مذكرات أم الزيتون....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

1-فتح
قالت رابعة غداة انفض الموكب
وانسدلت أستار نوافذ قصر القيصر
أقترح عليكم ياسادات النمل الأبيض
أن يفصد كل منكم ضرعا
يشخب زيتا
كي يغذو قنديل القيصر
فالقيصر يصنع في هذي اللحظة
في كل مقاصير نساء القصر
ألف قبيلة نمل أخرى
ويسجل في تاريخ القرية
قتحا آخر
2-قلّيس آخر
قالت خولة ذات مساء أشهب
مرّت أسراب جراد
أكلت كل الأخضر وارتحلت
لكن كبير السرب
وحاشية كبرى
رفعت قصرا فوق الجبل الأخضر
وأقامت حصنا أبلق
أسمته (القلّيس الثاني)
3-النخلة
وحمت آلهة الخصب الحبلى
في أم الزيتون
فغنت جذلى
أسرع تموز يحمل منجله المعقوف
ليسحب من رحم الآلهة المخمورة
رأس ربيع لم يولد بعد
فساح نزيف أنبت كل شقائق أم الزيتون
وأنبت نخلة
4- حديث العرّافة
ساءلت قبيلة ملح عن اسمي
عن لقبي
من كان أبي؟
عن جدي الأول
عن سيرتنا الكبرى
ذات الألف ذراع
تمتد إلى كل بيادر روما
قالت عرّافة أم الزيتون
بفخر فاق تشامخ ألف زرافة ْ:
جدّك ياولدي لازم نيرونَ كظل لايأفل
خدم (الفوهرر)(بوشا)..ألف زياد...والحجاج...وقيصر
جدك كان النطع....وسيفا يقضم كل رؤوس الأسرى
كان رسول الموت إلى أصقاع جنوب الأرض
وحين(تقاعد)
منحوه إمارة أم الزيتون....فغنى
نصب اللات على شرف عند البوابة
تعلو كوم جماجم
تحمل منجل تموز أعمى
والدّرّة
وهراوة حجاج يعصر عين خديج أسمر
5-ضاد كبرى
في سابقة
لم تلحظها كتب التاريخ الأولى
كتبت أمي
بالخط الكوفي النافر
أبرأ من قمحي
من أشجار التوت الأحمر
من كل نخيل الربع الأدنى
أبرأ من لحمي...من شحمي
أبرأ حتى من أثواب خاطتها عرافة أم الزيتون
بإبرة قيصر
أخلع حناء الجلد
المصنوعة في أقبية السبت الأسود
أتنازل عن كوني أنثى...تحمل
تلد قبائل نمل أبيض
ألجأ كالصعلوك الأول
في جوف مغائر
أحمل فيها بشرا
يستنبت في أم الزيتون قبائل نخل
يهتزّ
يسّاقط رطبا تجنيه عذارى طيّءْ
تعصره شهدا يحمل طعم النخل...وعطر الشيح
تنشد موّالا(شرقاويا)
يرتحل إلى آذان رمال الربع الأصفر
يرسم فوق سماء القومْ
ضادا كبرى
*******
الشارقة :22/6/2010