انتفاضة الرمل...شعر عبد الرحمن سليم الضيخ

حين تتحوّل ذرات الرمال إلى مردة تعبق بالبطولات والحب ......حينها قل :أفاقت طيور النورس وعادت ترسم في السماء دائرة واحدة......واحدة فقط.
يعمرني مسّ يجهدني
ويقيت يباسي من ألمي
يحبطني يأخذ ذراتي
في سفر نحو نهاياتي
يرغمني أن أجثو ثملا
وثنيا يسجد للصنم
تتسلل من جدثي أفعى
تسحبني نحو ملالاتي
وتزف بياض نويّاتي
لقطار يرقص للعدم
ويسافر في جرحي الورم
وضلوعي سكة مقهور
يقتات العقم وينميه
ويعب سلالا من هيل
وينام على سقر فيه
ويناغي أرتال الندم
أزهقت شموسي في صبحي
ووأدت بوعيي فجر غدي
أسلمت لسرّاقي نفحي
وزهور النرجس في سددي
وهجرت ملاذات القمم
مزّقت جوازات السفر
وأحلت ملفي للقدر
وغرست فسائل من وتري
رويت بجداول دفق دمي
حييت سيوفا ورماحا
سفحت من روحي أرتالا
وقرأت حلالا وسفاحا
وجمعت سؤالا وسؤالا
وملأت رمالي أرواحا
ودفنت يباسات العدم
هبني أرّخت لقتل أبي
ولحقن السمّ بأوردتي
ولوأد رسالة ألف نبي
وضياع حروف من لغتي
من ذا يخرجني من جدث
يقتات ثراه بدفق دمي
ويمد مساحات الألم
بغداد تحاورني ثكلى
تقتات الرعب وتشربه
وسامرّاء تعاتبني
ودماها مطر تسكبه
ودمار يدفن قافلتي
أطفالا ونساء ودمى
وجنينا يذبح في الرحم
ويذوب على دفق الحمم
فلّوجة جدّي ذوّبها
في نار الحقد غباء أخي
قد باع الله وخبز غدي
وأقال عباءات الكرخ
وشعور الألفة والندم
وأباح الحلّ مع الحرم
من يرقأ دمعي ياأمي
من يوقف نزف كراماتي
من يبني غزّة والأقصى
من يجبر أعناق الآتي
من يكسر وثنا قد أدمى
أفئدة تهفو للسّلم
وتغذي أوتار القلم
تتبعني أرتال حمقى
تدفعني في جوف سراب
تتخمني ذلاّ أو رقّا
وتبيح لحومي لكلاب
تلقيني في بحر السقم
وتمزّق أمواج العلم
إن كان الخائن من جلدي
مزّقت إهابي بنيوبي
وزرعت عروقا من مسد
تنئيني عن نتن عيوبي
وتعيد ملامح مخزوم
وأبرّ كبيرابالقسم
وأغذي أوتار الرمم
يرعبني كاهن بيت أخي
أنآه وعفّر جبهته
وذرا أسفلتا وحميما
ونزيفا يسفح غرّته
فيذوب كترب في يمّ
ويعاقر أكواب السّأم
حاكمني ذئب مفترس
حدّ الأنياب وأطلقها
حاكمني عن فوح زهوري
داس التيجان ومزّقها
وأقال سفارة معتصمي
وتلمظ طعم نجيع دمي
إن كان القاتل في غده
يتركني ونزيف جراحي
ويخلّف ظلاّ يقهرني
ويصبّ غلالا في يده
أقتات بجوع يسلمني
لخواء يخلد في قرمي
ويبيع قوارير الذمم
سأفجّر جرحي بركانا
يسقى بعزائم شمشون
وأسطر فجرا وكيانا
وأبايع قدسا يحدوني
وأنام على زند القيم
وأجاور تيجان القمم