منتديات الشاعر عبد الرحمن سليم الضيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الثورة السورية إلى أين؟....بقلم :عبد الرحمن سليم الضيخ

اذهب الى الأسفل

الثورة السورية إلى أين؟....بقلم :عبد الرحمن سليم الضيخ Empty الثورة السورية إلى أين؟....بقلم :عبد الرحمن سليم الضيخ

مُساهمة  أبو البراء الأحد مايو 22, 2011 7:32 pm

الثورة السورية......إلى أين؟؟
لابد لي وقبل أن أطرح سؤالي هذا ومحاولة الإجابة عليه، من الاعتراف بصعوبة التكهن بما ستؤول إليه هذه الثورة....علما أنني أومن أن إرادة الشعوب قدر محتوم...لكن المعطيات على الأرض جديرة أن تجعل المتتبع في شيء من الحيرة والتردد في الجزم بما سيؤول إليه الحال في المستقبل المنظور
إن عرضا لفعاليات الثورة يكشف عن قصور في تعميم المشاركة ....فنحن أمام سلبية من قبل أكبر مدينتين من مدن سورية وهما(دمشق)و(حلب)واللتان تشكلان من حيث عدد السكان مايقرب من نصف الشعب السوري...وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال....لماذا؟؟!!لماذا لم تخرج جماهير دمشق وجماهير حلب بشكل واسع للتظاهر ضد ممارسات النظام؟...وهل صحيح أنهما تؤيدان الحكم كما يدعي النظام؟....الواقع أن النظام قد بذل جهوده على مدى مايزيد على أربعة عقود لإعداد مرتبطين معه من الذين فقدوا حاسة الوطنية والإنسانية وأعدهم ليكونوا شركاء من الدرجة الرابعة حيث يعيشون بشيء من الرفاه على حساب مراكز أوكلت إليهم كمكافآت على مناصرتهم للنظام ،كما سلحهم وأدخل في روعهم أنهم مستهدفون من قبل قوى تريد انتزاع مكاسبهم منهم...  وأمامنا شاهد هو التعاون بين هؤلاء وبين الأمن لإخماد مظاهرة المدينة الجامعية في جامعة حلب. إلى جانب أن حيتان النظام والذين سيطروا على كل مفاصل الاقتصاد السوري قد ربطوا مصالح تجار هاتين المدينتين بعجلتهم فأصبحت رؤوس أموال معظم التجار تحت أيدي المخلوف والأسدين وبقية الحيتان...من خلال الشركات المملوكة لهم والتي بيعت لهم من القطاع العام بقروش.....يحضرني مثال هنا....سئل المجرم الكبير مصطفى طلاس والذي ارتكب أكبر جريمتين في تاريخ سوريا وهما ضرب مدينة حماه وتثبيت الطفل المعاق بشار الأسد كوريث لأبيه في حكم سوريا ،سئل  عن موقع معرض دمشق الدولي السابق فأجاب ببساطة ملفتة....لقد أعطيناه لمخلوف استثمارا ل/99/سنة......ناهيك عن بيع شركة الاتصالات وغيرها من الشركات الضخمة لهؤلاء الحيتان وامتلاكهم لمعظم مصانع المنطقة الصناعية في حسياء والمدن الأخرى على كل التراب السوري.
ثم هناك السلاح المتوفر بين أيديهم فقط والذي أنفقوا الكثير من قوت الشعب السوري لشرائه بحجة التحرير وغبرها من الأكاذيب التي مايزالون يضعونها في الواجهة على الرغم من أن كل كبير وصغير كشف زيفها ....هذا السلاح الذي أخذوا يستخدمونه بوحشية ضد الجماهير العزلاء إلا من إيمانها...والتي سحبوا من أيديها كل نوع من أنواع السلاح على وفق الأحكام العرفية والتي ألغوها اسما وهم ينفذونها بوحشية منقطعة النظير ضد الجماهير المنتفضة والتي تنادي (سلمية...سلمية)قيتلقونها بقذائف الدبابات الحديثة والتي بذلوا أثمانها من لقمة ودم الشعب....
سلاح آخر في يد هؤلاء القتلة...هذا السلاح هو الأخطر...والذي أعدوه منذ أكثر من ثلاثين عاما ليكون عامل إبادة للجماهير ...وهو سلاح الطائفية البغيضة....لقد أخذ حافظ الأسد وابنه من بعده يعدون طائفتهم لمثل هذا اليوم ...فقد حكموها في مفاصل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والوظيفية....إلى درجة أنهم جعلوا الوظائف في مجملها حكرا على أبناء طائفتهم مما دفع الكثيرين من أبناء القرى إلى هجرها والتحول إلى المدن حيث شكلوا أحياء لهم منفصلة أشبه ب(بالجيتو)...أنظر إلى (حي الزهراء...وحي النزهة)في مدينة حمص هذان الحيان اللذان يتخذهما الشبيحة منطلقا للهجوم على الجماهير المتظاهرة ..وبعدها ينسحبون إليهما......كما ظهر من خلال تسليح قرى أبناء طائفتهم حول مدينة تلكلخ والذين كانوا يتميزون عند الهجوم على الجماهير بشريط أحمر حول العضد........
أعود إلى محاولة الإجابة عن السؤال المطروح آنفا...وهو....إلى أين؟؟
قامت الثورة السورية واكتسبت زخما لايستهان به وهي مستمرة على الرغم من القمع والبطش الذي لم يسبق مثله في التاريخ......وأمام ماذكرنا آنفا نجد أنفسنا أمام زاويتين في كل زاوية انحشر جانب من جانبي المعركة إذا جاز لنا تسميتها بهذا الاسم....النظام الذي انحشر في زاوية العزلة الشعبية والعربية والدولية والذي لم يعد أمامه إلا أن يحاول إخماد الثورة..حتى لو أباد نصف الشعب السوري أو أكثر......والذي لم يعد أمامه إلا هذا السبيل وهنا تكمن خطورته...فقد غدا كما أسلفت من قبل كالذئب الجريح الذي يقاوم الصياد الذي يحاول أسره
أما الجانب الثاني فهو الشعب والجماهير التي انتفضت وليس في يدها إلا صدورها العارية وتطالب بإسقاط النظام واستبداله بنظام ديمقراطي يكفل للجماهير حياة الحرية والكرامة هذه الحياة التي افتقدتها منذ مايقرب من خمسين عاما وهي مصرة على أن تحقق مطالبها مهما كلفها ذلك من ثمن ....ولكن هنا يحضرني مثل عربي قد يضرب في هذا المقام(كالأيتام على موائد اللئام)فالجماهير العزلاء لاتجد ناصرا من أية جهة عربية أو إسلامية أو دولية إضافة إلى التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة والذي يحاول المتظاهرون كسره من خلال بعض مايتوفر بين أيديهم من مفرزات التكنولوجيا المتواضعة...........فكرة أخرى تلح عليّ وهي هل يملك الشباب المتظاهرون استراتيجية ...ثم هل هيؤوا البديل للطاغية في حال نجاح ثورتهم؟....هذا مالاأستطيع الإجابة عليه....ذلك أن الذي يطفو على السطح من بدائل كلها عبارة عن صور مطلية للنظام بل معظمها جزء منه انفصل عنه لاختلافهما على المكاسب أو لتوزيع الأدوار بينهم....وهؤلاء يسمون أنفسهم بالمعارضة الخارجية...أمثال (زعيم الشبيحة رفعت الأسد وأبناؤه)أو (عبد الحليم خدام)وشلته....إلى جانب المنادين بالتغيير على جناح الدين ...والدين منهم براء فهم يقيمون في العواصم الأوربية في قصور وعمائر وبذخ  برعاية(كريمة)من تلك الدول التي تحاول بسط سيطرتها على كل الوطن العربي بكل السبل...والنموذج العراقي ليس ببعيد عنا.....
في النهاية لابد لي من الاعتراف مرة أخرى بصعوبة رسم صورة للنهاية التي ستصل إليها الثورة السورية...لذلك أجد نفسي مضطرا إلى التنظير ...والتنظير فقط....فأقول....لو كنت مكان شباب العلويين لما انجرفت مع هذه الشلة التي ماأسهل من أن تتخلى عنهم حين ترى أن مصالحها الاقتصادية قد أصبحت مهددة....ولكم في رفعت والخدام مايجعلكم تصدقون وتنصرفون عن هؤلاء وتنتحون جابب شعبكم وجماهيركم التي تنادي بالوحدة الوطنية والديمقراطية للجميع.....
لو كنت مكان الشباب لشكلت مجلسا من شخصيات اعتبارية من كل محافظات ومدن القطر ليحثوا الشباب على الخروج في مظاهرات مليونية تسرع من سقوط النظام وتقلل من أعداد الشهداء.......لو كنت مكان ماتسمي نفسها المعارضة الخارجية أو الدينية لاستحييت من الله لاستمراري بالكذب عليه وعلى شعبي الذي كشفني ويعرفني كما يعرف أبناءه....ولارعويت عن حشد المتعاونين  بما سرقت من أموال الشعب ......والسعي لإدخال قوى الاستعمار كبديل للطاغية.........وأخيرا أقول شيئا مستحيلا لأنه من أعمال النبلاء والفرسان فقط,,,ولا يقوم به من سأفرض نفسي مكانه.....لو كنت_لاسمح الله-مكان الطاغية بشار الأسد لاعتذرت عما فعل المجرم الأول حافظ الأسد وحملت على كفيّ كفني وتوجهت إلى حمص أو بانياس أو تلبيسة أو إلى أم الشهداء درعا....ووقفت أمام الجماهير وقلت لهم هذا كفني وأنا أعترف بجرائمي وجرائم من ورّثني....وأنا بين أيديكم فانتقموا مني.....أنا متأكد أن الشعب سيقول له....اذهب إلى القرداحة وعش حياة كريمة ....فقد عفونا عنك ....ووهبنا دماء شهدائنا لعيون الوطن......
أخيرا أقول ....لقد بدأ القدر يخط الخلاص بيد الجماهير....وإذا كنتم في شك ...فشاهدوا ماأشاهد الآن في التلفاز....في جمعة الحرية.......الملايين يخرجون...وهم مصممون على التغيير.....وغدا نزف إليك أيتها الحرية و الديمقراطية العربية....العربية....العربية.
أبو البراء
أبو البراء

المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 73

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى