دولاب الحياة إلى الوراء
وأعود ربّانا
يذلل وحشة الأمواج
ويحيل أملاح المحيط بلاسما
شهدا وعطرا وانسكاب الروح في كأس البقاء
******
يممت آلافا على أفراس أمس مترع بالشمس
وسلكت أنفاق الطفولة
ناضحا نحلا وأجنحة الفراش
وقبّرات الزهر
وخطفت آيات الشباب
رقمتها في دفتري ذكرى وأبراجا...
أحلّق فوقها في كل ترجيع لآفات اليباس
*****
سأقاوم الطوفان ياهذي التي تقسو على جذعي العتيق
ولن أضلّ..
فإنني مهّدت بالحب الطريق
سأقيم أحلامي قصورا في السماء
وأقاوم الجدث المرخّم والجذوع السود
والشوك المغمّس بالزعاف
وأطير نسرا أوحدي الساح
يجتاح المسافات التي قزّمتها
وزرعت في جنباتها كبرا وغربانا
وآلاف التماسيح الغبية
واصطنعت لكل قزم من رعاياك المحاريب الثقيلة
ونصبت أوثانا على جنباتها
وقرعت أجراس التمرّد.....
******
ياهذه العنقاء عودي للخيالات الخصيبة
وارتمي في جحرك المطليّ بالدمع السخين
ماعدت أوثر أن أراك على مهادي
فانظري لحدا ترابيا ....يضمّك....
و.....واغربي......

********