منتديات الشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحلة العمر...قصيدة من مئة بيت ...شعر:عبد الرحمن الضيخ

اذهب الى الأسفل

رحلة العمر...قصيدة من مئة بيت ...شعر:عبد الرحمن الضيخ Empty رحلة العمر...قصيدة من مئة بيت ...شعر:عبد الرحمن الضيخ

مُساهمة  عبد الرحمن الخميس ديسمبر 15, 2022 7:28 pm

قصيدة من مئة بيت...
رحلةُالعمر: عبد الرحمن سليم الضيخ
سبعونَ طافَت وماءُ العمرِ ماانسكبَا
ودفترُ السعيِ حتَّى الهامشِ انكتَبا
وصوّحَتْ نبعةٌ قدْ كانَ سلسلُها
يروي رياضاً فأمسى ماؤهَا احتَجَبا
ماشِمتُ أن يرتعي جدبٌ مرابعَنا
لكنَّهَ آنَ نومِ الحارسِ انسربَا
ياأبجدَ العمرِ هل نابَتكَ حالِقةٌ
ألغتْ حروفكَ فاستعدَى بكَ الغُربَا
وهل كُتبتَ على رملٍ فبدَّدَهُ
مدٌّ فَزِلْتَ كمَا جزرُ ذَرَى العَرَبَا
هلْ زلزلَ النُّونً دُفّ الجارياتِ ضحىً
فأصبحَ القرشُ ربّاناً علَا رُتَبَا
وهلْ تمرَّغَ في الأوحالِ منتدَبٌ
حادٍ....فقادَ إلى حيثُ النَّوَى الرُّكَبَا
وهلْ تسلَّلَ في أرباضِنَا حنشٌ
فدافَ سمّاً أقالَ اللحمَ والتُّرَبا
ياسارياً في دياجٍ ملءَ دفترِنا
اِربعْ فقد جفَّ حبرُ الطِّرسِ أو قرُبا
غداً إذا قَدِمَ الحادِي لصُحبتِنا
وودّعَ الأهلُ رُكناً راحلاً وأبًا
يقولُ من كانَ في ظلِّي: قضَى حزَناً
والآنَ....هاقدْ أقالَ الحزنَ والتّعبا
*******************
دَرجتُ لاشوكَ يُدمي كفَّ منتجعٍ
مهداً علا فغدا من عزَّةٍ طُنبا
وسرتُ أقطفُ أزهاراً أعاقرُها
كأسَ الودادِ وأجني عطرَها طَرِبا
تجولُ بي نبعةٌ لاشئَ يشغلُها
إلّا رضايَ وما أهواهُ قد وَجَبا
وخِلتُ أنّ حياتي سارَ مركبُها
على محيطِ عطورٍ ليْ أيادِي سبَا
وأنّني الفردُ في حِلّي ومرتحلِي
وما سوايَ غدا في مرجَلي حَطَبا
سجنتٌ نحلاتِ عمْري لستٌ أطلقُها
تجمّدتْ في خلايا أهلِها وَقَبَا
سَخِرتُ من كلّ عشَّاقِ الدُّنَى ثَمِلاً
ماطافَ في روضَتي عِشقٌ وما اقتربَا
سيّجتُ قلبي بصخرٍ ليسَ يخرقُه
طرْفٌ ....بنيتُ على أبوابِهِ قِبَبَا
رسمتُ في مُهجتي فرعونَ ملتحفٍ
بمقتِ حوَّائِكمْ مقتاً عَلا سُحُبَا
أوقدتُ في الطينِ ناري وابتنيتُ به
صرحاً عَلا سامقاً يهمِي الرُّؤَى صَبَبا
ماخلتُ أنّ محطاتٍ ستأسرُني
وأنّ عشقاً سيغدُو هادراً لَجِبَا
*******************
هفوتُ نحوَ سرابٍ شئتُ أقطفُهُ
ورحتُ أحسُو وأحسُو خمرَتي طَرَبا
نهلتُ منْ منبعِ الشَّيطانِ أحسبٌهٌ
مِنْ كوثرٍ فغدَا في سُمِّهِ انقلبا
سايرت من بعُدوا عن حوض ملَّتنا
فأُتْخِمَتْ صفحتِي ذنباً طَغَا ورَبَا
تعثَّرتْ خَطوتِي فامتدَّ يحمِلُها
ركنٌ على جُودِه ظهرِي بهِ انتَصَبَا
وامتدَّ يغسلً حوبائِي بما اشتمّلَتْ
عليهِ نفسٌ سمَا إيمانُها نَسبَا
يعطِي حياةً بلا منٍّ ويُتبِعُها
غيثاً تجمَّعَ في أنحَائِهَا قُرَبَا
فأطمعَ الحالُ شذّاذاً بلا شرفٍ
تسلَّلُوا كي يحُوزُوا الكرمَ والعنبَا
لكنَّني وبذورُ الخيرِ في خَلَدِي
نمَا جَناها فدامَ الخيرُ مُنْسَرِبَا
وأينعتْ روضةٌ منْ بعدِما ذَبلتْ
وأَتْخَمَتْ منْ شذاها النَّفسَ والتُّرَبَا
فأبرَأَتْ مُهجَتِي منْ زيفِ ماسَرَبَتْ
يدُ الحوادثِ أو كالَتْ لنا وَصَبَا
فعادَ ينبوعُ أحلامِي لِساحتهِ
كأنّهُ بعدَ عقرِ الشَّيبِ عادَ صِبَا
************************
نهلتُ من بحرِ علمٍ لاضفافَ لهُ
ملكتُ في رحلتِي الأشعارَ والخُطَبا
غزوتُ أفئدةً ماكنتُ أحسبُها
قدْ أسلمَتْ ساحَهَا المعتلَّ منْ رَغِبَا
وكنتُ في مَهمَهِ التّغريبِ محتمياً
برحمةِ اللهِ ردءاً مانآى ونَبا
وبذرةٍ في فؤادٍ رِيُّها ثقةٌ
برحمةِ اللهِ للتَّيسيرِ قدْ كتَبَا
وشاءَنِي اللهُ ربَّاناً لجَاريةٍ
حملتُ في متنِها الكتَّابَ والأدبَا
أعطيتُ محتَسباً وقتِي ومنْ نشبِي
رويتُهم منْ فؤادٍ قطُّ مانضبا
فكانَ أنْ وجَّهُوا أشواكَ عقدتِهمْ
فأشمتُوا منْ على أجداثِهمْ نَعَبَا
فكانَ أكبرُهم قَيناً لمسلكِهِ
على مطامِعِ نفسٍ غرَّةٍ ركبَا
فصار سبَّة من ضحَّوا وما بخلوا
وباءَ بالخِزي لمْ يظفرْ بمَا حسبَا
آثرتُ أنْ أنزوي في غيِّ مُغترَبي
أحصِي نزيفَ جراحِ القلبِ محتسبَا
أكانَ ذنبُ فؤادي صدقَ مسلكِهِ
أمْ كانَ بغيُ هوامِ الثلَّةِ العجبَا
**************************
في غربتِي صغتُ آياتٍ منمقةً
لمن صحبتُ بلا منٍّ فضاع هبا
غدَوا رؤوسا بما قد صغت محتسبا
لكنَّهم تَخِذوا منْ فعلتي ذنبا
(دكتورُهم) بجهودِي صارَ ذا رُتبٍ
يظنُّ منْ جهلهِ أنْ صارَ مُنتَجَبا
على سرابِ حياتي كرَّسُوا حَزَني
غدوتُ في عرفِهمْ ظلّاً عَلا وخَبا
سامُوا بلاداً حباها اللهُ منزلةً
منْ ظلمِهم نصرُوا مَنْ قدْ عتَا وصبَا
نسَوا أياديَ منْ أعلَوا مراتبهم
خانُوا حنيفاً بهِ مجدُ الأُلى وَجَبَا
كأنَّ إبليس في صحراءَ جمَّعَهمْ
رعيلَ سوءٍ وأَعلى فيهمُ النُّصبَا
غادرتهمْ غيرَ مأسوفٍ على بلدٍ
لكلِّ نذلٍ جبانٍ حادياً نُدِبَا
أَويتُ في بلدٍ ماكنتُ أحسبُهُ
يقيلنِي من همومٍ أَورَثتْ سَغَبَا
لمْ أشكُ في ربعِهِ إلَّا اغترابَ فتىً
في قلبِهِ حَفرَتْ شامُ الهوَى نُدَبَا
شكرتُهُ طاعةً للهِ مبتدراً
بمدحِ قرمٍ إلى مجد الألى انتسبا
*******************
الدَّهرُ نَهْنَهَ أحلامِي ووسَّدني
ساحاً غريباً فصرتُ الغُنمَ والسَّلَبَا
أمِلتُ في آخرِ المشوارِ مروَحَةً
في رَبعِ منْ بذلُوا الأرواحَ والنَّشبَا
وأنْ أعاقرَ أقلامِي كُؤوسَ ضِيَا
وأتْخِمَ الطِّرسَ علماً كانَ مُحتجِبا
وأمُّ نفسِي ترَى منْ بعدِ غُربتِهَا
ظِلَّا يعوِّضُها ماضاعَ أو ذَهبَا
أحوفٌ زهراتِ عُمْري من حنانِ أبٍ
أنآهُ غدرٌ فكانَ المهدُ مغتَربَا
عقدانِ منْ رحلةِ الأشواقِ يومُهُمَا
قرنٌ على جمرةٍ من خافقِي هربا
وحينَ حطَّ قطارُ العمْرِ أرحُلَهُ
بأيدِ إبليسَ روضُ الملتقى خرِبَا
نجيعٌ أهلي يحنِّي تربَةً عُجِنتْ
على الدّهُورِ بدمعٍ سالَ وانسكبَا
قبائلٌ منْ أيامَى نزفُ باصِرتي
وأمَّةٌ منْ ثكالَى تهتكُ الحُجُبَا
مدائنٌ خرِبَتْ واندكَّ عامِرُها
حرائرٌ دونَ وِزرٍ عِرضُها اغتُصِبا
تجمَّع الشَّرُّ منْ أصقاعِها وعَدَا
على الملايينِ أضحَوا في الدُّنى نَهَبَا
***********************
كمْ زُجَّ في كبدِ الظَّلماءِ منْ بشرٍ
أضحَوا سراباً ولمْ يحفلْ بهمْ رُقبَا
ومجلسُ العهرِ تمثالٌ محنَّطةٌ
أطرافهُ بلْ غدَا في موتِنا السَّببا
أبوه صهيونُ يزكِي سوءَ منبتِهِ
فبئسَ ماصاغَ صهيونٌ وما جَلبَا
يغيلُ كي يرتقِي شعباً وموطِنَهُ
يزوِّرُ الحقَّ يُعلِي باطلاً سُحُبَا
قدْ أصبحَ العالمُ الموبوءُ لُعبتَهُ
لهُ إذا شاءَ رأسُ الخلقِ أوْ طَلبَا
ينصِّبُ الذَّيلَ فينا حاكماً شَرِساً
يجبي له عيشَنا غُنماً إذا انتدبا
حكَّامُنا أجراءُ البغيِ تَخدِمُهُ
غدَوا لسوْءَاتِه في كفِّهِم لُعَبَا
وسائلٍ كيفَ سادَ البغيُ في بلدٍ
تُرابُها بدمِ الأَمجادِ قدْ خُضِبَا
هل نام عن ثغرها الآساد أم هجروا
رياضَها فعلا قنَّاتِها الغُرَبَا
أمْ أنّهاَ هجرت أسبابَ عزَّتِها
فانتابَها الوَهْنُ فاستعدَى لها الجَرَبَا
حياتُهَا سُبَّةٌ آلاؤها سَلبٌ
لِأضعفِ الخلقِ مافي الرَّأسِ ريحُ إبَا
****************************************
آمنتُ بالثَّورةِ العصماءِ منتحياً
مسالكَّ الحقِّ لاميناً ولا كَذِبَا
بذلتُ ماثمَّرَتْ أدراجُ قافلتي
وما بخلتُ وحومُ الموتِ قدْ نُصِبَا
تسلّلَ البغيُ في أثوابِ ثورتِنا
وأمرعُ الجهلُ في أنحائِها نُوَبَا
سالتْ دمانا بأيدي من سرَوا زمناً
في دربِ من بذلُوا الأرواحَ والذَّهبَا
وخادَعُونا فأمسَوا قادةً لهُمُ
سلطانُ أمرٍ لمنْ أعطى ومن وهَبا
باعُوا دمَانا لأعداءٍ لنا وبَغَوا
وأسلمونَا لمن قد خانَ أو نَصَبا
قالوا:زواريبُهم أقداسُ مملكةٍ
على (حواكيرِهَا) الشيطانُ قدْ ركِبا
دستورهمْ كذبٌ غطَوه أدعيةً
وما عرفنَا لهمْ اِسماً ولا لقبا
يجنونَ من جوعنا (دولارَ) سُحتِهُمُ
يثمِّرونَ دمانا في (البنوك) ربا
يبنونَ أبراجَهمْ والنَّاسٌ في سغبٍ
ياليتَهم علِموا أنْ حينُهم قَرُبَا
غداً إذا نُصِبَ الميزانُ واعتلقتْ
كفَّ الذي ظلمُوا في عنْقِ من سلبَا
************************
وكفُّ من سُجِنُوا ظلماً بلا وَزَرٍ
وكفُّ من صفِعُوا في عنْق منْ ضرَبا
مقامعٌ من جحيمٍ سوف تحرقُهمْ
يقلّبونَ بنارٍ قد علتْ لهبَا
ياأبجدَ المجدِ قد جمَّدتَ قافلةً
ثلَمتَ سيفَ انتصارٍ فانثنَى ونبا
قد كانَ عافَ قراباً لايساكنُهُ
والآنَ أضحَى صديئاً أنتنَ الجنَبَا
فهلَ نرى خالداً يُزكِي عزائمَنا
يزلزلُ البغيَ يُعلِي الحقَّ تاجَ رُبَا
وطارقاً يخضعُ الأمواجَ يسرجُها
نراهُ للقدًرِ المحتُومِ مصطحِبَا
تُقِرُّ في أذُنِ الجوزاءِ زغردةٌ
لكلِّ خنساءَ تلقى (صخرَها) غَلَبَا
منابرُ الشامِ يعلُوها ذوُو شرَفٍ
ويغسلُ الغارُ من أرواحهِ حلبا
وينشرُ المجدُ أسيافاً ويشحذُها
فتنتشي حمصُ زكّى ربضَها النُّجبَا
درعَا يُكَفكفُ دمعٌ كادَ يغرقُها
يعودُ للسَّاحِ مجدٌ كانَ مُستَلبَا
تعلُو لحونُ فراتِ اللهِ صادحةً
ويبسمُ النَّخلُ في جنَّاتِهِ رُطَبَا
***********************
وشامة المسكِ تعلي من مآذنِها
يعودُ شاعرُها يزهُو بما كتبا
_____________________________
تركيا – هاتاي – الريحانيّة – 11/11/2022
٠
عبد الرحمن
عبد الرحمن

المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 23/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى