منتديات الشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وماذا بعد أيها ال.......بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ

اذهب الى الأسفل

وماذا بعد أيها ال.......بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ Empty وماذا بعد أيها ال.......بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ

مُساهمة  أبو البراء الأربعاء أغسطس 31, 2011 12:36 pm

إن الأحداث الدراماتيكية والتي حدثت في المنطقة العربية خلال هذا العام(2011) والتي سميت (ربيع الثورات العربية)قد أفرزت الكثير من المآسي على صعيد التشرد القسري الداخلي والخارجي في أكثر من بلد عربي من بلدان الأحداث....فكما هو معروف حتى الآن أن هذه الثورات انطلقت من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن إلى سوريا......وعلى الرغم من الترابط العضوي بين هذه الثورات إلا أن لكل ثورة خصوصية أعني فيما يتعلق بآثارها السلبية على الشعوب العربية....ولا أقصد أنها سلبية مطلقا إنما أعني الآثار المباشرة التي سببتها هذه الثورات
فإذا استثنينا ثورة تونس ومصر حيث لم تخلفا مشردين قسريا داخل أوطانهم لأسباب تتعلق بعدم مقدرة السلطات فيهما على مقاومة الجماهير لانضمام الجيش إليهم وحمايتهم من أمن السلطة...فإننا نرى أن اليمن وليبيا وسوريا قد عانت شعوبها من عنت وتعسف وهمجية السلطة بحيث استخدمت القوة المفرطة والقمع والفتك بالجماهير ...إضافة إلى اقتحام المدن والقرى والتجمعات السكنية ونهب وسلب ممتلكات النا س وقتل الكثيرين وانتهاك الأعراض مما يذكّر القاريء بهمجية التتار والمغول ومحاكم التفتيش .....ولعلنا نجد هذه الظاهرة أقل بروزا في اليمن حيث انضمت كتائب من الجيش إلى المطالبين بالتغيير في وقت مبكر إلى جانب سيادة العلاقات القبلية والتي تحد من قدرة السلطة على استخدام العنف في كل أماكن اليمن.....لكن هذه الظاهرة...ظاهرة التشرد القسري الداخلي تظهر جلية وواضحة بحيث تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع في ليبيا وسوريا وقد تتحول في حال استمرار الصراع إلى وقت أطول إلى مجاعات تعصف بالآلاف.
فعلى الصعيد الليبي اتجه النظام ومنذ الأيام الأولى للثورة إلى قمع الثائرين ومحاصرة المدن والقرى والتجمعات السكنية وقصفها بالطائرات والدبابات والمدفعية بشكل همجي دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين مما أجبر الآلاف من الأسر على ترك ديارهم طالبين النجاة بأرواحهم ولجؤوا إلى الأماكن البعيدة داخل ليبيا ..ومنهم من تجاوز الحدود إلى البلدان المجاورة كتونس ومصر..ولعل هذه الظاهرة تتضح أكثر في المناطق الشرقية والجبل الغربي والمدن الغربية التي شهدت المعارك المتتالية بين كتائب القذافي والثوار...ومما زاد المآسي تدخل الناتو لصالح الثوار والبدء بقصف أماكن كثيرة من طرابلس وغيرها مما أوقع ضحايا بين المدنيين ودفع المئات من الأسر للنزوح إلى الأماكن البعيدة الأكثر أمنا داخل ليبيا وربما خارجها....مما يجعل هذه الظاهرة (ظاهرة النزوح)متعددة التسميات ....(مشردين قسريا داخل وطنهم)و(لاجئين)....ولكن الوضع في ليبيا لاقى شيئا من اهتمام المجتمع الدولي حيث بادرت بعض الدول والمؤسسات الإنسانية وحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى إرسال المساعدات الغذائية والدوائية للمشردين داخليا ولللاجئين نذكر من هذه الدول قطر والإمارات وتركيا ...والصليب الأحمر والهلال الأحمر .....
كما سيرت بعض الدول أسطولا جويا وبحريا على شكل مستشفيات ميدانية لمداواة الجرحى وإجراء العمليات الإسعافية ونقل المحتاجين إلى خارج ليبيا لإجراء المداخلات الجراحية الكبيرة لهم ........وقد اقتصرت المساعدات على هذه الجوانب نظرا لعدم انجلاء الموقف...ولتحول الصراع إلى حرب بين طرفين...أو لنقل تجاوزا بين جيشين ......وبانتظار الحسم يظل هؤلاء معلقين ورهنا لوضع تشردهم ولجوئهم.....
أما في سوريا فالأمر يختلف اختلافا جذريا ويشكل خطورة أكبر مما في ليبيا ،وذلك يرجع إلى إلى شدة البطش والفتك والقمع للمتظاهرين فقد استخدم النظام أبشع وسائل القمع من (أمن وجيش ومرتزقة ....شبيحة....من داخل سوريا ومن خارجها مستخدما كل مانهبه من سوريا خلال خمسين عاما لضرب الجماهير المطالبة بحريتها ولقمة عيشها المنهوبة....وقد خرجت بصدورها العارية وهي تنادي(سلمية...سلمية)....كما لجأ إلى سياسة قصف المدن واجتياحها وومداهمتها مبيحا لشبيحته نهب أموال وممتلكات المواطنين وانتهاك أعراض النساء ...وبخاصة أمام أولادهن وأزواجهن...إمعانا في الإذلال والانتقام من الشعب لغاية إخضاعه والإبقاء على فئة متسلطة في الحكم لتستمر في جعل الشعب في سوريا عمالا وسوريا مزرعة لهم ....وقد دفعت عمليات الاقتحام والقصف مئات الأسر إلى مغادرة مدنها وقراها وتجمعاتها السكنية فرارا وطلبا للنجاة بأرواحهم متوجهين إلى الأماكن البعيدة والأقل هدوءا .وقد تجلى هذا بشكل أكبر في (درعا....بانياس...تلبيسة....حماة...حمص....منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب)هذه المناطق التي كانت البادئة في الثورة والتي لاقت من العنت الحظ الأوفر....كما لجأ أكثر من اثني عشر ألفا من منتطقة(جبل الزاوية)إلى تجاوز الحدود السورية التركية والإقامة في مخيمات لجوء أقيمت لهم داخل الأراضي التركية.....وقد خلف ذلك ردة فعل عند السلطة والنظام حيث لجأ على سبيل الانتقام إلى هدم البيوت والمساجد والتي كانت منطلق المظاهرات وبخاصة أيام(الجمعة)من كل أسبوع....ومما يميز الوضع في سوريا أن السلطة قد منعت دخول منظمات المساعدة الإنسانية ...ومنظمة حقوق الإنسان ومنعت دخول المساعدات من الدول العربية والدول الصديقة....أو منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين مما فاقم من الوضع الإنساني وزاد من معاناة المشردين قسريا ووضع اللاجئيين مما يهدد بمجاعات ومآس تودي ربما بالآلاف من المشرين.....رب قائل يقول إن سوريا استقبلت ملايين اللاجئيين العراقيين واللبنانيين خلال الحروب....فكيف تغص بمواطنيها....والجواب قد يبدو عاطفيا ولكنه الحقيقة التي لازيادة فيها ولا نقصان.....إن الدول التي ساعدتها سوريا بإيواء لاجئيها كافأت سوريا...أو لنقل كافأت حكوماتها العميلة الشعب السوري بأن أرسل (الصدر من العراق)شبيحة مما يسمى بجيش المهدي...وأرسل لبنان شبيحة مما يسمى ظلما بحزب الله وذلك ليساهموا في قتل الجماهير السورية وقتل الجنود السوريين الذين يرفضون قتل الجماهير.......
ثم إن مايلفت النظر في قضية الثورة السورية الصمت العربي والذي هو بحد ذاته مساعدة للنظام في قتل شعبه...وكذلك صمت المجتمع الدولي والذي يسكته النظام بالمليارات التي نهبها من شعبه وأودعها في أوربا وأمريكا وفي غيرها من الدول المتعاونة مع النظام.......ودائع واستثمارات وشراكات وشركات......
مايهمنا هنا أن وضع المشردين قسريا داخل أوطانهم في سوريا وليبيا قد وصل إلى حد الأزمة الحقيقية والتي تنذر بمآس ومصائب وجوائح...تقتضي التدخل السريع من المجتمع الدولي ....تدخلا إنسانيا ...أما الدول العربية ....إذا تدخلت أوربا وأمريكا فستراها تتبعها كظلها....حينها تدعي أن العروبة والأخوّة قد استيقظت في ضمائرها....هذا إن كانت ثمة بقية من ضمائر....



أبو البراء
أبو البراء

المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى