إلى...صلاح....عبد الصبور...شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

قالت أمي
بعد أن استنسخني شيخ
يلبس بنطالا من (جينز)أزرق
(برنيطة)راع يفهم كل لغات رعاة البقر
وصفير هنود الأرض:
هذا يشبه إبني
اختلف الشعر قليلا
واللون تغيّر
هذا أشقر
والطول.....(تبارك ربّ العرش)
قد أصبح أطولْ
وسواد عيون الأوّل
صارت زرقة ماء البحرْ
حتى اللغة......(تبارك ربي)
يرطن (سبعة ألسن)
إلا العربيّة
يرقص....(يا سبحان الله)
يتلوى كالأفعى تعبر وعرا
إبني قبل الدفن
لبس الثوب الأخضر
غطى كلّ الجسد.....كان حييا
أترى لون الثوب تغيّرْ.....فغدا أحمر
وغدا أضيق....وغدا أقصرْ
وحياء الأمس
صار بعيد الإستنساخ ....تعهّرْ؟؟؟!!!!
إبني الأوّل
كان إذا أبصر بنت الجيران
أطرق خجلا
هذا.....
قبّلها قدام الناسْ
ذهبا صوب النهر
بثياب سمّاها شيخ الإستنساخ
(مايو)و(بكيني)
لم يستنكر أحد من كل الناس...
ورأيت الخلق
وكأن على رأس مناخرهم طير من طينْ
هذا يأكل شلو شطيرةْ
هذا يقسم أن بضاعته من صنع الصين
والثالث يتمدد كالتمثال
على قارعة ملآى بذباب أزرق
فنظرت إلى إبني المستنسخ
يتأبط بنت الجيران المستنسخة.....
نزلا في النهر
قكرّت....دعوت الله بظهر الغيب......
ياربّ....
أنزعت الغيرة من كل رؤوس رجال اليوم؟؟؟!!!
بل من كل رؤوس الخلق
لكني....
الآن أزغرد.....
فالغبرة دبّت في أمواه النهر
وفرات الله تميّز غيظا
فابتلع الشبحين
وغنى بالعربية لحنا..
ردده كل تراب الأرض
والأحجار
وسعف النخل
وبعض عجائز....
لكن .....
لم يسمعه الشرطيّ
وأصحاب الشارات
وجثث حشيت في أكياس قمامةْ
وعمائم مستنسخة في مختبرات السبت
ومقابر درست منذ قرون
والأغرب من هذا يا(زلفى)
أن حمارتنا بدأت تنهق
يبدو أن حمارتنا قد فهمت لحن النهر
لاعجب....
فأم السرج البالي
لاتحيا في قصر
تحجب عنه الأرواح
وألحان الأنهار
********
الشرقة في :1/10:2010

زلفى:اسم تراثي كان الناس يطلقونه على بناتهم ...وقد انقرض تقريبا.