إلى شعراء(تجمع شعراء بلا حدود)...شعر:البراء عبد الرحمن الضيخ

هذا أنا ياسادتي
طفل تلفع بالأملْ
كرهَ الجرائدَ والمناضدَ , والمدارسَ والدولْ
كره التأرجح في عصافير اللغةْ
كره الكراسي تحت عُبَّادِ التكاسل
*****
فرعون في زمن التألّه والحضارةِ
أشعلَ التاريخَ , أعلى الصرحَ ,
صار الربَّ في زمن الحجارة والمدينة والعلوم
,ويمدد التحنيط في لغة العقول
ويقر فيها قولة الرب القديم
**********
, نعم بنينا فوقَ (خوفو) جثةً وصلتْ إلى موسى وكل الأنبياء الواقفين على مدارات السماء
البحرُثار... مصرُتقعد للمخاض.... تونس الخضراءُتنجب بكرها الميمون.... ثار القبرُ....
أردى كل أشعار الخلودْ
الفقرُثار ... العمرُ...ثار الليلُ...ثارَ الغازُ...ثار النيلُ... طارتْ غزة ...سُرق العراقُ ...
جفت عيونٌ من دماءِ الصبحِ
والنفط الرخيص
ويحين وقت الإلتصاق مع السماء .
*****
في ساحة التحرير شُقَّ البحرُ .. , واحترقَ الأبدْ
البحرُ أخضرُ والصلاةُ على الدماءِ طهارةٌ للشِّيْبِ قبل رحيلهم ,
وأنا أنام مفتّح العينين كي لاينتهي الحلم الجميلْ
بلقيسُ ماتت والظلالُ مديحُها لم يكتملْ ....
.... وجدارُ (درويشٍ) تنفَّسَ من خلالِ الراحلين إلى السماءْ
*****
ياسادتي
أنا من يكحِّلُ بالنعوشِ عيونَ من رحلوا على سفنِ الرغيفْ
وأنا تركْتُ (محمدَ الماغوط) يوماً فوقَ أحذيةِ الجنودْ
وأنا تركْتُ (نزارَ) يهوي بين آفاتِ النهودْ
وتركت (محمودا) على جُدُرِي العقيمةِ يرتقي نحو الخلودْ
وأنا من اغتالَ السنينَ
ليرتقي فيهِ الأبدْ
*****
وعلى جدار الأبجدية
رحت أرسم آهة ذرفتها أوجاع المحيط
وصقلت أنياب الصحارى
والخليج
ووقفت فوق خريطة ملآى بأسلاك...
وأنات الرصاص
وضحكت من لفة الرمال تدندن التلمود
في حضرات فرعون وقارون و...بوش
وضحكت أخرى
حينما قالوا
تهاجر في صناديق النضار جلودنا
فهربت أبحث فيكم
عن أحرف أخرى لأبجد معجمي
فلقد شربت حليبكم
من سيّد الزهر المحنى
وأتيت كي ألج النهار
فإذا تفضّل جمعكم
بقبول قافيتي الكليلة
سأكون آخر خادم لقوافل الشعر المكلل ....بالحياة

ماأروعك يابني....لقد غلبتني والله....وأنا سعيد أنك غلبتني...وفقك الله ورعاك....وحماك والشباب جميعا من شياطين الإنس والجن.....أنتظر جديدك...وأنا أعلم أن انتظاري قد يطول لما أنتم فيه من امتحان شاق ...وخطر....أنت يابراء وسوريا يوسفي وأخوه....(فعسى الله أن يأتيني بهما جميعا).....أنتظر منكما قميصا يرد إلي وطني وأهلي.....أحييك يابني...طبت...دم بخير.