أحقاً هذه أنت؟! شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

أحقاً هذه أنت؟!
لملذا الحزن في عينيك....يسكنها
ويقتلني
وأقمار تسابق ألف زنبقة
وتمطر لؤلؤ الخدين تسبيحا وهلهلة
فتقصم ظهر قافيتي
وتلهبني
وترميني إلى الأقداح
تشربني....وأكسرها
وأقذف رأس ندماني
وأصفع سحنة الراوي
وتصفعني
فهل يرتاح هذا الحزن
خلف الليل في عينيك؟
وهل تسطيع قافيتي
كتابة ألف نرجسة
تقيل كهانة الأحزان
وترجع للعيون الصيف
والبسمات
والقمر المندّى
وتزف أفراح النجوم
إلى ربيعك
******
ياهذه الأبهى غدوت سجينتي
وأنا سجين قرارك الأنأى
من البسمات
عن شفة الغريق
ياهذه الأحلى
من الأحلام
والغيث الربيعي الغزير
على شفاه الرمل
ماذا تخبىء لي تمائمك
التي تلقينها عند المساء؟
أتزيح سور الصين
من درب الينابيع الصغيرة؟
أتبيح للنحلات قتل الغول خلف السد
قبل تحجر الأزهار والأطيار
والعطر المحنى...والربيع؟؟
*****
ماذا تخبيء لي تمائمك التي تنساب
مثل روائح التفاح
وتضيع عند الفجر
تحت عواصف الجهل المحنط بالغبار
******
فالت كواليس الكهانة:
عبّأ التاريخ سلسلة الجرار بأدمع العشاق
اجتث من عبق النقاء طهارة الأرواح
وأدار كأساً أترعت بالزئبق المعجون
بالتسهيد والقلق الثقيل
وهمهمات الساحر المخفيّ
والعرافة الحبلى بأوهام القرون
وأقامها وثناً على رأس السياج
وأقام حجابا
تنز عيونهم جهل القرون
وأقام ألفا من نطوع الموت
تنفث سمها
في تاج أزهار الحياة
******
ماذا ستصنع لي تمائمك الغبية
غير إذكاء اللهيب على دمي
تلقي فؤادينا على حمأ الحميم
قومي فشمس الله تسفر
والطريق قويمة
والحق أبلج
والسماء ستمنح البركات للطهر المعمم بالنقاء
قومي فقد هطلت من الغيم البشارة
قومي فقد أذنت لنا بلقائنا ....عين السماء
********"