ربما تندمين...خاطرة:بقلم :عبد الرحمن سليم الضيخ

كنت أعلم حين تسورت عليّ المحراب أنك تحملين شلوا من جسد تفاحة أبي.....وعلى الرغم من ذلك فقد أخذته وأودعته في فمي،تحت لساني وأوهمتك أنني أكلته.......كنت أقرأ قسماتك التي تنبيء بفرح أحمر،يغوص في أعماق محيط يتخذ من محارة طرد لؤلؤتها بيتا استعمره وأقام فيه مملكة المكر.......سألت نفسي مرات....هل سأنجح في زرع واحدة من مكونات الحب في ماء هيولاك؟؟؟....الجواب كان مئة مرة....لا....لا...لا...ومرة واحدة ...نعم....قلت من منطلق أنني لم أفشل أمام رجل طيلة حياتي :فلأحاول.....علّ ....وعسى......ألقيت شباكي في محيطك ...فتمزّقت خيوطها مرّتين.....وكنت أمزّقها معك....أتذكرين؟؟؟ومع ذلك لم أيأس....أرسلت(كيوبيد)الطفل إلى محيط محارتك مرات ليهتبل فرصة ينشب فيها سهمه في أية مساحة من مملكتك ....ففشل مرات ومرات....لأنك كنت تسورين مملكة مكرك بسياج من المكر المطعم بجهل رسم على أسس علمية دقيقة...هذه الأسس التي اتخذت منها كتابا مقدّسا تمارسين طقوسك على وفق تعاليمه....
كنت أعطيك ماجئت من أجله كصياد نثر على وحول الفخ الكثير من القمح الذهبي وشذرات من النور تحيط دودة معلقة على ظفر الفخ....ورحت تلتقطين القمح الذهبي حبة حبة...وتلمين شذرات النور لتودعيها تحت جناحك الأسود....كنت غبية حينها.....بل غافلة عن حقيقة هي أن سواد الجناح لن يمنع النور من أن ينسرب بلطف إلى القلب وينير بعضه الذي كان السواد يلفه.........
أعترف أنني فشلت في أن أجتاز الأسوار البشعة.......لكن عليك أن تعترفي أنني أفلحت في أن أجعل هيولاك تتطرز بألوان أخرى لم تكن فيك...وهي شيء من الحب الأبيض الذي كان طارئا عليك وأصبح رغما عنك من ألوان ذراتك.......إلى جانب الكثير من صور الوفاء التي حفرت على كل ذرات روحك وإن كنت تحاربينها ...ولكن ثقي إنها لن تجلو من دمك......
اذهبي حيث شئت...وألقي بنفسك في أحضان كل محارات المحيط...واستعمري ماتشائين من مساحات....لكنك لن تفلحي في شطب ألوان قوس قزح التي أدخلتها دون أن تعلمي في نفسك.......
لن أكون مغرورا وأقول ستعودين....ولكنني أقولها ملء الحب....لن تبتعدي....وربما .....وربما....وربما تندمين...ولكن ....هيهات...هيهات.
الشارقة:25/6/2010

بارك الله بك أستاذي

كل الشكر لك لمرورك العطر بخاطرتي......دمت رائعا متألق العطاء.