منتديات الشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الثورة السورية....كيف؟....بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ

اذهب الى الأسفل

الثورة السورية....كيف؟....بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ Empty الثورة السورية....كيف؟....بقلم:عبد الرحمن سليم الضيخ

مُساهمة  أبو البراء الأحد مايو 22, 2011 7:40 pm

لن أكرر ماقلته في مقالي السابق(الثورة السورية...لماذا؟)وإن كنت أحس بل أرى نفسي راغبا رغبة ملحة في إضافة أشياء ووقائع ومشاهدات كثيرة تفيد الموضوع....وقد يحدث هذا في مقالات قادمة...إن شاء الله.
الآن نحن أمام قدر تتشكل خيوطه ليصنع أهرام تغيير لايمكن لقوة على الأرض أن تمنع شموخه.....وهذا منطق الثورات الشعبية....وقد يحق لبعض المتابعين عن كثب أن يتساءل:
هل الثورة السورية نسخة(فوتو كوبي)عن الثورتين التونسية والمصرية؟ثم في حال نجاحها هل سيكون مآلها مآل الثورة المصرية(السير بخطى حثيثة سليمة ثابتة)أو مآ ل الثورة التونسية(محاولة الالتفاف عليها من قبل القوى المزاحة بأثواب جديدة)أم إنها شقيقة للثورة الليبية والتي سارعت قوى الشر في الغالم وجرتها ومنذ بداياتها إلى بوتقتها وتحاول صبغها بصبغتها؟
الحقيقة أنا كعربي سوري أتمنى أن تحذو الثورة السورية حذو الأنموذج المصري ...مع اعترافي باختلاف الظروف التي سبقت والمصاحبة والتالية لهاتين الثورتين المباركتين....ولعلي أذكر سببا واحدا من كل فترة من الفترات الثلاث ....أما بالنسبة لفترة ماقبل الثورة فالنظام المصري البائد كان يقيم علاقات علنية مع الكيان الصهيوني وهي علاقات معقدة سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا....حتى إننا يمكن أن نسمي النظام المصري البائد(عرّاب التطبيع)أما النظام السوري فعلاقته مع اسرائيل علاقة قريبة من العقدية والمصلحية وهي سرية كما يتخيل النظام.أما العنصر المواكب للثورتين ففي مصر توجد معارضات داخلية متنوعة(منها صورة للنظام...ومنها المتأرجحة بين النظام والشعب...ومنها اليمينية المتعصبة...وهذه في مصر بدأت تتحول وبذكاء إلى سياسية بامتياز)أما في سوريا فالمعارضة مقتصرة على المعارضة الموجودة في الخارج والتي كانت جزءا من النظام وأثرت من وجودها وخرجت على النظام تمثيلا أو اختلفت معه على المكاسب ...وهذه اختارت أن ترتبط بعجلة الخارج بشكل صريح خلافا للنظام المرتبط بشكل مقنع.
في مصر تحول ميزان القوة إلى أيدي الشباب بعد انتصار الثورة وهم يتابعون بوعي وحزم وذكاء كل الخطوات التي يجري على الساحة المصرية بواسطة الحكومة الانتقالية....وهذا مايجب أن يحدث في الثورة السورية للحفاظ على مكاسبها واحتراما لدماء الشهداء.
أعود إلى النظام القمعي في سوريا.....هو نظام أمني بامتيازتوضحت هويته منذ أكثر من ثلاثة عقود ويتميز بسيطرة الحزب الواحد والذي هو واجهة يتستر بها النظام لإحكام السيطرة على كل مفاصل الحياة السورية....فليس مبالغا من وصف الوضع السوري بقوله:في سوريا لكل مواطن رجل أمن يساعده في مراقبته له وإحصاء أنفاسه عشرات المخبرين ......أما الظرف المصاحب للثورة فلم يذكر التاريخ أن حاكما قتل من شعبه في سبيل البقاء في الحكم كما فعل الأسدان الأب والإبن....أو لنقل الأبناء فهم مستعدون للتحالف مع الشيطان-كما يحدث-في سبيل البقاء في الحكم ويظهر هذا كما أوردت من العدد الحقيقي للشهداء والمفقودين والمعتقلين وبخاصة في فترة الثورة وبغض النظر عن الفترات السابقة علما أننا أمام طرف واحد يقتل ...وليس طرفين كما يحدث في الثورة الليبية....فلست مبالغا إذا قلت أن عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص الأمن ورصاص الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد ورصاص الشبيحة بنوعيها الوطني والمستورد قد فاق عدد شهداء الثورة الليبية ومن كل الأطراف (وسيظهر هذا جليا من المقابر الجماعية )بعد انتصار الثورة إن شاء الله...والأدهى من ذلك أن مدافع دبابات الفرقة الرابعة وبنادق الأمن والشبيحة ..والميليشيات المعدة من قبل أنصار النظام ماتزال مشرعة وتقذف الموت في صدور المتظاهرين العارية.....لن أستطيع التكهن بما سيحدث بعد انتصار الثورة المؤكد إن شاء الله....ولكني هنا أطرح سؤالا مشروعا يخطر على بال كل متتبع ومهتم بهذا الشأن وهو:
هل يملك الثوار استراتيجية منظمة؟؟أم إنها ثورة عفوية تلقائية ستقع فريسة للنسخ المطلية والملمعة للنظام والتي تسمي نفسها (المعارضة )المقيمة في الخارج والتي تمتلك الأموال الطائلة والتي سرقتها من البلد حين كانت شريكة للنظام في الحكم؟أم أن المتطرفين الذين يقيمون أيضا في قصور في أوربا تحت رعاية(كريمة)من الأمريكيين والأوربيين هم الذين يجهزون أنفسهم كبدلاء يلبسون المسوح للنظام؟وهل نخشى على الثورة أن تسرق من قبل اللصوص المحترفين في سرقة الثورات؟وهل يعود النظام القمعي بثياب جديدة كما حصل في ثورات سابقة؟أسئلة مشروعة يجب على الثوار إيجاد الإجابات عليها ....لتجنب السقوط في هاوياتها.وحتى لاتضيع دماء الشهداء هدرا.
لاأملك أنا الإجابة على هذه الأسئلة...غير أنني ومن منطلق الحرص على النجيع الذي سال من عشرات الآلاف من شبابنا أود أن أدلي بدلوي لعلي أصيب أو أساهم في تقديم تصور يخدم الثورة ويحمي دماء الشهداء من أن تسرق مرة أخرى.
أولا لابد من الاعتراف أن النظام قد فقد شرعيته وأهليته لقيادة مركبة التغيير والإصلاح ولم يعد بالإمكان بقاؤه ليدير دفة الحكم في سوريا مهما أذاع من شعارات فات أوانها(إصلاح...تغيير...محاربة الفساد.....الخ )فقد مل الشعب من سماع هذه الأكاذيب...والشعارات التي أفرغت من مضامينها
ثانيا- لاثقة للشعب بالمعارضات كلها لأنها في أحسن أحوالهامعارضات غبية أو مصلحية(مصلحة فئة)أو عائلية...أو طائفية ...أو مرتبطة بالخارج .
ثالثا-هناك فئة(غير قليلة)من المفكرين والحكماء والمثقفين والمتنورين والذين كانوا إما مغيبين أو محيّدين أو معتقلين لأفكارهم أو مبعدين....وهؤلاء برأيي يشكلون القائد الخبير لإدارة دفة سفينة النجاة للوصول بها إلى الشاطيء الآمن......هؤلاء بإمكانهم توجيه دفة الحياة في سوريا لفترة انتقالية.....بحيث يشكل منهم مجلس أو لنسمه(حكومة انتقالية)....تردف بمجلس منهم يراقب مسيرتها ويوجهها....على أن تتم المراقبة من قبل الشباب الذين صنعوا الثورة(كما يحدث في مصر)كي نضمن أن الثورة لن تنحرف عن مسارها....وهنا لابد لي من التشديد على أن تكون خلال وبعد الثورة إرادة تنفيذية قوية وحازمة لمحاربة النزعات الهدامة كالطائفية والمذهبية والقومية ...الخ
وأكرر تحذيري للشباب للحرص والتنبه على عدم السماح لأية فئة (مطلية)من فئات النظام للعودة بأشكال أخرى...من مثل مايسمى(أحزاب الجبهة...وغيرها)من المشاركين بأي شكل من الأشكال في النظام...فهم جميعا مرتبطون بعجلة أعداء الشعب واللصوص بكل أشكالهم وفئاتهم وتربوا في معاهد اللصوصية والتبعية للصوص أكبر منهم......
أما الفترة العصيبة التي هي فترة الثورة فأقترح تشكيل مجلس موسع من كل المناطق لمساعدة الشباب في تعبئة الجماهير ضد النظام للخروج بمظاهرات مليونية لتسرع الخلاص من هؤلاء القتلة والمجرمين وتعيد عجلة الحياة إلى كافة أرجاء الوطن الجريح.
وأخيرا أطلق تحذيرا قويا للشباب ...اصمدوا لاتيأسوا....لاتتراجعوا أمام بطش الجزارين ....فهم خاسرون في النهاية....إنهم الآن كالذئب الجريح....هم يفقدون مصدر نهب لايمكن أن يتوفر لهم في مكان آخر......أضرب مثالا على ذلك أن واحدا من اللصوص المتوسطين...يدخل حسابه في اليوم الواحد من نهبه وسرقته....مبلغا يعادل مجموع مرتبات 700000موظف سوري في شهر..
فهل من السهل على هؤلاء التخلي عن الحكم؟؟!!
هم سيتخلون مجبرين وستلفظهم جماهير سوريا وتربة سوريا وهواء سوريا ....فهي بلد يصبر ...ويصبر...ويصبر....ولكنه في النهاية يقذف بالظلم والظّلام خارج حرمه القدسي....ويدفنهم في (مزبلة التاريخ).
ياشباب الثورة السورية....ثقوا أنكم منتصرون....ياسوريا...ثقي أن الغد سيشهد جنة أخرى تطفو على سطح مرابعك....ياشعب سوريا غدا لك ...ولك....ولك.


أبو البراء
أبو البراء

المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى