ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(1)
صفحة 1 من اصل 1
ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(1)
أولاً - ضبطُ البنيةِ اللفظيّةِ :
يمتلك الخطابي ملكة لغوية بارعة ، وثقافة لغوية متنوعة ، لمسناها في تضاعيف كتابيه [ غريب الحديث ، وإصلاح غلط المحدثين ] ، فقد كشف الخطابي عن ثروته اللغوية بين دُفتي هذين الكتابين ، ويبدو حرصه الشديد على ضبط البنية اللفظية حين أفرد لها كتاباً سماه [ إصلاح غلط المحدّثين ] ، ردّ فيه أغلاط المحدّثين اللغوية إلى الصواب ، واستفاض في بيان هذا الغلط والتعليق عليه من خلال ضبط البنية ، وأكثر ما نلمح هذا الاتجاه اللغوي أيضاً في كتابه (غريب الحديث) ، حيث لم يخلُ منه لفظ غريب دون توثيق لضبطه؛ فهو دائبُ الاجتهاد في ضبطه ضبطاً لغوياً دقيقاً ، ينم عن إحاطة عميقة وشاملة بمعرفة اللغة. ولا جرم أنّ ضبط البنية ، إنما هو ضرورة نحوية وصرفية ولغوية ......... أما الأغراض التي توخّاها الخطابي من ضبط البنية ، فأهمها :
1 – تمييزُ الفعلِ من الاسمِ والمصدرِ :
ومن ذلك [ وَكَدَ ، وُكْداً ، ووَكْداً ] : يقول الخطابي من حديث الحسن (( أوكدتاه يداه هكذا قال الراوي . وأُراه أَكْأَدتاه يداه : أي أتعبتاه . يقال : أكادني الأمر وتكاءدني الشيءُ إذا شقّ عليك ، وعقبة كؤود . وكأْداء : أي ذات مشقة ، أو يقال : كدَّتاه يداه من الكدّ والتعب .
ويحتمل أن يكون معنى أوكدتاه أعملتاه . يقال : وَكَدَ فلانٌ أمره يكده وكْداً ، إذا مارسه وقصده ، ومنه قول الطرمّاح :
وَنُبئت أنَّ القين زنَّى عجوزةً قُفيرة أُمَّ السَّوء أنْ لم يكِدْ وَكْدي([1])
معناه : لم يعمل عملي ولم يُغن غنائي . [ ويقال : مازال ذلك وُكدي بضم الواو : أي فعلي ودأبي ، والوُكْد : الاسم ، والوَكْد : المصدر ([2]) ].
ومن ذلك ضبطه للفعل [ لم تُسنن ] بضم التاء وكسر النون الأولى، في حديث ابن عمر أنَّه كان يقول : (( يُتَّقى من الضحايا والبُدْن ما لم تُسنِنْ )) . ذكره ابن قتيبة في كتابه ، ورواه لم تُسْنَنْ ، مضمومة التاء مفتوحة النون الأولى، على مذهب المفعول لم يُسمَّ فاعله ، وقال : هي التي لم تُنبَت أسنانُها كأنَّها لم تُعطَ أسناناً ، وهذا كما تقول : فلانٌ لم يُلبَنْ : أي لم يُعطَ لبناً ، ولم يُسمَنْ أي لم يعط سمْناً ([3]) )) .
ويستطرد الخطابي في بيان غلط ما ذهب إليه ابن قتيبـة في ضبط هذا الفعل فيقول : ((الخطب في هذا أيسر من ذلك ووجه الكلام بيّن ، ومعناه واضح إذا اتُّبع صوابه ، ولم يغيّر إعرابه ، وإنما هو لم تُسنِنْ أي لم تُسِنَّ ، ردّه إلى الأصل ، فأظهر النونين ، يريد بذلك سَنّ الإثناء ([4]) )) . ثم يعّضد هذا الصواب بما رواه الأثبات من أصحابه فيقول : (( وكذلك رواه لنا الأثبات من أصحابنا ... لم أر منهم في ذلك اختلافاً ([5]))) .
2 – اختلافُ المَعْنى باختلافِ ضبطِ المبنى :
يسوق الخطابي أمثلة كثيرة ، من خلال تفسير الغريب ، تشي بأن الاختلاف في ضبط المبنى ، يقود إلى الاختلاف في تحديد المعنى ، ومن ذلك قوله : [ العِدى ] : الأباعد والأجانب .. قال الشاعر :
إذا كنت في قومٍ عِدىً لست منهم فكُلْ ما عُلِفْتَ من خبيثٍ وطيّبِ
والعِدى : الأعداء أيضاً ، وليس هذا موضعه ، ... فأما العُدى – مضمونة العين – فهم الأعداء لا غير ([6]) )) .
ويقول الخطابي في موضع آخر : (( ويقال في هذا المعنى : رجلٌ لُعَبَةٌ – بفتح العين – إذا كان كثير التلعّب والتمرس بالناس ، فإذا كان يتلعّب به الناس ، ويولعون بمداعبته فهو لُعْبَةٌ – ساكنة العين – ([7]) )) . فقد اختلف المعنى ـ كما رأيت ـ باختلاف ضبط المبنى.
ومن ذلك أيضاً مااختلف معناه باختلاف ضبطه كتمييز الخطابي بين : [ الحِصان ] – بكسر الحاء – والحَصان – بفتحها - . وذلك في معرض شرحه حديث الصحابي الجليل ابن عباس ([8]) ، الذي وصف الفتاة التي جاءت تمشي على استحياء في قصة موسى عليه السلام ، بأنها ليست بسَلْفَع . ثم يصف فرس فرعون في هذه القصة ، أنه كان على فرس ذنوب حِصَان .
يقول الخطابي : (( والحِصان : الفحل ، يقال فرس حِصان ، بكسر الحاء ، وامرأةٌ حَصان بفتحها ([9]) يريد عفيفة .
ومن ذلك - أيضاً – ما اختلف معناه لاختلاف ضبطه :[ العذق ] في حديث عائشة رضي الله عنها – عندما بنى بها رسول الله r قالت : (( إني لأرجَّح بين عَذْقين ([10]) )) .
قال الخطابي : (( العَذْقُ : - مفتوحة العين – النخلة . والعِذْقُ – مكسورة العين – الكباسة ([11]) )) والعَذْق :- بالفتح – النخل ، والعِذْق :- بالكسر – الثمر([12]) . و (( [ الثُّلّة ] : - بضم الثاء – الجماعة من الناس ، والثَّلّة : - بفتح الثاء – القطيع من الغنم أو الصوف والشَّعر ([13]) )) .
ويقول الخطابي في موضع آخر : (( ويقال – أيضاً – نَفِسَتْ المرأة إذا حاضت ، ونُفِسَت من النفاس ([14]) )) . فبين فتح النون وضمها في الفعل [ نفست ] اختلف المعنى .
ويختلف المعنى – أيضاً – باختلاف الضبط في [ الصَّـفْد ] ساكنة الفاء ، وفي الصَّـفَد – مفتوحة الفاء ، ومن ذلك ما جاء في حديث الصحابي عبد الله بن أبي عمار t أنه قال : (( كنت في سفر فسرقت عيبةٌ لي ومعنا رجل يُتَّهم ، فاستعديت عليه عمر بن الخطاب ، وقلت له : لقد أردت يا أمير المؤمنين أن آتي به مصفوداً ، قال : تأتيني به مصفوداً تعترسه ، فغضب ولم يقض له بشيء . والمصفود : المقيد ، والصَّفْد ، ساكنة الفاء ، القيد ، والصَّفَد مفتوحها : العطاء ([15]) )) .
ويختلف المعنى أيضاً باختلاف ضبط الاسم على لغات ثلاث كما ورد في كثير من المثلثات اللفظيـة المختلفة المعـنى كما سيأتي بعد عُجالة . ومن ذلك تفسـير الخطابي لمثلّث [الهيام] وهو مما ثُلّثت فاؤه فاختلف معناه باختلاف تثليثه فقد فسر الخطابي الهيام- بفتح الهاء -: بأنه تراب يخالطه رمل ، والهيام ـ بضم الهاء ـ : شدة العطش ، والهيام ـ بكسر الهاء وضمها ـ أيضا ـ : داء يأخذ الإبل عن بعض المياه بتهامة ([16]) .. )) .
ويفسر الخطابي غريب ما ورد في حديث الصحابي الجليل سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ حين كتب لأبي الدرداء : يا أخي إن تكن بعدت الدار من الدار ، فإن الروح من الروح قريب ، وطير السماء على أََرْفَة خَمَر الأرض تقع .
وفي [ أرفة ] ـ بفتح الألف وضمها ـ يقول الخطابي : " فإن كانت الرواية أَرفة –بفتح الألف– فمعناه أخصب من الرفة .
وإن كانت أُرفة – بضم الألف – فمعناها الحدُّ والعَلَمُ يُجْعَل بين أرضين يَفْصِلُ بينهما ([17]))) . ويذكر الخطابي ما حكاه بعض أهل اللغة من أنَّ امرأة من العرب كانت تبيع تمراً فقالت : إن زوجي أَرَفَ لي أُرفةً لا أجاوزها ؛ تريد أنه حدّ لها في السعر حدّاً لا تجاوزه ([18]) )) .
ومن ذلك أيضاً ما جاء في ضبط بنية [ كفّة ] بضم الكاف وكسـرها . قال الخطابي : ((كل مستطيل كُفَّةٌ – مضمومة الكاف – وكل مستدير كِفَّة بكسرها ([19]) )) . و (( [ الشِّعْثِ ] – بكسر الشين – نبتٌ من نبات الحرم ، والشَّعَث – بفتح الشين والعين – التفرُّقُ والانتشار([20]) )) .
3 – ائتلافُ المَعْنى معَ اختلافِ ضبطِ المَبْنى :
ساق الخطابي أمثلة شتى لهذا الوجه التفسيري كما في [ البَجْر والبُجْر ] ـ بفتح الباء وضمها ـ ومن ذلك تعليق الخطابي على قول أبي بكر t مخاطباً عبد الرحمن بن عوف ، ومنه : (( والله لأن يقدَّم أحدكم فتُضربَ رقبته في غير حدّ خيرٌ له من أن يخوض غمرات الدنيا ، يا هادي الطريق جُرت إنما هو الفجرُ أو البَجْرُ ([21]) )).
يقول الخطابي : (( وقوله : هو الفَجْر أو البَجْر مَثَلٌ ، والبَجْرُ الداهية والأمر العظيم . يقال : جئت يا هذا ببَجْرٍ أي بأمر منكر . يقول : إن انتظرت حتى يُضيء لك الفجر أبصرتَ الطريق ، وإن خبطتَ الظلماءَ أفْضَتْ بكَ إلى المكروه ، ويقال : بَجْرٌ وبُجْرٌ ([22]))) .
فالبَجْرُ والبُجْر على معنى واحد وإن اختلف ضبطهما . ومنه [ قِبَلاً و قُبُلاً ٍ] – بكسر القاف وفتح الباء وبضم القاف والباء معاً – والمعنى واحد ؛ كما جاء في حديث النبي r حين سأله أبو ذر عن أول الرسل : (( قال : آدم . قلتُ : يا رسول الله أنبي مرسل ؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ، ثم سواه قُبُلاً ([23]) )) .
قال الخطابي : (( وقوله [ قِبَلاً ] ، إذا كُسِرت القاف كان معناه المقابلة والعِيَان ، وكذلك قُبُلاً يقال : لقيت فلاناً قِبَلاً و قُبُلاً : أي مقابلةً ([24]) )) ، وقد قُرئ قوله تعالى : [ أو يأتيهم العذاب قِبَلاً ] ([25]) و قُبُلاً . ونظير ذلك : (( الفُقْم : مقدَّم الأنف ، يقال ذلك بضم الفاء وفتحها ([26]) )) .
ويقول الخطابي في موضع آخر أيضا : (( ... ورجل طليق الوجه وطلْق الوجه ، وهو طليق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ ([27]) )) . [ فطِلْق ] الوجه وطَلْقه – بكسر الطاء وفتحها – على معنى واحد رغم اختلاف الضبط . ويقال – أيضاً – للجماعة : [ كُبْكُبة ، وكَبْكَبَة ([28]) ] – بضم الكافين وفتحهما – والمعنى واحد . ومثله : [ حِبْوة ([29]) ] – بضمها – والمعنى واحد والكسر أعلى كما يقول الخطابي . وقد يكون ضبط البنية على لغات ثلاث والمعنى واحد ، كقول النبي r : (( ... الحرب خَدْعة )) - بفتح الخاء - .
وفي ضبط فاء [ خدعة ] يقول الخطابي : (( وفي قوله : الحرب خَدْعة ، ثلاث لغات: أعلاها خَدْعَةٌ – بفتح الخاء ([30]))) . وقال فيما أخبره أبو رجاء الغنوي عن ثعلب : قال : (( الحرب خدعة ، بلغنا أنها لغة النبي r . وروى يعقوب عن الكسائي وأبي زيد : خُدْعة وخُدَعة ([31]) )) – بسكون الدال وفتحها - .
واختلف ضبط البنية في [ دبريّاً ] على لغات ثلاث – أيضاً – والمعنى واحد ، فيما نقله الخطابي عن أبي زيد ، قال : (( قال أبو زيد : فلان لا يصلي إلا دَبَرِيّاً ، أي في آخر وقتها ، قال : والمحدثون يقولون : دَبْرِيّاً ، وروى ابن الأنباري : دَبَرِيّاً و دَبْرِيّاً ودُبْرِيّاً، والمعنى أن يأتيها في آخر وقتها ([32]))) .
وينقل الخطابي عن شيخه أبي عمر اختلاف المبنى في ضبط الفعل [ عقمت ] فيقـول : (( وأخبرني أبو عمر ، عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : والاعتقام أن يحفر الرجل البئر، فإذا بلغ موضعاً لا يعمل فيه المِعْوَل عدل إلى جانب آخر ، فيقال له ما شأنك ؟ فيقول : اعتقمت. قال : ومنه العُقْم ، وهو امتناع الرحم من الولد . يقال : عُقِمَت المرأة وعَقُمت وعَقَمَتْ([33]))) والمعنى واحد .
ومن هذا ما جاء في حديث أبي هريرة في ضبط البنية المؤتلفة المعنى المختلفة المبنى في المثلث اللفظي [ براء ] ، ومنه : أن عمر بن الخطاب (( دعاه إلى العمل فأبى ، فقال عمر: فإن يوسف قد سأل العمل ، فقال له أبو هريرة : إن يوسف مني بريء ، وأنا منه بَرَاء ..([34])))
يقول الخطابي : (( قوله : إن يوسف مني بريء ، وأنا منه براء ، لم يُرد به براءة الولاية، وكيف يتبرأ من نبي من الأنبياء هو مأمور بموالاته ، مفروض عليه الإيمان به والتصديق بنبوته وإنما أراد به البراءة عن مساواته في الحكم والمقايسة به في القوة على العمل . ويقال : إنه منه بريء وَبَراء ، ويقال أيضاً : قوم بَرَاء ، وقد قرئ :[ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ] ([35]). قـال أبو زيد : [يقال] : نحن منكم بَرَاء و بُراء و بِراء ([36]))) .
فضبط المبنى مختلف والمعنى مؤتلف ؛ وسنأتي – كما نوهنا – إلى تناول هذا النوع من الضبط اللغوي في الجزء الثاني . وقد يكون ضبط البنية على لغات بنائية أربع والمعنى واحد .
قال الخطابي في معرض تعليقه على قول النضر بن كَلَدة في قصة رسول الله r مع قريش: (( ... والصواب ما انتبلتم نَبْله ، ومعناه ما انتبهتم له ، ولم تعلموا علمه ، تقول العرب: أنذرتك بالأمر فلم تنتبل نَبْلَه : أي ما انتبهت له ، قاله يعقوب ، قال : وفيه أربع لغات : ما انتبل نَبْله و نُبْله و نَبَاله و نَبَالته ([37]))) . فنَبْله ونُبْله : مختلفان في ضبط المبنى رغم ائتلاف معناهما.
د.نبيل قصاب باشي
الأستاذالمساعد فالجامعة الإسكندينافية
([1]) ديوان الطرماح 178 تح : عزة حسن . ط دمشق 1968 . وفي شرح الديوان أن قفيرة هي بنت سكين ابن الحارث . وكانت سبيّة من قضاعة . والبيت في اللسان ( وكد ) .
[2])) الخطابي : غريب الحديث 3/94-95 . والحديث في الفائق ( نحا ) وفي النهاية لابن الأثير( نحا )
([3]) المصدر السابق 2/416 .
([4]) الخطابي : غريب الحديث 2/416 .
([5]) المصدر السابق 2/416 .
([6]) المصدر السابق 2/94 – 95 بتصرف . والبيت في اللسان ( عدا ) وفي إصلاح المنطق 99 . يُروى لزُرارة بن سُبيع الأَسَدي ، وقيل هو لنضلة بن خالد الأسدي ، وعزاه التبريزي وابن السيرافي إلى دودان ابن سعد الأسدي . وانظر التاج (عدا) قال الخطابي : العِدى ، لم يأت من النعوت على وزنه إلا قولهم : مكانٌ سِوى . وقال ابن السيرافي : لم يأت فعلٌ صفةً إلا قومٌ عِدىً ومكانٌ سِوىً وماء رِوىً .. الخ . وانظر اللسان ( عدا ) . وقال يعقوب في إصلاح المنطق 133 : (( وقوم عُدىً وعِدىً ، أي أعداء )) .
([7]) المصدر السابق 2/162 .
([8]) المصدر السابق 2/468 .
([9]) المصدر السابق 2/469 .
([10]) الخطابي : غريب الحديث 2/574 . أخرجه البخاري في صحيحه 5/71 في مناقب الأنصار ، وابن ماجة 1/603 في النكاح ، والدارمي 2/159 في النكاح أيضاً بألفاظ أخرى مختلفة قليلا . وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 6 /211 في حديث طويل ، والحميدي في مسنده 1/113 باختصار ، وابن سعد في طبقاته 8 /60ـ61
([11]) المصدر السابق 5/575 .
([12]) المصدر السابق 1/482 .
([13]) المصدر السابق 1/498 .
([14]) المصدر السابق 2/576 .
([15]) المصدر السابق 2/246 . والعترسة : القسر والغلبة . أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 10/217 وفيه : " عبد الله بن أبي عامر بدل عبد الله بن أبي عمار" .
([16]) المصدر السابق 2/466 .
([17]) الخطابي : غريب الحديث 2/355 .
([18]) المصدر السابق 2/356 . والخمر : كل ما واراك من شجر وغيره .
([19]) المصدر السابق 3/41 .
([20]) المصدر السابق 3/131 .
([21]) المصدر السابق 2/38 أخرجه الطبري في تاريخه 4/52باختلاف يسير. وانظره في كنز العمال 12/531ـ533 وقوله : هو الفجر أو البجر من الأمثال . انظره في أمثال الميداني 1/68 .
([22]) المصدر السابق 2/39 .
([23]) المصدر السابق 2/157 .
([24]) الخطابي : غريب الحديث 2/157 .
([25]) سورة الكهف : الآية 55 .
([26]) الخطابي : غريب الحديث 2/469 .
([27]) المصدر السابق 1/393 .
([28]) المصدر السابق 1/402 .
([29]) المصدر السابق 3/37 – 38 . والحِبوةُ : الاحتباء وهو أن يجمع ظهره ورجليه .
([30]) المصدر السابق 2/166 .
([31]) المصدر السابق 2/166 .والحديث بطوله أخرجه ابن الأعرابي في معجمه ( مخطوط 38 ـ 84 ) عن عائشة رضي الله عنها . وروي عن علي ـ كرم الله وجهه ـ بسند آخر عن ابن الأعرابي في صحيح البخاري 4/244 في المناقب وفي الاستتابة 9/21 . وأخرجه أبو داود في السنن 4/244 وأحمد في مسنده1/131 ـ 134 .
([32]) المصدر السابق 2/268 .
([33]) الخطابي : غريب الحديث 3/77 .
([34]) المصدر السابق 2/432 . أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن أيوب عن ابن سيرين11/323 . وابن سعد في طبقاته عن ابن هلال عن ابن سيرين بطوله 4/335 ، وعن ابن عون عن ابن سيرين باختصار . وانظر عيون الأخبار لابن قتيبة 1/53 . وجميعهم باختلاف بعض الألفاظ . كما أخرج أبو نعيم نصفه الثاني في الحلية 1/380 .
([35]) سورة الممتحنة : الآية 4 .
([36]) الخطابي : غريب الحديث 2/432 – 433 .
([37]) المصدر السابق 2/330 – 331 . والحديث : (( والله لقد نزل بكم أمر ما ابتلتم بتله )) وقد صوبه الخطابي. وهو بتمامه في الفائق وفي النهاية ( بتل) .
"
يمتلك الخطابي ملكة لغوية بارعة ، وثقافة لغوية متنوعة ، لمسناها في تضاعيف كتابيه [ غريب الحديث ، وإصلاح غلط المحدثين ] ، فقد كشف الخطابي عن ثروته اللغوية بين دُفتي هذين الكتابين ، ويبدو حرصه الشديد على ضبط البنية اللفظية حين أفرد لها كتاباً سماه [ إصلاح غلط المحدّثين ] ، ردّ فيه أغلاط المحدّثين اللغوية إلى الصواب ، واستفاض في بيان هذا الغلط والتعليق عليه من خلال ضبط البنية ، وأكثر ما نلمح هذا الاتجاه اللغوي أيضاً في كتابه (غريب الحديث) ، حيث لم يخلُ منه لفظ غريب دون توثيق لضبطه؛ فهو دائبُ الاجتهاد في ضبطه ضبطاً لغوياً دقيقاً ، ينم عن إحاطة عميقة وشاملة بمعرفة اللغة. ولا جرم أنّ ضبط البنية ، إنما هو ضرورة نحوية وصرفية ولغوية ......... أما الأغراض التي توخّاها الخطابي من ضبط البنية ، فأهمها :
1 – تمييزُ الفعلِ من الاسمِ والمصدرِ :
ومن ذلك [ وَكَدَ ، وُكْداً ، ووَكْداً ] : يقول الخطابي من حديث الحسن (( أوكدتاه يداه هكذا قال الراوي . وأُراه أَكْأَدتاه يداه : أي أتعبتاه . يقال : أكادني الأمر وتكاءدني الشيءُ إذا شقّ عليك ، وعقبة كؤود . وكأْداء : أي ذات مشقة ، أو يقال : كدَّتاه يداه من الكدّ والتعب .
ويحتمل أن يكون معنى أوكدتاه أعملتاه . يقال : وَكَدَ فلانٌ أمره يكده وكْداً ، إذا مارسه وقصده ، ومنه قول الطرمّاح :
وَنُبئت أنَّ القين زنَّى عجوزةً قُفيرة أُمَّ السَّوء أنْ لم يكِدْ وَكْدي([1])
معناه : لم يعمل عملي ولم يُغن غنائي . [ ويقال : مازال ذلك وُكدي بضم الواو : أي فعلي ودأبي ، والوُكْد : الاسم ، والوَكْد : المصدر ([2]) ].
ومن ذلك ضبطه للفعل [ لم تُسنن ] بضم التاء وكسر النون الأولى، في حديث ابن عمر أنَّه كان يقول : (( يُتَّقى من الضحايا والبُدْن ما لم تُسنِنْ )) . ذكره ابن قتيبة في كتابه ، ورواه لم تُسْنَنْ ، مضمومة التاء مفتوحة النون الأولى، على مذهب المفعول لم يُسمَّ فاعله ، وقال : هي التي لم تُنبَت أسنانُها كأنَّها لم تُعطَ أسناناً ، وهذا كما تقول : فلانٌ لم يُلبَنْ : أي لم يُعطَ لبناً ، ولم يُسمَنْ أي لم يعط سمْناً ([3]) )) .
ويستطرد الخطابي في بيان غلط ما ذهب إليه ابن قتيبـة في ضبط هذا الفعل فيقول : ((الخطب في هذا أيسر من ذلك ووجه الكلام بيّن ، ومعناه واضح إذا اتُّبع صوابه ، ولم يغيّر إعرابه ، وإنما هو لم تُسنِنْ أي لم تُسِنَّ ، ردّه إلى الأصل ، فأظهر النونين ، يريد بذلك سَنّ الإثناء ([4]) )) . ثم يعّضد هذا الصواب بما رواه الأثبات من أصحابه فيقول : (( وكذلك رواه لنا الأثبات من أصحابنا ... لم أر منهم في ذلك اختلافاً ([5]))) .
2 – اختلافُ المَعْنى باختلافِ ضبطِ المبنى :
يسوق الخطابي أمثلة كثيرة ، من خلال تفسير الغريب ، تشي بأن الاختلاف في ضبط المبنى ، يقود إلى الاختلاف في تحديد المعنى ، ومن ذلك قوله : [ العِدى ] : الأباعد والأجانب .. قال الشاعر :
إذا كنت في قومٍ عِدىً لست منهم فكُلْ ما عُلِفْتَ من خبيثٍ وطيّبِ
والعِدى : الأعداء أيضاً ، وليس هذا موضعه ، ... فأما العُدى – مضمونة العين – فهم الأعداء لا غير ([6]) )) .
ويقول الخطابي في موضع آخر : (( ويقال في هذا المعنى : رجلٌ لُعَبَةٌ – بفتح العين – إذا كان كثير التلعّب والتمرس بالناس ، فإذا كان يتلعّب به الناس ، ويولعون بمداعبته فهو لُعْبَةٌ – ساكنة العين – ([7]) )) . فقد اختلف المعنى ـ كما رأيت ـ باختلاف ضبط المبنى.
ومن ذلك أيضاً مااختلف معناه باختلاف ضبطه كتمييز الخطابي بين : [ الحِصان ] – بكسر الحاء – والحَصان – بفتحها - . وذلك في معرض شرحه حديث الصحابي الجليل ابن عباس ([8]) ، الذي وصف الفتاة التي جاءت تمشي على استحياء في قصة موسى عليه السلام ، بأنها ليست بسَلْفَع . ثم يصف فرس فرعون في هذه القصة ، أنه كان على فرس ذنوب حِصَان .
يقول الخطابي : (( والحِصان : الفحل ، يقال فرس حِصان ، بكسر الحاء ، وامرأةٌ حَصان بفتحها ([9]) يريد عفيفة .
ومن ذلك - أيضاً – ما اختلف معناه لاختلاف ضبطه :[ العذق ] في حديث عائشة رضي الله عنها – عندما بنى بها رسول الله r قالت : (( إني لأرجَّح بين عَذْقين ([10]) )) .
قال الخطابي : (( العَذْقُ : - مفتوحة العين – النخلة . والعِذْقُ – مكسورة العين – الكباسة ([11]) )) والعَذْق :- بالفتح – النخل ، والعِذْق :- بالكسر – الثمر([12]) . و (( [ الثُّلّة ] : - بضم الثاء – الجماعة من الناس ، والثَّلّة : - بفتح الثاء – القطيع من الغنم أو الصوف والشَّعر ([13]) )) .
ويقول الخطابي في موضع آخر : (( ويقال – أيضاً – نَفِسَتْ المرأة إذا حاضت ، ونُفِسَت من النفاس ([14]) )) . فبين فتح النون وضمها في الفعل [ نفست ] اختلف المعنى .
ويختلف المعنى – أيضاً – باختلاف الضبط في [ الصَّـفْد ] ساكنة الفاء ، وفي الصَّـفَد – مفتوحة الفاء ، ومن ذلك ما جاء في حديث الصحابي عبد الله بن أبي عمار t أنه قال : (( كنت في سفر فسرقت عيبةٌ لي ومعنا رجل يُتَّهم ، فاستعديت عليه عمر بن الخطاب ، وقلت له : لقد أردت يا أمير المؤمنين أن آتي به مصفوداً ، قال : تأتيني به مصفوداً تعترسه ، فغضب ولم يقض له بشيء . والمصفود : المقيد ، والصَّفْد ، ساكنة الفاء ، القيد ، والصَّفَد مفتوحها : العطاء ([15]) )) .
ويختلف المعنى أيضاً باختلاف ضبط الاسم على لغات ثلاث كما ورد في كثير من المثلثات اللفظيـة المختلفة المعـنى كما سيأتي بعد عُجالة . ومن ذلك تفسـير الخطابي لمثلّث [الهيام] وهو مما ثُلّثت فاؤه فاختلف معناه باختلاف تثليثه فقد فسر الخطابي الهيام- بفتح الهاء -: بأنه تراب يخالطه رمل ، والهيام ـ بضم الهاء ـ : شدة العطش ، والهيام ـ بكسر الهاء وضمها ـ أيضا ـ : داء يأخذ الإبل عن بعض المياه بتهامة ([16]) .. )) .
ويفسر الخطابي غريب ما ورد في حديث الصحابي الجليل سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ حين كتب لأبي الدرداء : يا أخي إن تكن بعدت الدار من الدار ، فإن الروح من الروح قريب ، وطير السماء على أََرْفَة خَمَر الأرض تقع .
وفي [ أرفة ] ـ بفتح الألف وضمها ـ يقول الخطابي : " فإن كانت الرواية أَرفة –بفتح الألف– فمعناه أخصب من الرفة .
وإن كانت أُرفة – بضم الألف – فمعناها الحدُّ والعَلَمُ يُجْعَل بين أرضين يَفْصِلُ بينهما ([17]))) . ويذكر الخطابي ما حكاه بعض أهل اللغة من أنَّ امرأة من العرب كانت تبيع تمراً فقالت : إن زوجي أَرَفَ لي أُرفةً لا أجاوزها ؛ تريد أنه حدّ لها في السعر حدّاً لا تجاوزه ([18]) )) .
ومن ذلك أيضاً ما جاء في ضبط بنية [ كفّة ] بضم الكاف وكسـرها . قال الخطابي : ((كل مستطيل كُفَّةٌ – مضمومة الكاف – وكل مستدير كِفَّة بكسرها ([19]) )) . و (( [ الشِّعْثِ ] – بكسر الشين – نبتٌ من نبات الحرم ، والشَّعَث – بفتح الشين والعين – التفرُّقُ والانتشار([20]) )) .
3 – ائتلافُ المَعْنى معَ اختلافِ ضبطِ المَبْنى :
ساق الخطابي أمثلة شتى لهذا الوجه التفسيري كما في [ البَجْر والبُجْر ] ـ بفتح الباء وضمها ـ ومن ذلك تعليق الخطابي على قول أبي بكر t مخاطباً عبد الرحمن بن عوف ، ومنه : (( والله لأن يقدَّم أحدكم فتُضربَ رقبته في غير حدّ خيرٌ له من أن يخوض غمرات الدنيا ، يا هادي الطريق جُرت إنما هو الفجرُ أو البَجْرُ ([21]) )).
يقول الخطابي : (( وقوله : هو الفَجْر أو البَجْر مَثَلٌ ، والبَجْرُ الداهية والأمر العظيم . يقال : جئت يا هذا ببَجْرٍ أي بأمر منكر . يقول : إن انتظرت حتى يُضيء لك الفجر أبصرتَ الطريق ، وإن خبطتَ الظلماءَ أفْضَتْ بكَ إلى المكروه ، ويقال : بَجْرٌ وبُجْرٌ ([22]))) .
فالبَجْرُ والبُجْر على معنى واحد وإن اختلف ضبطهما . ومنه [ قِبَلاً و قُبُلاً ٍ] – بكسر القاف وفتح الباء وبضم القاف والباء معاً – والمعنى واحد ؛ كما جاء في حديث النبي r حين سأله أبو ذر عن أول الرسل : (( قال : آدم . قلتُ : يا رسول الله أنبي مرسل ؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ، ثم سواه قُبُلاً ([23]) )) .
قال الخطابي : (( وقوله [ قِبَلاً ] ، إذا كُسِرت القاف كان معناه المقابلة والعِيَان ، وكذلك قُبُلاً يقال : لقيت فلاناً قِبَلاً و قُبُلاً : أي مقابلةً ([24]) )) ، وقد قُرئ قوله تعالى : [ أو يأتيهم العذاب قِبَلاً ] ([25]) و قُبُلاً . ونظير ذلك : (( الفُقْم : مقدَّم الأنف ، يقال ذلك بضم الفاء وفتحها ([26]) )) .
ويقول الخطابي في موضع آخر أيضا : (( ... ورجل طليق الوجه وطلْق الوجه ، وهو طليق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ ([27]) )) . [ فطِلْق ] الوجه وطَلْقه – بكسر الطاء وفتحها – على معنى واحد رغم اختلاف الضبط . ويقال – أيضاً – للجماعة : [ كُبْكُبة ، وكَبْكَبَة ([28]) ] – بضم الكافين وفتحهما – والمعنى واحد . ومثله : [ حِبْوة ([29]) ] – بضمها – والمعنى واحد والكسر أعلى كما يقول الخطابي . وقد يكون ضبط البنية على لغات ثلاث والمعنى واحد ، كقول النبي r : (( ... الحرب خَدْعة )) - بفتح الخاء - .
وفي ضبط فاء [ خدعة ] يقول الخطابي : (( وفي قوله : الحرب خَدْعة ، ثلاث لغات: أعلاها خَدْعَةٌ – بفتح الخاء ([30]))) . وقال فيما أخبره أبو رجاء الغنوي عن ثعلب : قال : (( الحرب خدعة ، بلغنا أنها لغة النبي r . وروى يعقوب عن الكسائي وأبي زيد : خُدْعة وخُدَعة ([31]) )) – بسكون الدال وفتحها - .
واختلف ضبط البنية في [ دبريّاً ] على لغات ثلاث – أيضاً – والمعنى واحد ، فيما نقله الخطابي عن أبي زيد ، قال : (( قال أبو زيد : فلان لا يصلي إلا دَبَرِيّاً ، أي في آخر وقتها ، قال : والمحدثون يقولون : دَبْرِيّاً ، وروى ابن الأنباري : دَبَرِيّاً و دَبْرِيّاً ودُبْرِيّاً، والمعنى أن يأتيها في آخر وقتها ([32]))) .
وينقل الخطابي عن شيخه أبي عمر اختلاف المبنى في ضبط الفعل [ عقمت ] فيقـول : (( وأخبرني أبو عمر ، عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : والاعتقام أن يحفر الرجل البئر، فإذا بلغ موضعاً لا يعمل فيه المِعْوَل عدل إلى جانب آخر ، فيقال له ما شأنك ؟ فيقول : اعتقمت. قال : ومنه العُقْم ، وهو امتناع الرحم من الولد . يقال : عُقِمَت المرأة وعَقُمت وعَقَمَتْ([33]))) والمعنى واحد .
ومن هذا ما جاء في حديث أبي هريرة في ضبط البنية المؤتلفة المعنى المختلفة المبنى في المثلث اللفظي [ براء ] ، ومنه : أن عمر بن الخطاب (( دعاه إلى العمل فأبى ، فقال عمر: فإن يوسف قد سأل العمل ، فقال له أبو هريرة : إن يوسف مني بريء ، وأنا منه بَرَاء ..([34])))
يقول الخطابي : (( قوله : إن يوسف مني بريء ، وأنا منه براء ، لم يُرد به براءة الولاية، وكيف يتبرأ من نبي من الأنبياء هو مأمور بموالاته ، مفروض عليه الإيمان به والتصديق بنبوته وإنما أراد به البراءة عن مساواته في الحكم والمقايسة به في القوة على العمل . ويقال : إنه منه بريء وَبَراء ، ويقال أيضاً : قوم بَرَاء ، وقد قرئ :[ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ] ([35]). قـال أبو زيد : [يقال] : نحن منكم بَرَاء و بُراء و بِراء ([36]))) .
فضبط المبنى مختلف والمعنى مؤتلف ؛ وسنأتي – كما نوهنا – إلى تناول هذا النوع من الضبط اللغوي في الجزء الثاني . وقد يكون ضبط البنية على لغات بنائية أربع والمعنى واحد .
قال الخطابي في معرض تعليقه على قول النضر بن كَلَدة في قصة رسول الله r مع قريش: (( ... والصواب ما انتبلتم نَبْله ، ومعناه ما انتبهتم له ، ولم تعلموا علمه ، تقول العرب: أنذرتك بالأمر فلم تنتبل نَبْلَه : أي ما انتبهت له ، قاله يعقوب ، قال : وفيه أربع لغات : ما انتبل نَبْله و نُبْله و نَبَاله و نَبَالته ([37]))) . فنَبْله ونُبْله : مختلفان في ضبط المبنى رغم ائتلاف معناهما.
د.نبيل قصاب باشي
الأستاذالمساعد فالجامعة الإسكندينافية
([1]) ديوان الطرماح 178 تح : عزة حسن . ط دمشق 1968 . وفي شرح الديوان أن قفيرة هي بنت سكين ابن الحارث . وكانت سبيّة من قضاعة . والبيت في اللسان ( وكد ) .
[2])) الخطابي : غريب الحديث 3/94-95 . والحديث في الفائق ( نحا ) وفي النهاية لابن الأثير( نحا )
([3]) المصدر السابق 2/416 .
([4]) الخطابي : غريب الحديث 2/416 .
([5]) المصدر السابق 2/416 .
([6]) المصدر السابق 2/94 – 95 بتصرف . والبيت في اللسان ( عدا ) وفي إصلاح المنطق 99 . يُروى لزُرارة بن سُبيع الأَسَدي ، وقيل هو لنضلة بن خالد الأسدي ، وعزاه التبريزي وابن السيرافي إلى دودان ابن سعد الأسدي . وانظر التاج (عدا) قال الخطابي : العِدى ، لم يأت من النعوت على وزنه إلا قولهم : مكانٌ سِوى . وقال ابن السيرافي : لم يأت فعلٌ صفةً إلا قومٌ عِدىً ومكانٌ سِوىً وماء رِوىً .. الخ . وانظر اللسان ( عدا ) . وقال يعقوب في إصلاح المنطق 133 : (( وقوم عُدىً وعِدىً ، أي أعداء )) .
([7]) المصدر السابق 2/162 .
([8]) المصدر السابق 2/468 .
([9]) المصدر السابق 2/469 .
([10]) الخطابي : غريب الحديث 2/574 . أخرجه البخاري في صحيحه 5/71 في مناقب الأنصار ، وابن ماجة 1/603 في النكاح ، والدارمي 2/159 في النكاح أيضاً بألفاظ أخرى مختلفة قليلا . وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 6 /211 في حديث طويل ، والحميدي في مسنده 1/113 باختصار ، وابن سعد في طبقاته 8 /60ـ61
([11]) المصدر السابق 5/575 .
([12]) المصدر السابق 1/482 .
([13]) المصدر السابق 1/498 .
([14]) المصدر السابق 2/576 .
([15]) المصدر السابق 2/246 . والعترسة : القسر والغلبة . أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 10/217 وفيه : " عبد الله بن أبي عامر بدل عبد الله بن أبي عمار" .
([16]) المصدر السابق 2/466 .
([17]) الخطابي : غريب الحديث 2/355 .
([18]) المصدر السابق 2/356 . والخمر : كل ما واراك من شجر وغيره .
([19]) المصدر السابق 3/41 .
([20]) المصدر السابق 3/131 .
([21]) المصدر السابق 2/38 أخرجه الطبري في تاريخه 4/52باختلاف يسير. وانظره في كنز العمال 12/531ـ533 وقوله : هو الفجر أو البجر من الأمثال . انظره في أمثال الميداني 1/68 .
([22]) المصدر السابق 2/39 .
([23]) المصدر السابق 2/157 .
([24]) الخطابي : غريب الحديث 2/157 .
([25]) سورة الكهف : الآية 55 .
([26]) الخطابي : غريب الحديث 2/469 .
([27]) المصدر السابق 1/393 .
([28]) المصدر السابق 1/402 .
([29]) المصدر السابق 3/37 – 38 . والحِبوةُ : الاحتباء وهو أن يجمع ظهره ورجليه .
([30]) المصدر السابق 2/166 .
([31]) المصدر السابق 2/166 .والحديث بطوله أخرجه ابن الأعرابي في معجمه ( مخطوط 38 ـ 84 ) عن عائشة رضي الله عنها . وروي عن علي ـ كرم الله وجهه ـ بسند آخر عن ابن الأعرابي في صحيح البخاري 4/244 في المناقب وفي الاستتابة 9/21 . وأخرجه أبو داود في السنن 4/244 وأحمد في مسنده1/131 ـ 134 .
([32]) المصدر السابق 2/268 .
([33]) الخطابي : غريب الحديث 3/77 .
([34]) المصدر السابق 2/432 . أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن أيوب عن ابن سيرين11/323 . وابن سعد في طبقاته عن ابن هلال عن ابن سيرين بطوله 4/335 ، وعن ابن عون عن ابن سيرين باختصار . وانظر عيون الأخبار لابن قتيبة 1/53 . وجميعهم باختلاف بعض الألفاظ . كما أخرج أبو نعيم نصفه الثاني في الحلية 1/380 .
([35]) سورة الممتحنة : الآية 4 .
([36]) الخطابي : غريب الحديث 2/432 – 433 .
([37]) المصدر السابق 2/330 – 331 . والحديث : (( والله لقد نزل بكم أمر ما ابتلتم بتله )) وقد صوبه الخطابي. وهو بتمامه في الفائق وفي النهاية ( بتل) .
"
عبد الرحمن- المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
مواضيع مماثلة
» ضبط البنية اللفظية في لغة النبي(ص)الخطابي نموذجا.الدكتور نبيل قصاب باشي(2)
» المعرّب(الدخيل)في لغة النبي صلى الله عليه وسلم ....د.نبيل قصاب باشي
» نظرية النظم عند الخطابي في معايير النقد الحديث والنقد الحداثي وما بعد الحداثي د.نبيل قصاب باشي(2)
» غابة النرجس...شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
» سحابة الأحلام....شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
» المعرّب(الدخيل)في لغة النبي صلى الله عليه وسلم ....د.نبيل قصاب باشي
» نظرية النظم عند الخطابي في معايير النقد الحديث والنقد الحداثي وما بعد الحداثي د.نبيل قصاب باشي(2)
» غابة النرجس...شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
» سحابة الأحلام....شعر:الدكتور نبيل قصاب باشي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى