الاعتقاد والمبدأ....رأي لكاتبه:عبد الرحمن سليم الضيخ

الفرق بين المبدأ والاعتقاد:
الاعتقاد أو العقيدة تعليمات سماوية تسمى (الأديان)وهي غير خاضعة للزيادة أو النقصان إن وصلت إلينا كما أنزلت وأنا هنا لاأناقش بالتفصيل مسألة العقيدة...فلست مهيأ لذلك...ولكنني قد أدلي بدلوي في مسألة المبدأ فالمبدأ آراء تجمعت من مصادر عدة هذه المصادر تتمتع بمقدرة عقلية وفكرية متقدمة ،وهذه المباديء تأخذ في اعتباراتها المكان والزمان والمستهدفين أي من تخصهم وتراعي مصالحهم ....إذن نحن أمام معطيات لابد من مراعاتها وهي الزمان والمكان والظروف والمستهدفين والمصالح .....يمكن أن نلحظ أن المبدأ قد يكون خاضعا للتطوير ..وربما التبديل بشكل شبه كامل إذا اقتضت الظروف والمصالح....فقد يجد صاحب البمبدأ نفسه مضطرا إلى تطويره بناء على معطيات جديدة أو ربما التنازل عنه على وفق هذه المعطيات والمستجدات ...إذن المبدأ يحترم في زمانه ومكانه وبين الظروف التي وجد فيها ولها....فهو بالتالي لايأخذ صفة التقديس بشكل دائم ..ولنا في المتغيرات التي حدثت في عصرنا (الاتحاد السوفييتي....)أوضح مثال...وينسحب هذا المفهوم برأيي على الأفراد والمجتمعات كما انسحب على الدول....فلا يمكن لي أن أقول وسط مجتمع ظروفه تقتضي الوسطية أنني متعصب أو متشنج....عليّ أن أتلاءم مع الظروف مجتمعة لآستطيع العيش في مجتمع يجمع على آراء ويأخذ بها ويعمل على وفقها....وكما قلت من قبل ينسحب هذا على مايسمى بمبدأ الأفراد....أضرب مثلا منطلقا من نفسي فقد كنت أرفض الاعتراف بما يسمى قصيدة النثر...وأمتنع عن قراءتها وأتشنج ضدها...ولما بدأت بقراءة بعضها رأيت أن فيها ..أو لنقل في بعضها من الشعر مالايتوفر في الكثير من القصائد العمودية....إذن اقتضى الظرف والمعطيات أن أغير الرأ ي والذي يسميه بعض الناس بالمبدأ......حدثني أحد أصدقائي عن مبدأ يعتنقه ..وهو أنه لايمكن أن يسافر إلى أي بلد لغاية أن يتزوج بامرأة ...لأنه يرى أن مبدأه الشرقي يرفض أن يقوم بهذا العمل....على الرغم من أنه متيم بحبيبة ليست في بلده....هذا يعني أن يدفن عواطفه ومشاعره ويضطر إلى الزواج بأخرى ...زواجه بها حتما سيكون فاشلا لأنه لم يبن على الحب.....هل صاحبي هنا محق؟؟؟أنا أرى أنه غير محق أبدا لأن مايعتقد أنه مبدأ لايعدو أن يكون آراء قيلت أو اعتنقها جيل عاش منذ قرون في ظروف لم تعد موجودة في أيامنا بل تغيرت بشكل كامل.....وهذا أيضا ينطبق على الأحزاب والثورات وكل نشاط سياسي أو احتماعي أو من أية ناحية أخرى ...ذلك أن مايميز المباديء الإنسانية إنما هي خاضعة -مهما كانت جيدة-للخطأ كما إنها تخضع لمنطق التغيير والتبديل..والتطوير.... وأنا إذ أطرح هذا الرأي أتمنى أن أرى من يخالفني ويقنعني بوجهة نظره فإن كانت أقرب إلى الواقع ..ماأسرع ماأعتقدها وأسير عليها لأن كل رأي خاضع للصواب والخطأ مالم يكن منزلا...وهنا يحضرني قول الإمام الشافعي رحمه الله يقول:رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.....تحيتي لمن رأى الحق واضحا فاتبعه ودعواتي لمن يتشنج برأيه أن يعود إلى الصواب.